أثر الهجمات السيبرانية على الشركات الكبرى

في عصرنا الحالي، تُعدّ الهجمات السيبرانية من أهم التحديات التي تواجهها الشركات الكبرى. فمع الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في جميع جوانب العمل، تصبح هذه الشركات عرضة للاختراقات الإلكترونية، مما قد يُسبب لها خسائر فادحة على مختلف الأصعدة. سنتعرف في هذا المقال على أبرز المشكلات التي تسببها الهجمات السيبرانية على الشركات الكبرى.

الأضرار المالية

تُلحق الهجمات السيبرانية أضراراً مالية جسيمة بالشركات. فعندما يتم اختراق أنظمة الشركة، قد تُفقد بيانات حساسة، مثل معلومات العملاء أو أسرار تجارية، مما قد يُعرضها لخطر الغرامات القانونية أو فقدان ثقة العملاء. ناهيك عن تكلفة استعادة البيانات وإصلاح الأضرار التي لحقت بأنظمة الشركة. في عام 2017، تعرضت شركة “Yahoo” لهجوم إلكتروني أدى إلى سرقة بيانات 3 مليارات حساب مستخدم. كلف هذا الهجوم الشركة 350 مليون دولار أمريكي كغرامات قانونية. أيضًا في عام 2020، تعرضت شركة “Solar winds” لهجوم إلكتروني أدى إلى اختراق أنظمة العديد من الشركات والحكومات حول العالم. تكلفة هذا الهجوم على الشركات المتضررة تُقدّر بمليارات الدولارات.

التأثير على السمعة وثقة العملاء

تُؤثّر الهجمات السيبرانية على سمعة الشركة وثقة العملاء. فعندما يشعر العملاء بأن بياناتهم الشخصية أو بيانات الشركة غير آمنة، قد يُصبحون أقل ثقة بالشركة، مما قد يُؤدّي إلى فقدانهم كعملاء. تحد هذه الهجمات تمت في عام 2014، حيث تعرضت شركة “سوني” لهجوم إلكتروني أدى إلى سرقة بيانات 77 مليون مستخدم. أدى هذا الهجوم إلى فقدان الشركة لعدد كبير من العملاء. بالإضافة إلى ذلك، في عام 2018 تعرضت شركة “فيسبوك” لهجوم إلكتروني أدى إلى تسريب بيانات 87 مليون مستخدم. أدى هذا الهجوم إلى فقدان الشركة لثقة العديد من العملاء.

تعطّل نشاطات الشركة

قد تُؤدّي الهجمات السيبرانية إلى تعطّل نشاطات وعمليات الشركة بشكل كامل أو جزئي. فعندما يتم اختراق أنظمة الشركة، قد تُصبح غير قادرة على الوصول إلى بياناتها أو تقديم خدماتها للعملاء. تماماً كما حصل في عام 2017 عندما تعرضت شركة “مايكروسوفت” لهجوم إلكتروني أدى إلى تعطّل خدماتها على الإنترنت لعدة ساعات.

التأثير على الموظفين

تلعب الهجمات السيبرانية على معنويات الموظفين وإنتاجيتهم. فعندما يشعر الموظفون بأن بياناتهم الشخصية أو بيانات الشركة غير آمنة، قد يُصبحون أقل تركيزًا على عملهم، مما قد يُؤثّر على إنتاجية الشركة بشكل عام. في عام 2019، تعرضت شركة “تويتر” لهجوم إلكتروني أدى إلى تسريب بيانات 330 مليون مستخدم. أدى هذا الهجوم إلى شعور الموظفين بالقلق والخوف على بياناتهم الشخصية.  كما في عام 2020، تعرضت شركة “أبل” لهجوم إلكتروني أدى إلى تسريب بيانات 500 مليون مستخدم. أدى هذا الهجوم إلى شعور الموظفين بالغضب والإحباط من الشركة.

