إن شرايينك هي الأوعية الدموية التي تحمل الدم الغني بالأكسجين من قلبك إلى بقية جسمك. عندما تتضيق وتتصلب يمكن أن تقيد تدفق الدم إلى مختلف الأعضاء والأنسجة ،وهذا ما يدعى بالتصلب العصيدي ، دعنا نتعرف الآن عليه وعن أسبابه وكيفية الوقاية منه .
ما هو التصلب العصيدي؟
هو مرض وعائي التهابي مزمن يقود لتراكم الليبيدات والخلايا الالتهابية في جدار الوعاء الدموي ليشكل ما يسمى باللويحة العصيدية ،ويكون مسؤولاً عن حدوث تغيرات تشريحية وبيوكيميائية ووظيفية هامة في الوعاء الدموي.
العلاقة بين ارتفاع الكولسترول والتصلب العصيدي:
يحتوي الكولسترول على العديد من الوظائف المهمة.حيث يتم نقله عبر مجرى الدم بعدة أشكال ،بما في ذلك HDL وLDL.
ارتفال LDL:
إن ارتفاع LDL “وهو الكوليسترول الضار “يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور التصلب العصيدي،حيث يتراكم الكولسترول في جدران الشرايين عندما تكون مستوياته مرتفعة في الدم.
يثير هذا التراكم استجابة التهابية ،فيساهم هذا الالتهاب في ترسيب الكالسيوم في اللويحات مما يجعل الشرايين أكثر صلابة.
ارتفاع HDL:
إن HDL”الكولستيرول المفيد” يزيل الكولسترول من الشرايين ويحمله إلى الكبد لإزالته من الجسم.
لقد قام فريق ببحث دولي للحصول على أفكار حول العلاقة بين HDL والتصلب العصيدي، فقامو بتسلسل ما يقرب من ألف جين بالقرب من المناطق الوراثية المرتبطة سابقاً بمستويات الدهون في البلازما. و وجد الباحثون متغيراً وراثياً داخل الجين الذي يشفر مستقبلات HDL الرئيسية على خلايا الكبد، فئة مستقبلاته. وأدى الإفراط في التعبير عن الجين إلى خفض مستويات HDL وقلل الإصابة بالتصلب العصيدي.
يوضح العمل أن التأثيرات الوقائية لHDL تعتمد على كيفية عملها أكثر من مجرد وجودها.
أعراض التصلب العصيدي:
لا يسبب تصلب الشرايين أعراضاً حتى يصبح تدفق الدم إلى جزء من الجسم متباطئاً أو مسدوداً.
قد تسبب الشرايين الضيقة أو المسدودة أيضاً مشاكل في الأمعاء والكلى والساقين والدماغ. تعتمد أعراض التصلب العصيدي المتوسط إلى الحاد على الشرايين المصابة. على سبيل المثال:
• قد يشعر المصاب بألم أو ضغط في الصدر.
•قد يشعر بالخدر المفاجئ أو صعوبة الحديث أو فقدان البصر مؤقتًا في إحدى العينين، أو تدلي عضلات الوجه. وتشير إلى حدوث نوبة إقفارية عابرة. ويمكن أن تؤدي -إن لم تعالَج- إلى حدوث سكتة دماغية.
• من الممكن ان يشعر بألم في الساق أثناء المشي (العرج) أو انخفاض ضغط الدم في الطرف المصاب.
• مع إمكانية ارتفاع ضغط دم الشخص المصاب أو إصابته بالفشل الكلوي.
عوامل الخطورة:
– فرط كوليسترول الدم.
– الارتفاع المزمن في أنسولين الدم.
– انتانات.
– فرط الشحوم الثلاثية في الدم.
– التدخين.
– ارتفاع سكر الدم.
– فرط التوتر الشرياني.
الوقاية من التصلب العصيدي:
– الامتناع عن التدخين.
– تدبير وتصحيح البدانة أو زيادة الوزن.
– الممارسة المنتظمة للتمارين الرياضية.
بعض النصائح الغذائية لمرضى التصلب العصيدي:
-يجب التقليل من تناول صفار البيض ،بعض مشتقات الحليب (الزبدة ،الجبنة،الكريما)،اللحوم الغنية بالدسم وملحقات الذبيحة (قلب،كبد،كلية،رئة) والزيوت النباتية المهدرجة.
-من المفيد تأمين وارد إضافي من الفيتوستيرول، ولا يوجد الفايتوستيرول إلا في النباتات، ويعمل كمضادات طبيعية لخفض الكولسترول في الدم . ومن المعروف أن مادة الكولسترول لا توجد إلا في المنتجات الغذائية الحيوانية المصدر.
– يجب الاعتماد على زيت الزيتون والزيوت النباتية الأخرى عدا زيت النخيل.
– يحب الإكثار من تناول الأسماك .
– يجب الإنقاص من السكريات وعدم المبالغة في استهلاك الفواكة.
– يجب الإكثار من الخضار .
– يجب الامتناع عن شرب الكحول.
العلاج الدوائي في حال عدم كفاية القواعد الغذائية:
إن الحميات الغذائية ذات تأثير محدود وقد لا يكون كافياً
في الحالات المتقدمة ،وهنا يمكن تطبيق المعالجة الدوائية بشكل مرافق للقواعد الصحية الغذائية .
* الأدوية الخافضة للكوليسترول وغيرها من أدوية الكوليسترول. وقد تحتاج إلى أخذ أكثر من نوع واحد من أدوية الكولسيترول. مثل الستاتينات والإزيتيميب والراتنجات الرابطة للحموض الصفراوية.
* أدوية ضغط الدم. لا تساعد أدوية خفض ضغط الدم في الأساس في العلاج . لكنها تقي من مضاعفات هذا المرض أو تعالجها.
* الأدوية الأخرى. يمكن أن توصف أدوية للسيطرة على حالات مَرَضية أخرى -مثل داء السكري -وقد توصف أيضًا أدوية لعلاج أعراض معينة لتصلب الشرايين مثل ألم الساقين أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
العمليات الجراحية أو غيرها من الإجراءات:
قد تستدعي بعض حالات تصلب الشرايين أحيانًا تدخلاً علاجيًا أقوى. ففي حالات الأعراض الشديدة أو انسداد الشرايين، قد تحتاج إلى الخضوع لإجراء طبي أو جراحة .
الخلاصة:
يمكننا القول بأن التصلب العصيدي موضوع مهم ،ويجب على كل شخص الاهتمام بغذائه ونشاطه البدني والابتعاد عن التدخين لتجنبه وتجنب اخطاره.
