الاكتئاب، الاضطراب الاكتئابي أو الاكتئاب النفسي هو اضطراب مزاجي شائع. يقدر انه يصيب حوالي 3.8% حول العالم، يسبب شعوراً دائماً بالحزن وفقدان الاهتمام، يَصحبه شعور اليأس من المستقبل، و تدني احترام الذات، و أفكار انتحارية، يؤثر على الروتين اليومي للفرد و أدائه في العمل أو المدرسة، ومهاراته بشكل عام.
يوجد علاجات فعالة للاضطرابات النفسية. لكن للأسف بعض الدول النامية لا تتلقى هذه العلاجات بسبب انخفاض الدخل، و نقص الموارد، و قلة مقدمي الرعاية الصحية، و قلة إدراك أهمية الصحة النفسية.
الأعراض
يظهر على الشخص المصاب بالاكتئاب العديد من أعراض تغير المزاج مثل الشعور بالحزن، و نوبات غضب و إحباط، و الإحساس بالوحدة، و يصبح العالم عديم اللون و خالٍ من الحياة، مع الشعور بقلة احترام الشخص لنفسه. كما أنه يفقد المتعة و الاهتمام بالنشاطات التي اعتاد الاستمتاع بها.
كما يعاني مرضى الاكتئاب من اضطرابات بالنوم سواء قلة النوم، أو أنهم ينامون لعدد ساعات أطول
و يرافقه العديد من الآلام الجسدية غير المبررة، و فقدان الشهية و نقص الوزن
تعد الأفكار حول الموت من بين الأَعرَاض الأكثر خطورة للاكتئاب، حيث يرغب العديد من المرضى بالموت، أو يشعرون بانعدام القيمة ولذلك ينبغي عليهم الموت. وتقوم نسبة لا بأس بها من مرضى الاكتئاب غير المُعالج بإنهاء حياتهم عن طريق الانتحار.
الأسباب
ينجم الاكتئاب عن تفاعل معقد بين عوامل اجتماعية ونفسية وبيولوجية. كما أن الأشخاص الذين عاشوا تجارب سيئة هم الأكثر عرضة، وهناك علاقات ترابط بين الاكتئاب والصحة البدنية فمثلا، يمكن أن تؤدي أمراض القلب والأوعية الدموية إلى الاكتئاب والعكس صحيح. وهنا بعض الأسباب التي تؤدي للاكتئاب :
- كيمياء الدماغ : الناقلات العصبية هي مواد كيميائية متواجدة بشكل طبيعي في الدماغ والتي من المرجح أن تلعب دوراُ في الإصابة بالاكتئاب. تشير البحوث الأخيرة إلى أن التغيُّرات في وظيفة هذه الناقلات العصبية وتأثيرها وكيفية تفاعلها مع الدوائر العصبية المشاركة في الحفاظ على استقرار الحالة المزاجية قد تلعب دوراُ مهماُ في الاكتئاب وعلاجه.
- الاختلافات البيولوجية : حيث أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم اختلافات فيزيائية في أدمغتهم مع العلم أن هذا الاختلاف غير مؤكد بعد.
- التغييرات في توازن الهرمونات في الجسم و يمكن أن تحدث نتيجة الحمل، مشاكل في الغدة الدرقية، أو انقطاع الطمث، و غيرها من الحالات.
عوامل الخطر
قد يظهر الاكتئاب في أي فترةٍ عمرية. حيث أنه يتم تشخيص النساء بالاكتئاب أكثر من الرجال، لكن ربما يكون سبب ذلك أن النساء أكثر بحثًا عن العلاج.
و لا شك في أنه يوجد العديد من العوامل التي تفاقم حدوث الاكتئاب ومن أهمها :
- قلة الثقة و جلد الذات.
- تعرض الشخص لأحداث صادمة كموت شخص قريب، الانتهاك الجسدي أو الجنسي.
- عدم وجود بيئة متقبلة لاختلاف الشخص.
- بعض الأدوية تسبب اكتئاب لأنها تقلل مستويات التوصيل العصبي، والتي تخفض أو تقلل الاستثارة أو التحفيز العصبى في مناطق مختلفة من الدماغ.
- تاريخٌ مرتبطٌ باضطرابات عقلية، مثل اضطراب القلق، واضطراب الشهية، أو اضطراب الكرب التالي للصدمة.
المضاعفات
يتفاقم الاكتئاب غالباً في حالة إهمال علاجه، مما يؤدي إلى مشكلات انفعالية وسلوكية وصحية، والتي تؤثر على كل مجالات الحياة.
تتضمن المضاعفات قلة التركيز، و زيادة الوزن أو السمنة والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب أو الداء السكري، الألم البدني غير المفسر، و يصحبه حالات من القلق ونوبات الهلع، كما أن الشخص يصبح منعزل اجتماعياً، قليل التواصل مع من حوله، وتراوده العديد من الأفكار حيال الموت و الانتحار مع محاولات تشويه ذاته كالتجريح الجسدي .
إرشادات للتعامل مع مرض الاكتئاب
غالباُ ما يتطور الاكتئاب عند الأشخاص تدريجياً. يتم ملاحظته من قِبَل الأشخاص القريبين من المريض أولاً، لذلك من المهم معرفة الإرشادات للتعامل مع مرض الاكتئاب لتخفيف من حدة الأعراض، وتشجيعه على الاستمرار على العلاج.
فيما يأتي بعض من هذه الإرشادات للتعامل مع المرض :
- ممارسة الرياضة
- تجنب العزلة و الانخراط مع الأهل و الأصدقاء
- تعلم تقنيات الاسترخاء مثل : التأمل و اليوغا و غيرها
- تبسيط المهام اليومية لتجنب الإصابة بالإحباط
لا ينبغي لأحد التعامل مع تحديات الصحة النفسية بمفرده، لذلك في حال شعرت بسوء مزاج يؤثر على حياتك اليوم أو بأحد أعراض الاكتئاب التي تم ذكرها، لا تتردد بطلب المساعدة من طبيب نفسي أو معالج نفسي، فكلما كان العلاج مبكراً زادت فعاليته.
للمزيد من المعلومات :