الملاحقات القانونية

قد تُؤدّي الهجمات السيبرانية إلى ملاحقات قانونية ضد الشركة. فعندما تُفقد بيانات العملاء أو تُسرق، قد تُواجه الشركة دعاوى قضائية من قبل العملاء الذين تضرروا من الهجوم. في بداية عام 2018، تعرضت شركة “فيسبوك” لدعوى قضائية من قبل لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) بسبب عدم اتّخاذها خطوات كافية لحماية بيانات المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، في عام 2021، تعرضت شركة “مايكروسوفت” لدعوى قضائية من قبل مجموعة من المستخدمين الذين تضرروا من هجوم إلكتروني.

التأثير على سلاسل التوريد

لا تقتصر مخاطر هجمات الأمن السيبراني على الشركات نفسها، بل قد تُؤثّر أيضًا على سلسلة التوريد الخاصة بها. فعندما يتم اختراق أحد موردي الشركة، قد تُصبح بيانات الشركة عرضة للخطر. ففي عام 2017، تعرضت شركة “مارس” لهجوم إلكتروني أدى إلى اختراق أنظمة أحد مورديها. أدى هذا الهجوم إلى توقف إنتاج الشركة لعدة أيام.  وفي عام 2021، تعرضت شركة “Google” لهجوم إلكتروني أدى إلى اختراق أنظمة أحد مورديها. أدى هذا الهجوم إلى تعطّل خدمات “Google” على الإنترنت لعدة ساعات.

التأثير على القيمة السوقية

قد تُؤثّر هجمات الأمن السيبراني على القيمة السوقية للشركات. فعندما تُفقد ثقة المستثمرين في قدرة الشركة على حماية نفسها من الهجمات الإلكترونية، قد تنخفض قيمة أسهمها. كما حصل في عام  2017 مع شركة “ياهو” حيث تعرضت آنذاك لهجوم إلكتروني أدى إلى انخفاض قيمة أسهمها بنسبة 4% . أيضاً في عام 2021، تعرضت شركة “جوجل” لهجوم إلكتروني أدى إلى انخفاض قيمة أسهمها بنسبة 2%.

الاستجابة لهجمات الأمن السيبراني

من الواجب على الشركات عامةً سواء الكبرى منها أو الصغرى الاستجابة لجميع الحوادث والهجمات السيبرانية بغية الحفاظ على بياناتها وبيانات وخصوصية عملائها على حد سواء. حيث يتوجب عليها ما يلي :

  • الاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني
  • توعية الموظفين بمخاطر الأمن السيبراني
  • وضع خطة استجابة لحوادث الأمن السيبراني
  • التعاون مع الجهات الحكومية
  • المشاركة في برامج تبادل المعلومات حول الهجمات السيبرانية مع المراكز المعنية بالاستجابة لطوارئ الحاسب CERTS
  • التعاطي مع الهجمات بشفافية وإعلام العملاء والمستثمرين بما حدث

تشكل هجمات الأمن السيبراني تهديدًا خطيرًا للشركات الكبرى. لذلك، يجب على هذه الشركات اتّخاذ خطوات جادة لحماية نفسها من هذه الهجمات، وذلك من خلال الاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، وتوعية الموظفين بمخاطر الأمن السيبراني، ووضع خطة استجابة لحوادث الأمن السيبراني، والتعاون مع الجهات الحكومية، والمشاركة في برامج تبادل المعلومات، والتعاطي مع الهجمات بشفافية.

المعلومات المقدمة حول هذا الموضوع ليست بديلاً عن المشورة المهنية ، ويجب عليك استشارة أحد المتخصصين المؤهلين للحصول على مشورة محددة تتناسب مع وضعك. بينما نسعى جاهدين لضمان دقة المعلومات المقدمة وحداثتها ، فإننا لا نقدم أي ضمانات أو إقرارات من أي نوع ، صريحة أو ضمنية ، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو ما يتعلق بها الرسومات الواردة لأي غرض من الأغراض. أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات يكون على مسؤوليتك الخاصة. لا يمكن أن نتحمل المسؤولية عن أي عواقب قد تنجم عن استخدام هذه المعلومات. يُنصح دائمًا بالحصول على إرشادات من محترف مؤهل.