التمور في مصر

مصر الأولى عالمياً في إنتاج التمور… ولكن لماذا لا تتصدر التصدير؟

تشير الإحصائيات العالمية إلى أن مصر هي أكبر منتج للتمور في العالم، وذلك بفضل تنوع الطقس من شمال الجمهورية إلى جنوبها. ففي الشمال، يُنتج البلح الزغلول الأحمر الجميل، والحياني، والسماني، وغيرها من الأنواع. وفي منطقة وادي النطرون، يُزرع نوع البرحي الأصفر اللذيذ، بينما تجود زراعة أنواع كثيرة في الواحات البحرية، بالإضافة إلى البرحي، مثل السيوي (الصعيدي) والمجدول.

أما الوادي الجديد، الذي يشمل الفرافرة والخارجة والداخلة وباريس، فيضم ملايين من أشجار النخيل وتنوعًا كبيرًا في الإنتاج، وإن كان التمر السيوي يمثل معظم إنتاج التمور في هذه المنطقة. ثم ننتقل إلى المنيا وغربها، حيث تظهر مناطق واعدة بإنتاج أنواع جديدة وجيدة من التمور مثل المجدول والبارحي. وفي سيوة، العامرة بالنخيل، يساهم الطقس المتميز وتوفر المياه في جودة الإنتاج.

جنوب مصر، أو بلاد الصعيد كما تُعرف، يشتهر بالبلح الناشف اللذيذ، خاصة في أقصى الجنوب في أسوان، وكذلك في سوهاج وقنا والأقصر، بعد المرور ببني سويف والفيوم. ولا يمكن إغفال منطقة توشكى الواعدة، التي تتميز بمساحات شاسعة ومناخ مناسب ومياه وفيرة.

وبالعبور إلى خليج السويس، نجد سيناء المباركة والواعدة بإنتاج متنوع من التمر المجدول والبارحي، خاصة في منطقتي رأس سدر والطور، بالإضافة إلى العريش في شمال سيناء.

هذا التنوع المناخي، والمساحات الكبيرة، والعمالة الماهرة، والخبرات الطويلة المتوارثة، جعلت مصر تحتل المركز الأول عالميًا في إنتاج التمور. ورغم ذلك، فإنها لا تتصدر قائمة الدول المصدرة للتمور، حيث تسبقها دول ودويلات في هذه القائمة، رغم أن عمر بعض هذه الدول أو الدويلات أقل من عمر بعض أشجار النخيل التي ما تزال موجودة ومنتجة في ربوع المحروسة حتى الآن.

تتصدر المملكة العربية السعودية قائمة الدول المصدرة للتمور، وتسبق مصر أيضًا دول مثل الإمارات العربية المتحدة، وتونس، وفلسطين، وإيران. وربما يرجع ذلك لعدة أسباب، منها: قلة الخبرة في صناعة التعبئة والتغليف للمنتج حسب المواصفات العالمية، وقلة عدد المصدرين للتمور، وقلة عدد المصانع والثلاجات الخاصة بالتمور.

ورغم وجود بعض جمعيات المنتجين التي تقوم بشراء المحاصيل من المزارعين وتجميعها وتسويقها لصالح المنتجين، إلا أن هذه الجمعيات ينقصها التطوير لمواكبة التقدم في هذه المجالات. وقد أدت قلة الخبرة التسويقية في بعض الأحيان، وبعد المسافة بين المنتج والأسواق، وعدم وجود ثلاجات للجمع والحفظ، إلى اضطرار بعض المزارعين لاستخدام التمر كعلف لإطعام المواشي والأغنام.

يبقى الآن دور الدولة والمستثمرين في وضع مصر على قائمة الدول المصدرة للتمور، كما هي الآن على قائمة الدول المنتجة للتمور في العالم.

no
no

لقد ساعد الذكاء الاصطناعي في كتابة هذا المقال

اختار المشارك أن يبقى مجهولًا.

المعلومات المقدمة حول هذا الموضوع ليست بديلاً عن المشورة المهنية ، ويجب عليك استشارة أحد المتخصصين المؤهلين للحصول على مشورة محددة تتناسب مع وضعك. بينما نسعى جاهدين لضمان دقة المعلومات المقدمة وحداثتها ، فإننا لا نقدم أي ضمانات أو إقرارات من أي نوع ، صريحة أو ضمنية ، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو ما يتعلق بها الرسومات الواردة لأي غرض من الأغراض. أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات يكون على مسؤوليتك الخاصة. لا يمكن أن نتحمل المسؤولية عن أي عواقب قد تنجم عن استخدام هذه المعلومات. يُنصح دائمًا بالحصول على إرشادات من محترف مؤهل.