أصبحت العدسات اللاصقة موضة العصر الحالي بما وفرته من تصحيح للرؤية لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، ومظهر جمالي بديل عن النظارات، ولكن هل من الممكن أن يحمل ارتداء هذه العدسات أخطارًا على صحة العين؟ وإن كان هنالك أخطار، كيف بالإمكان الحد منها؟
صديقي القارئ، إذا أردت الإجابة على هذه الأسئلة، تعال معي لنرى في هذا المقال ما هي أخطار العدسات اللاصقة، وكيف يمكننا ببعض الأساليب البسيطة تجنب أضرارها.
● ما هي الأضرار المترتبة على ارتداء العدسات اللاصقة؟
1. التهابات العين:
تعتبر التهابات العين من أكثر المخاطر شيوعًا المرتبطة باستخدام العدسات اللاصقة. قد يؤدي استخدام العدسات لفترات طويلة أو عدم الالتزام بإجراءات النظافة إلى نمو البكتيريا والفطريات، مما يزيد من خطر الإصابة بالالتهابات، مثل التهاب الملتحمة أو التهاب القرنية. يتظاهر التهاب العينين باحمرار في العينين مع ألم، وحساسية للضوء، ورؤية ضبابية مفاجئة، وعيون دامعة وإفرازات عينية غير عادية.
2. جفاف العين:
يمكن أن تسبب العدسات اللاصقة شعورًا بالجفاف وعدم الراحة في العين. يعتمد هذا الأمر على نوع العدسات المستخدمة ومدة ارتدائها. إذا لم يتم ترطيب العين بشكل كافٍ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تهيج وجفاف العين.
3. الحساسية:
تحتوي بعض العدسات اللاصقة على مواد كيميائية قد تسبب ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص. يمكن أن تظهر الأعراض على شكل احمرار، وحكة، أو تورم في العين. كما يمكن أن تزيد العدسات من حساسية العين للضوء.
4. فقدان الرؤية:
في حالات نادرة، يمكن أن تؤدي العدسات اللاصقة إلى مشاكل أكثر خطورة، مثل فقدان الرؤية. قد تحدث هذه الحالة نتيجة لالتهابات شديدة أو مشاكل في القرنية بسبب ارتداء العدسات لفترات طويلة دون العناية المناسبة.
5. إصابات القرنية:
يمكن أن تسبب العدسات اللاصقة إصابات في القرنية، خاصة إذا كانت العدسات غير ملائمة أو إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح. يمكن أن تشمل هذه الإصابات الخدوش أو التقرحات أو الالتهابات التي تتطلب علاجًا طبيًا. قد يسبب النوم أثناء ارتداء العدسات اللاصقة ضررًا خطيرًا للقرنية. في حين أن العدسات اللاصقة نادرًا ما تضر بالقرنية، فإن النوم بالعدسات اللاصقة غير المخصصة للارتداء لفترة طويلة يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث عدوى القرنية أو حتى القرحة.
6. مشاكل في تركيب العدسات:
قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في تركيب العدسات اللاصقة بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو عدم الراحة. قد يتطلب الأمر تدريبًا وممارسة للتمكن من تركيبها وإزالتها بشكل صحيح.
● نصائح لتقليل المخاطر:
1. اتباع تعليمات الاستخدام:
يجب دائمًا اتباع التعليمات المرفقة مع العدسات اللاصقة، بما في ذلك مواعيد الاستبدال والتنظيف. لا تفرط في استخدام العدسات. قم بتغيير العدسات حسب التوصيات، سواء يوميًا أو أسبوعيًا أو حسب توجيهات طبيب العيون.
2. الحفاظ على النظافة:
– يجب غسل اليدين جيدًا قبل التعامل مع العدسات، واستخدام محلول التنظيف الموصى به.
– لا تضع العدسات اللاصقة في فمك أو تبصق عليها (نعم، هناك أشخاص يفعلون ذلك، وخاصة مع العدسات اللاصقة الصلبة).
– لا تدعي كريمات اليدين أو المكياج يتلامس مع عدساتك. ضعي عدساتك قبل وضع المكياج، وأخرجي العدسات قبل إزالة المكياج.
– حافظ على علبة العدسات نظيفة وجافة بين الاستخدامات، واحصل على علبة جديدة كل بضعة أشهر على الأقل.
3. استشارة طبيب العيون:
من المهم إجراء فحوصات دورية للعين والتأكد من أن العدسات المناسبة تم اختيارها. اسأل طبيب العيون عن المحاليل التي يجب استخدامها والتزم بها.
4. تجنب الاستخدام لفترات طويلة:
يجب تجنب ارتداء العدسات لفترات أطول من الموصى بها، خاصة أثناء النوم.
● ماذا تفعل إذا ظهرت أحد مضاعفات ارتداء العدسات؟
إذا شعرت بتهيج غير عادي في العين:
1. قم بإزالة العدسات اللاصقة على الفور.
2. تجنب ارتداء العدسات اللاصقة مرة أخرى حتى ينصحك طبيب العيون بذلك.
3. قم بزيارة طبيب العيون.
4. إذا كنت ترتدي العدسات اللاصقة، فضع في اعتبارك أنه إذا لم تستخدم العدسات اللاصقة الممتدة المعتمدة خصيصًا للارتداء طوال الليل، فلا يجب أن تنام بها. حتى في هذه الحالة، من الأفضل إخراجها قبل النوم.
● الخلاصة:
ختامًا، يمكننا أن نقول إنه من حسن حظنا أن المشاكل الخطيرة المتعلقة بارتداء العدسات اللاصقة نادرة، وطبعًا هذا الأمر متعلق بطريقة العناية الموصى بها التي لم يتم اختيارها عبثيًا، وإنما بعد أبحاث حول الطرق الفضلى للعناية والتقليل من المخاطر. لذلك، لا بد أن نؤكد على ضرورة الالتزام بطرق العناية واتباع التعليمات، وذلك لأنه كما رأينا أن الأخطار المترتبة على ارتداء العدسات بشكل غير صحيح ليست قليلة وتحمل مشاكل كبرى تهدد سلامة العين. لذلك، عزيزي القارئ، دعنا نأخذ من الوقاية درهماً يحمينا من قنطار العلاج.
