تتميز بلادنا العربية، وخصوصاً دول الخليج العربي، بدرجات الحرارة العالية، وقد زاد الوعي تجاه هذا الموضوع في الآونة الأخيرة مع ارتفاع درجات الحرارة في الكرة الأرضية عموماً. ولكن ما حقيقة الآثار السلبية للتعرض للشمس يومياً؟ وهل التعرض لها بشكل مدروس يعود بفوائد على صحة الجسم؟
● بدايةً، بالطبع الإنسان بحاجة للتعرض للشمس، للحفاظ على صحة عظامه وللحصول على الكمية المطلوبة من فيتامين D. كما أن العديد من الدراسات أثبتت فعالية الشمس والضوء في الحفاظ على نشاط الإنسان وصحته النفسية، ولذلك نجد أن نسب الاكتئاب تزداد عند الذين ينامون في النهار ويعملون في الليل.
● ولكن بالرغم من هذه الفوائد العظيمة، للأسف توجد العديد من المخاطر الجدية للتعرض لأشعة الشمس على المدى الطويل بشكل متواصل، ومنها:
– التأثير السلبي للشمس على العيون والنظر: إن التعرض الطويل وغير المحمي للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى تخريب شبكية العين (وهي الجزء الأساسي في العين المسؤول عن النظر)، وقد يؤدي أيضاً إلى إعتام عدسة العين.
– الإنهاك الحراري: وهو باختصار الحالة الناتجة عن التعرق الشديد وفقدان سوائل الجسم بسبب الحر، وتتجلى أعراضها بالصداع والدوخة والعطش وانخفاض إنتاج البول وقد تصل إلى التجفاف.
– ضربة الشمس: وهي تفاقم حالة الإنهاك الحراري نتيجة عدم تعويض السوائل، حيث ترتفع فيها درجة حرارة الجسم بشكل واضح وتبدأ الآثار بالوصول إلى الدماغ، فتتبدل الحالة العقلية وقد تصل إلى فقدان الوعي، وهنا يصبح المرء بحاجة إلى التداخل الطبي، وقد يودي به الأمر إلى الوفاة.
– حروق الشمس: وهي ناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية من الشمس، وتتظاهر بالاحمرار والألم والتورم، ولا تظهر إلا بعد أربع ساعات أو أكثر من التعرض الشديد للشمس.
– الطفح الحراري: وهو عبارة عن بثور حمراء تظهر على الجلد، وخصوصاً في الطيات مثل الإبطين والفخذين، ويظهر عندما تحبس قنوات الغدد العرقية العرق تحت الجلد عند التعرض للشمس.
– تثبيط المناعة: وجدت الدراسات الحديثة أن التعرض الطويل لأشعة الشمس يقلل كفاءة الجلد في العمل كدرع واقٍ للجسم تجاه الأمراض والأجسام الغريبة.
– الشيخوخة المبكرة: إذ أن التعرض الطويل للشمس يزيد من خشونة الجلد والتجاعيد ويجعله جافاً.
– سرطانات الجلد: وهي أهم وأخطر الآثار السلبية للتعرض للشمس، حيث يمكن أن تسبب الأشعة فوق البنفسجية أشكالاً مختلفة من سرطانات الجلد مثل الميلانوما وسرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية، وجميعها سرطانات خطيرة ذات إنذار سيء.
● ولكن كيف يمكننا الوقاية من هذه الآثار السلبية؟
في حال كان التعرض للشمس ضمن الحدود الطبيعية وبشكل متقطع فلا داعي للقلق أو اتخاذ إجراء تجاهه. ولكن عندما يكون عليك العمل تحت أشعة الشمس لساعات طويلة أو المشي طويلاً بشكل يومي، فإليك هذه التعليمات المفيدة:
– ارتداء ملابس واقية من الشمس تغطي أكبر قدر ممكن من الجلد.
– ارتداء قبعة ذات حواف عريضة لحماية الرأس.
– ارتداء نظارات شمسية، ويجب شراؤها من متجر مختص يراعي المعايير الطبية للعدسات.
– وضع واقي شمس واسع الطيف قبل الخروج من المنزل.
● أخيراً، علينا الموازنة بين التعرض للشمس والوقاية منها، فليس من الصحيح أن نزيد حرصنا لدرجة تجعلنا نغفل أهمية الشمس لصحتنا النفسية والجسدية.
المصادر:
https://www.arpansa.gov.au
https://www.epa.gov
https://www.unitypoint.org