التعريف بعلم الرموز

تزدحم حياتنا بالرموز الغريبة إن كانت أرقاماً حروفاً أو رسوماً تبدو غريبة للوهلة الأولى و يفسَّر ظهورها للدلالة على شيء حتماً . .
ما أدرانا عندما تختفي بعض الحضارات فجأة ؟
ما أدرانا بوقوع الكوارث ؟
ما أدرانا إن تسارعت دقات القلب أيمكن أن أحداً في العالم تربطنا به علاقة روحية قد تأذّى !
ثمّة نزوع بشري بداخلنا إلى خلق الرموز لكي تدلّ علينا .
فقد تم تدوين تاريخ أمم بكاملها عن طريق الرسومات والرموز المنقوشة على الحجارة والصخور وجلود الحيوانات وأوراق الشجر والتي تلخِّص بعضاً من تعاليمها الغامضة، مما شكَّل من هذه الرموز لغة لكي يتعرف عليها الجيل القادم .
معظم الرموز تكثِّف عدداً من المعاني في معنى واحد يمكن تفسيره إما على صعيد كوني أو على صعيد بشري. فمفاتيح الرموز التي تكشف طبيعة الأشياء توفر لنا أجوبة ما على الأسئلة التي تعتمل في أذهاننا: ما هي الحياة؟ من أين جئنا ؟ ومن أين انبثق هذا العالم؟
ما هي بالفعل الطبيعة الحقيقية للأشياء؟
استُخدمت الرموز أيضاً في الأدب العالمي حيث يُفضل المؤلفون استخدام الرمزية في رواياتهم لجعلها أكثر جمالاً وذكاءً وكلما استخدم الكاتب الرموز في كتاباته دلّت على خصوبة أفكاره ونقائها ..
وكما نعرف كلنا الشاعر محمود درويش كيف أسس أدباً وشعرا خاصاً به، حتى جعل لفلسطين أسماءاً وصفاتاً أخرى ظلت مرجعاً لكل كتاب الوطن العربي ..
وأضيف مثالاً على ذلك في قصيدته ( الجسر ):
عندما ذكر الشيخ وابنته والجندي
دلالة أن حق العودة سوف تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل ..
وعندما وصف وجه ابنته بالقمحيّ لكي يعرفنا أن نساء فلسطين تمتلك وجهاً قمحياً يلمعُ في الشمس ..
والجسر في قصيدته دلّ على طريق العودة لأرض فلسطين وكلما مر الوقت سيصبح الطريق أصعب ومعبداً بالشوك والمخاطر ..
أما كمثال على الأدب العالمي في عصر النهضة رمز ويليام شكسبير للضمير الداخلي الحي بالدم
إدغار آلان بو رمز للرعب والفناء بالغراب .
وماذا عن الفراعنة وتاريخهم الحافل بالإنجازات والرموز والرسوم والنقوش ؟! ،كيف سنعرفهم لولا تلك الرموز التي تركوها خلفهم لتدل على حضارتهم العظيمة التي لن يعيدها الزمن أبداً ..
وعن قوم الفايكنغز الذين عاشوا قرب روسيا تركوا وراءهم العديد من الرموز التي دلت على قوتهم وجبروتهم ورغبتهم في السيطرة على العالم،
ولكن لكل شيٍ وقت ولكلّ مقامٍ مقال …
يُتبع