الدوار الدهليزي هو مرض مستقل وشائع جداً. يشعر المريض فيه بإحساس وهمي بالدوران، وتسمى الحالة اضطراب التوازن الدهليزي. لفهم آلية المرض، علينا أن نعلم بوجود نظام يسمى النظام الدهليزي وهو قائم على الربط بين الأذن الداخلية والدماغ عن طريق العصب الدهليزي القوقعي، وهو العصب المسؤول عن السمع والتوازن. وهذا نظام يضبط توازن الجسم في حالات المشي والنهوض من السرير وغيرها.
●إنّ اضطرابات التوازن بالعموم واضطرابات الدوار الدهليزي بالخصوص من الاضطرابات الشائعة في كافة الأعمار ولكلا الجنسين، ولكن نسبة الإصابة تزداد بوضوح عند المتقدمين في العمر.
●يوجد أشكال عدة للاضطرابات الدهليزية ومنها:
1. الدوار الموضعي الانتيابي الحميد: يحدث والجسم في حالة ثبات، حيث يشعر المريض بدوار ودوخة ولكنه في الواقع ثابت بمكانه. هذا النوع هو الأشيع للدوار الموضعي.وهو ينشأ من حركة بلورات الكالسيوم المتوضعة في مكان محدد ضمن الأذن إلى مكان آخر، ويتم علاجه من خلال سلسلة من حركات الرأس الممنهجة بإشراف طبيب لإعادة هذه البلورات لمكانها.
2. التهاب الأذن الداخلية:هو التهاب “التيه” في الأذن الداخلية وله أعراضاً شتى، منها التأثير على التوازن والشعور بالدوار. ونتغلب على هذا النوع بمعالجة الالتهاب الحاصل.
3. مرض منيير: يتظاهر بأعراض متنوعة، وعلى رأسها الدوار والطنين في الأذن.
4. الناسور اللمفي: يحدث عند انفتاح الأذن الوسطى على الأذن الداخلية التي تحوي اللمف، مما يسبب الشعور بالدوار. غالباً ما يُعالج هذا النوع بالجراحة لإغلاق الناسور سواء أكان خلقياً أو ناتجاً عن رض.
قد ينتج هذا الاضطراب أيضاً عن بعض أنواع الأدوية أو اضطرابات الأذن الداخلية، أو مشاكل دماغية.
●مجموعة الأعراض الحاصلة بحالات الدوار الدهليزي:
– إحساس بفقدان التوازن.
– إحساس المرض بأن العالم يدور من حوله.
– شعور بالغثيان والدوخة والارتباك.
– ضعف الرؤية.
– قد تلحقها أعراض أخرى كالتقيؤ والإسهال نادراً.
●يستطيع المختص كشف وجود الاضطراب من خلال فحوص السمع والرؤية والقصة السريرية المأخوذة من المريض، والتي تشمل:
– السؤال عن موعد حدوث الدوار.
– مدة استمرار النوبة “وهو عامل حاسم جداً في التشخيص إذ أنّ كل اضطراب تستمر نوبة الدوار فيه لمدة محددة”.
– قد يلجأ الطبيب لتصوير الدماغ والرأس.
●علاج الدوار الدهليزي:
يعتمد علاج الدوار الدهليزي على معرفة نوعه والسبب الكامن وراءه:
– في حالات الالتهاب ستتمّ المعالجة بمضادات الالتهاب حسب العامل المسبب.
– في حالة الدوار الموضعي سيلجأ الطبيب إلى إجراء عدة مناورات بهدف إعادة تموضع البلورات في مكانها الصحيح.
– يبقى العلاج الأهم والأساسي هو تغيير نمط الحياة والغذاء والابتعاد عن المنبهات والمحرّضات للدوار كالتدخين.
– قد يحتاج بعض المرضى إلى جلسات تدريبية وتأهيلية ليتمكنوا من العودة إلى ممارسة وظائفهم الطبيعية واليومية.
– قد يحتاج المرضى في الحالات المتفاقمة إلى اتخاذ أساليب حماية لضمان سلامتهم، مثل تقليل حركتهم قدر الإمكان وعدم استخدام أحذية الكعب العالي.
في الحقيقة، الدوار الدهليزي مرض منتشر وموجود، ويحتاج إلى العلاج والاستشارة الطبية في حال ظهور أعراضه، فقد يؤدي إلى أذيّات جسدية في حال تجاهله. كما أثبتت الأبحاث الحديثة احتمالية تسبّبه بآثار نفسية سلبية على المدى البعيد مثل الاكتئاب.
المصادر:
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov
https://www.neurology.org
https://www.healthline.com