إن كنت مترجما أو مشتغلا بالتوطين Localization من غير المصريين أو من غير الملمين باللهجة المصرية فعليك بالانتباه والحذر إذا اعترضتك أسماء الألوان باللهجة المصرية أثناء عملك، فبعضها مراوغ وظاهر لفظه غير موافق لما أدركته في صغرك بالتجربة الحسية. أثناء حديثي مع أحد الأصدقاء المصريين البارحة فوجئت به يطيل النظر إلى قميصي الأزرق السماوي ويدير عينيه بإعجاب غير خافٍ ويقول: “بحب اللون اللبني أوي”،فما كان مني إلا أن طفقت أفحص قميصي الأزرق السماوي بنظرات سريعة حائرة لعلي ألمح فيه موضعا أبيضا، أليس البياض لون اللبن؟ تفطن صديقي المرح والمشاكس إلى حيرتي وراقه ارتباكي وعندما حولت نظري إلى ياقة قميصي قال بلؤم محبب : “واللون الزهري ده تحفة”. لم تكن ياقة القميص بلون الزهر (أي وردية pink) وإنما كانت زرقاء محضة. أدركت حينها أن الأمر لا يعدو مجرد كونه اختلاف أسماء فقررت الاستزادة من صديقي فعلمت منه أن اللون الكُحلي مثلا يطلق على كل ماهو أزرق داكن يمكن تمييزه عن اللون الأسود، وقد كنت أظن قبلها أن اللون الأسود هو نفسه الكحلي نظرا لأن الكحل أسود أساسا ولأني إذا رمت وصف شيء أسود قلت عنه بلهجتي أنه “أكحل”.تعملت من صديقي المصري كذلك أسماء تدرجات لونية تنسب إلى مواد أو نباتات أو حيوانات من قبيل “سمني” -نسبة إلى السمن- وهو اللون الأبيض غير الناصع ويقابله باللغة الإنجليزية “off-white” و”الفيراني” – نسبة إلى الفئران- وهو لون رمادي داكن واللون الجملي – نسبة إلى الجمل- واللون البتنجاني – نسبة إلى الباذنجان- وهو لون بنفسجي ذو تدرجات كثيرة. ولعل أطرف ما أنبأني به صديقي هو أن اللون التي لا يُعرف له اسم أو الذي يتأبى على التصنيف بسبب تداخله مع ألوان أخرى يطلق عليه المصريون تندرا لفظ “فحلقي”.
الألوان المخادعة في اللهجة المصرية
المعلومات المقدمة حول هذا الموضوع ليست بديلاً عن المشورة المهنية ، ويجب عليك استشارة أحد المتخصصين المؤهلين للحصول على مشورة محددة تتناسب مع وضعك. بينما نسعى جاهدين لضمان دقة المعلومات المقدمة وحداثتها ، فإننا لا نقدم أي ضمانات أو إقرارات من أي نوع ، صريحة أو ضمنية ، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو ما يتعلق بها الرسومات الواردة لأي غرض من الأغراض. أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات يكون على مسؤوليتك الخاصة. لا يمكن أن نتحمل المسؤولية عن أي عواقب قد تنجم عن استخدام هذه المعلومات. يُنصح دائمًا بالحصول على إرشادات من محترف مؤهل.