تعد الصّحة النفسيّة للفرد أساس توافقه مع نفسه ومع الآخرين وهي تتعلّق بما تمنحهُ لهُ الأسرة من اشباع مختلف الحاجات والمطالب وخاصةً أثناء مرحلة الطّفولة، فهي أولى الجماعات وأكثرها تأثيراً في حياة الطفل، وتساهم في بناء وتكوين شخصيتهِ.
فالأسرة المتماسكة التي تسود بين أفرادها علاقات سليمه لها أثر كبير على الصّحة النفسيّة للطفل فكلّما كانت إيجابيّه شبَّ خالياً من الاضطرابات والمشاكل.
ولكن إذا حدثَ خلل في هذهِ الأسرة كانفصال الوالدين عن بعضِهما سوفَ يؤثر ذلك بشكل خطير على الصّحة النفسيّة للطفل كالخوف، والاكتئاب، وضعف الثقة بالنفس، والكثير من المشاكل الأخرى التي من الممكن أن تتطور إلى اضطرابات نفسيه يصعب علاجها مستقبلاً.
لذلك سنورد بالتفصيل تعريف الطّلاق وبعض من آثاره على الصّحة النفسيّة للأطفال وكيفيّة علاجها.
مفهوم الطّلاق:
الطّلاق هو حل لربط الزواج أي إنهاء العلاقة الزوجية ويتم عادةً باتفاق الطّرفين أو بإرادة أحدهما.
آثار الطّلاق على الصّحة النفسيّة للأطفال:
ينتج عن الطّلاق تأثيرات متباينة تختلف من طفل لآخر حسب طبيعتهِ ونضجهِ اعتماداً على عمرهِ وعلى طريقة انفصال الوالدين ودورهما في زيادة تقبلهِ لهذا القرار، ومن آثار الطّلاق:
1.الخوف:
تعريفة: الخوف هو مشكلة من المشاكل الانفعالية الشّائعة عندَ الأطفال.
أعراضه: يكون الخوف عندَ الأطفال مصحوباً بالصراخ، أو البكاء المصحوب برعشة وسرعة في دقات القلب، واضطراب في الكلام، وقد يصحبهُ التبول اللاإرادي، ويلاحظ الخوف عندَ الأطفال من خلال سلسلة من الأنماط السّلوكية تشمل: الرؤية الحذرة، الارتعاش، التجمد في المكان.
علاجهُ:
ـ إمضاء بعض الوقت مع الطفل والدقة والالتزام في مواعيد رؤية الطّفل.
ـ يتوجب على الآباء عدم إظهار مشاعر الخوف أمام الأطفال.
ـ عدم الطّلب من الطفل أن ينحاز إلى أحد الوالدين.
ـ أن يشعر الطفل باطمئنان وبأنهُ لا يزال موضع حب ورعاية وعناية الأبوين.
2.الاكتئاب:
تعريفة: الاكتئاب عندَ الأطفال هو نتيجةً لجرح نرجسي وهو حالة خاصة تكمنُ في الشّعور بالعجز، واليأس، والقلق، وتظهر في الطّفل قبلَ أن يتمكن من إدراك تلكَ الانفعالات التي يشعر بها.
أعراضهُ: الحزن الشّديد المتصل للطفل، ميل الطّفل للعزلة وعدم انخراطهِ مع الأطفال الأخرين، البطء الحركي العام أو الخمول البدني وفي بعض الحالات يصبح عندَ الطّفل تهيّج حركي، وقد يعاني من مشكلات في النوم كالإفراط في النوم أو الأفراط في التّنبه واليقظة.
علاجه: ـ الاهتمام بالطّفل بجدية والاستماع إليه ومساعدتهِ على التعبير عن جميع مشاعرهِ.
ـ مساعدة الطّفل على المشاركة في النشاطات حتى وإن كانت صغيرة لتجنب العزلة وجعلهِ يختلط مع الأطفال الآخرين.
ـ عدم استخدام الطّفل كسلاح تهدد بهِ الطّرف الآخر مثل حرمانهِ من رؤية طفلةِ.
ـ ألّا يتكلم أحد الطّرفان عن الآخر بشكلٍ سلبي أمام الطّفل.
3.ضعف الثقة بالنفس:
تعريفةُ: ضعف الثقة بالنفس عندَ الطّفل هو مجموعة من المشاعر المؤلمة التي يمر بها الطّفل من خوف وقلق وشعورة بأنه مرفوض من والدية وغير قادر على القيام بالأشياء التي تطلب منهُ.
أعراضهُ: تتمثل في عدم القدرة على الدفاع عن نفسهِ في حال تعرضهِ للاعتداء من غيرهِ من الأطفال، ويكون دائم الخجل ويخاف من مواجهة الآخرين سواء كانَ بالفعل أو الكلام، ويصبح أيضاً انفعالي وعصبي في ردود أفعالةِ، وعدم ثقتةِ بما يقولهُ أو يفعلهُ.
علاجهُ: ـ العمل على تخفيف الشّعور بالحساسيّة الزائدة.
ـ مساعدة الطّفل على الاندماج في المجتمعات كالمدرسة حيثُ تكثرُ المناقشات والمناظرة.
ـ الاستماع لطفلهم وإبداء اهتمام بوجه نظرهِ.
ـ أن يُشعِروا الآباء الطّفل بالحب والرّعاية بصورة مستمرة.
إنَ آثار الانفصال على الصّحة النفسيّة للأطفال كثيرة ولكننا أوردنا الحالات الثلاث الأكثر شيوعاً وطرق علاجها.
إنَ الطّلاق حالة اجتماعية خطيرة لما ينتج عنها من آثار سلبية على أفراد الأسرة وخاصةً الأطفال، لذلك نتمنى من كل شخص اختيار الشّريك المناسب وألّا يلجأ الطّرفان لقرار الانفصال لأنّ ذلك سيرتب عليهم مسؤوليّه كبيرة في رعاية طفلهم وتربيتهِ تربيه سليمه نفسياً وخالية من أي مشاكل فسينعكس ذلكَ على المجتمع إما في خلق جيل سليم نفسياً يسهم في نهضة وتقدم المجتمع أو خلق جيل غير سليم نفسياً يسهم في ضعف المجتمع وتراجعهِ.
المراجع:
https://dspace.univ-guelma.dz/jspui/bitstream/123456789/762/1/01_14.pdf