أمراض المناعة الذاتية
تُعرف أمراض المناعة الذاتية على أنها حالة مرضية يقوم فيها الجهاز المناعي بمهاجمة أعضاء الجسم المختلفة، يقوم الجهاز المناعي في الوضع الطبيعي بالتفريق ما بين خلايا الجسم الطبيعية والأجسام الغريبة المسببة للأمراض مثل: البكتيريا والفيروسات والطفيليات، بحيث يقوم بإرسال الخلايا المقاتلة للتخلص من هذه الأجسام، ومن الأمثلة على أشهر الأمراض التي تصيب الجهاز المناعي وهو مرض السكري النوع الأول بحيث تقوم خلايا المناعة بمهاجمة خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس والمسؤولة عن افراز الانسولين في الجسم.
أمراض المناعة الذاتية والحمل
تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية من الرجال، كما تزداد احتمالية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية خلال فترة الحمل، فيما يلي أكثر الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز المناعي:
- الوهن العضلي الوبيل أو ما يُعرف بمتلازمة جريفز: يُعد الوهن العضلي الوبيل احدى الأمراض التي تصيب الجهاز المناعي، يُنتج الجهاز المناعي عند الشخص المصاب أجسامًا مضادة تقوم بتدمير مستقبلات النواقل العصبية في العضلات مما يؤدي الى ضعف في تلقي الإشارات العصبية مسببًة ضعف في العضلات، من الأعراض الشائعة للوهن العضلي الوبيل:
- ازدواجية الرؤيا.
- تَدلي احدى أو كلا الجفنين.
- ضعف في عضلات الرقبة والأطراف.
- قد تشّمل الإصابة في بعض الأحيان عند 15% من الأشخاص عضلات الوجه مسببًة ضعف في الكلام، وصعوبة في البلع.
وينصح باستشارة طبيب في حال مواجهة أي مشاكل في التنفس، أو الرؤية، أو البلع، أو استخدام اليدين.
من العوامل التي تؤدي الى تفاقم المرض هي: التعرض للإجهاد والإرهاق، الحمل، وخلال فترة الحيض، قد تنتقل الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي خلال فترة الحمل عبر المشيمة مسببًة إصابة الطفل، والجدير بالذكر بأن ضعف العضلات عند الطفل يُعتبر حالة مؤقتة، عادةً ما تعاني المرأة الحامل من عدد أكبر من نوبات ضعف العضلات فبالتالي قد تحتاج الى جرعات أعلى من دواء النيوستيجمين، في حال عدم فعالية هذا الدواء تستطيع المرأة الحامل تناول من الأدوية المثبطة للجهاز المناعي، أو الكورتيكوستيرويد.
- متلازمة أضداد الفوسفوليبيد: هي متلازمة تحدث نتيجة قيام الجهاز المناعي بتكوين أجسام مضادة عن طريق الخطأ فتزيد من فرصة تكوين الجلطات الدموية وخاصة في الساقين والرئتين والمخ والكلى فيزيد من احتمالية حدوث العديد من المضاعفات اعتمادًا على الجزء المتأثر بالجلطة الدموية مثل: الفشل الكلوي، السكتة الدماغية نتيجة انخفاض في مستوى تدفق الدم الى الدماغ، مشاكل في الرئتين كانخفاض ضغط الدم في الرئتين والذي ينتج عنه انسداد في الأوعية الدموية، والعديد من المضاعفات خلال فترة الحمل على سبيل المثال: الإجهاض، ولادة الطفل ميت، أو الولادة المبكرة، وارتفاع ضغط الدم خلال الحمل مسببًا تسمم الحمل.
والجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج دائم من هذه المتلازمة ولكن من الممكن أن تقلل الأدوية من خطر الجلطات الدموية.
- فرفرية نقص الصفائح الدموية مجهول السبب: يُعرف على أنه اضطراب مناعي مجهول السبب يؤدي الى عدم قدرة الدم على التجلط على النحو الطبيعي، والجدير بالذكر بأن السبب وراء ذلك يكون بسبب انتاج الجهاز المناعي لأجسام مضادة تقوم بمهاجمة الصفائح الدموية، ومن الأعراض الشائعة لفرفرية نقص الصفائح الدموية:
- دم في البول والبراز.
- ظهور كدمات.
- نزيف في الأنف.
- نزيف في اللثة.
يعتمد علاج فرفرية نقص الصفائح الدموية على عدد صفائح، في حال كانت الحالة معتدلة قد لا تحتاج المرأة الحامل الى أي علاج ولكن المراقبة الدقيقة للدم، أما في حال كان عدد الصفائح الدموية منخفض فقد تعاني المرأة الحامل من نزيف شديد أثناء الولادة وبعدها، وعندها يقوم الطبيب بوضع خطة للعلاج للحفاظ على عدد الصفائح الدموية دون التأثير على الجنين.
- الذئبة الحمامية الشاملة: يُعرف على أنه مرض مناعي يهاجم فيه الجهاز المناعي الخلايا والأعضاء المختلفة وقد يؤثر على أنظمة الجسم المختلفة مثل: المفاصل والكليتين والجلد وخلايا الدماغ، تعتمد أعراض مرض الذئبة على أنواع أجهزة الجسم المتأثرة، من الأعراض الأكثر شيوعًا:
- جفاف في العين.
- صداع.
- ضيق في التنفس.
- آلام في المفاصل.
- طفح جلدي على شكل فراشة يغطي الوجه أو في أماكن مختلفة من الجسم.
والجدير بالذكر بأن مخاطر الإجهاض تزداد لدى النساء المصابين بهذا المرض، كما تزداد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم والولادة المبكرة، لذا ينصح الأطباء بتأخير الحمل حتى يتم السيطرة على المرض.