الدوبامين: مفتاح السعادة أم بوابة الألم؟
الدوبامين هو ناقلٌ عصبي في المقام الأول واحيانا يعمل كهرمون ، وهو المسؤول عن الدافع والحافز والإنتاجية ، يُنتج بشكل طبيعي في الجسم ، يرتفع حينما تنظّم حياتك ، نومك ، حتى علاقتك بهاتفك تؤثر في مستوياته ، نقصانه في أغلب الأحيان مرتبط بالعديد من الأمراض والتي سنتطرّق لها بشكل مبسّط في هذا المقال.
أعراض نقص الدوبامين
مشاعر فقدان القيمة؟
فقدان الشغف؟
فقدان الطاقة؟
اختلال في نظام النوم؟
الحزن المفاجئ؟
الاكتئاب المزمن؟
هل ستصدقني إن أخبرتك أن كلّ هذه الأعراض ما هي إلا نتاجٌ لنقص الدوبامين، وفي بعض الأحيان قد تتطور الأعراض إلى ما هو أسوأ.
تأثير السوشيال ميديا والدوبامين السريع
ألا تلاحظ أنك تشعر بأغلب هذه الأعراض بعد التصفّح المتواصل في السوشيال ميديا وتشتيت عقلك في ما لا يقلّ عن عشرين معلومة مختلفة؟، وهذا ما لا يريدونك أن تعرفه ، في الأساس هم مستفيدون من كونِك جاهلاً بمسمى المشكلة ومستهلكا للأدوية النفسية وغيرها ، على الرغم من أن الحل قد يكون بسيطاً ويبدأ من فهمك ووعيك بالموضوع فقط، ولتطمئن يا عزيزي فكما أن المشكلة سلوكية فحتماً حلُّها سلوكيٌّ أيضاً.
مصادر الدوبامين الطبيعية
ما هي مصادر الدوبامين الطبيعية؟ والتي تجعلك تفرز الدوبامين بالشكل البطيء والطبيعي دون الوصول للمستويات الخارقة الممرضة.
- ممارسة الرياضة (يحفز اطلاق الدوبامين).
- التأمل وخاصة الصباحي (قضاء ١٠ إلى ٢٠ دقيقة في التأمل بعد الاستيقاظ وأنت مستلقٍ على فراشك).
- إنجاز المهام اليومية ومحاربة التسويف.
- قضاء وقت في الطبيعة والتعرض اليومي لأشعة الشمس.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
والكثير والكثير يا صديقي من المصادر الطبيعية والتي لم نذكر إلا بعضاً منها هنا…الفرق بين الدوبامين النظيف والدوبامين السريع
فهذه المصادر تشعرك بالسعادة المتّزنة ، والتي لا تنعكس سلباً عليك بعد انتهاء مدة السعادة ، وعلى عكس الدوبامين الرخيص أو السريع كما يسمى لدى البعض ودعني أوضح لك الأمثلة والفرق بينهما:
- الألعاب الالكترونية.
- الأكل السريع (fast food).
- الافراط في السوشيال ميديا.
- المخدرات.
- السُكَّر.
- بعض مضادات الاكتئاب.
كيف يؤثر الدوبامين السريع على الجسم؟
فعلى سبيل المثال ، اذا كانت الجرعة الطبيعية للدوبامين النظيف الذي تحصل عليه من المصادر الطبيعية كالرياضة ، فجرعة الدوبامين التي تنالها من الألعاب الالكترونية تعادل ما يقارب ٢٠٠٪ ، وكذلك الأكل السريع ، أما بالنسبة للمخدرات وغيرها من أنواع تصعيد إفراز الدوبامين فهي قد تفرز ما يصل إلى ١٠٠٠٪ من نسبة الدوبامين الطبيعية ، ولتفهم كيف يؤثر ذلك عليك بالسلب فهيا فلتركز معي قليلا.
آلية النقص وتأثيره النفسي
لديك من هذه المادة الطبيعية (الدوبامين) مخزون معتاد ، فحينما تفرزه بالطرق الطبيعية تكون كمية إنتاجه متناسبة مع كمية إفرازه، أما في حالة التصعيد المبدئي كالسوشيال ميديا أو الألعاب الالكترونية ف أنت تفرز اكثر قليلا مما تنتجه، ما يجعلك تشعر بقليل من الحزن أو الاكتئاب بعد الانتهاء من المتعة (بسبب نقصان الدوبامين الطفيف)، وفي حالة إدمان المخدرات وغيرها فإنهم يفرزون أضعافا مضاعفة من الكمية القليلة التي تنتجها أجسامهم ولك أن تتخيل يا عزيزي حجم الضرر ونقصان هرمون السعادة لديهم لمستويات أقل من قليلة، ما ينعكس بمراحل متأخرة من الاكتئاب وفقدان القيمة والشغف.
خطوات العلاج السلوكي
ولحسن الحظ ، كما أن المشكلة قد تظهر عويصةً إلا أنّ حلها ممكن وبسيط وسُلوكيّ ، لكنّه يتطلّب انضباطا وعزيمة وصبرا
أولاً : إعادة الضبط الأولية
صيام ٧٢ ساعة من كل أشكال الدوبامين السريع ، من سوشيال ميديا وغيرها، في بادِئِ الأمر قد تشعر بأعراض انسحابية ورغبة ملحّة في العودة ( ففي النهاية إدمان الدوبامين هو شكل من أشكال الإدمان) ، ولكنها لا تلبث قليلا إلى أن تختفي.
ثانيا : ممارسة الرياضة المنتظمة
خصص ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيا لتتمرن بمتوسط ٤٥ دقيقة ، ولتلاحظ الفرق بعدها.
ثالثا : تنظيم النوم
هذه هي الشفرة السرية ، فالنوم العميق والمنتظم هو مفتاح كل الإيجابيات في حياتك ، فلتصلح نومَك ليَزين يومُك.
فكما أن الدوبامين هو مفتاح السعادة ، فقد يتحول بفعل سلوكنا إلى مفتاحٍ للألم ، فهو حتما شيءٌ لا تودّ العبث به كثيراً.