يرى الكثير من الناس أن الصحة العقلية و النفسية تتعلق بالحفاظ على حياة صحية و روتين يومي مناسب, لكن ما لا يعرفه الكثير من الأشخاص أن ما نتناوله يومياً من أطعمة له تأثير مباشر على وظائف الدماغ و على المزاج. يعتقد الجميع أن الأطعمة تمنحنا الطاقة فقط, لكن في الحقيقة, فإن هناك أطعمة تحسن الذاكرة, تعزز التركيز, و تساعد على تحسين المزاج و الحالة النفسية.
في هذا المقال, سنذكر بعض الأطعمة الفريدة من نوعها في دعم العقل و تحسين المزاج.
بدايةً, توجد الأطعمة التي تحسن المزاج و تعطي جرعة من السعادة, مثل:
- الشوكولاتة الداكنة: الكثير من يتناولها كنوع من الحلوى, لكن ما ليعرفه الكثير أنها تحتوي على مضادات أكسدة و مركبات مثل “الفلافونوئيد” التي تزيد من تدفق الدم إلى دماغ و بالتالي تحسن وظائفه. كما تسهم في زيادة مستويات هرمون السعادة, السيروتونين, مما يجعلها مثالية لتحسين المزاج.
غالباً ما تظهر النتائج و تتحقق الفائدة الأكبر عندما تحتوي الشوكولاتة على نسبة عالية من الكاكاو لذلك قم باختيار التي تحتوي على نسبة كاكاو تتجاوز ال70%.
- الكركم: إن الكركم يحتوي على مركب الكركومين الذي يمتلك خصائص مضادة للالتهابات و يزيد إنتاج هرمونات السعادة, مثل الدوبامين أو ما يعرف بهرمون المكافئة. كما أن له دوراً في الوقاية من أمراض الدماغ المتعلقة بالتقدم بالسن, مثل ألزهايمر.
يتم استخدامه عادة مع الحساء, الأرز, أو أحياناً يتم مزجه مع الحليب للحصول على ما يدعى بالحليب “الذهبي”.
- الأسماك: بعض أنواع الأسماك كالسلمون, و السردين, و التونة غنية بأحماض الأوميغا-3 الدهنية التي تشكل جزءاً أساسياً من خلايا الدماغ, و تناولها يحسن المزاج و يقلل من أعراض الاكتئاب.
كاقتراح, يمكنك تناول وجبتين على الأقل من أنواع الأسماك هذه أسبوعياً.
أما ثانياً, فتوجد الأطعمة التي تقوي الذاكرة و تحسن صحة الدماغ, مثل:
- التوت: أظهرت الدراسات أن غنى التوت بمضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الدماغ من التلف يساعد في تحسين الذاكرة قصيرة الأمد و يقوي القدرات الإدراكية.
يتم عادةً تناوله طازجاً أو بإضافته إلى العصائر لوجبة مغذية سريعة.
- الأفوكادو: الأفوكادو مليء بالدهون الصحية التي تزيد تدفق الدم إلى الدماغ مما يحسن الوظائف الإدركاية, كما الحال في التوت, و يحتوي أيضاً على مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية.
كيف نضيفه إلى الوجبات؟ يمكن إضافته إلى العصائر, أو في السلطات, أو بدهنه على الخبز المحمص.
- الجوز: إن الجوز يحتوي على أحماض الأوميغا-3 التي تعزز صحة الدماغ و تحسن الذاكرة. كما أن تناوله يومياً قد يقلل مخاطر الشيخوخة, و من الطرفة أن الجوز فعلاً يشبه الدماغ شكلاً.
غالباً ما يتم تناول الجوز بمفرده كوجبة خفيفة, لكن بالطبع يمكن إضافته إلى السلطات.
ليس فقط المأكولات, بل و بعض المشروبات أيضاً لها فوائد مشابهة:
إلى جانب الأطعمة التي ذكرناها سابقاً, يوجد مشروبات لها تأثيرات مشابهة مثل:
- القهوة: محفز للعقل و مصدر للطاقة, إذ تحتوي القهوة على الكافيين الذي يعزز التركيز و اليقظة, و هي أيضاً تحتوي على مضادات أكسدة تحمي الدماغ من التلف.
و الكمية المناسبة من القهوة يومياً لتحقيق الفوائد دون أي آثار جانبية هي كوب إلة كوبين دون الكثير من الإضافات.
- الشاي الأخضر: إن كنت تريد الهدوء و التركيز معاً, فإن الشاي الأخضر هو الحل المثالي الذي يجمع بين الكافيين و الثيانين, الذي يحسن الاسترخاء و التركيز بذات الوقت. هذا المشروب يفيد في تقليل القلق و زيادة الانتباه, مما يحسن المزاج و الذاكرة.
إن كنت تسعى خلف مزاج أفضل و طاقة خفيفة في يومك, فإن كوب من الشاي الأخضر في فتر ما بعد الظهر هو حل مناسب جداً.
خاتمةً:
يمكننا استنتاج أن العلاقة بين الطعام و العقل ليست نظرية, بل حقيقة مثبتة بالدراسات العلمية, فالأطعمة التي ذكرناها, مثل التوت و الكركم و الشوكولاتة الداكنة, ليست فقط ذات مذاق لذيذ بل تعد مأكولات فعالة في تحسين وظائف الدماغ و المزاج.
لذلك, وضع هذه الأطعمة و المشروبات في نظامك الغذائي اليومي هو خطوة بسيطة و لها فائدة كبيرة في تحسين صحتك العقلية و الجسدية.
قم بتجربة هذه المأكولات و المشروبات, و ستلاحظ فرقاً إيجابياً في تركيزك, مزاجك, و ذاكرتك, و بشكل مستدام لا مؤقت.