يسبب تأخر الحمل القلق والتوتر لدى معظم الأزواج لاعتقادهم أن الحمل سيحدث بعد أول جماع غير محمي. قد يحدث الحمل بالفعل بعد أول جماع غير محمي، ولكنه ليس أمرًا حتميًا. تشير التقديرات إلى أن الحمل سيحدث لدى نحو 84٪ من الإناث بشكل طبيعي في غضون عام إذا كن يمارسن الجنس غير المحمي بانتظام (كل يومين أو ثلاثة أيام)، وتنصح التوجيهات العامة بضرورة مراجعة الطبيب في حال عدم حدوث حمل خلال عام.
يواجه زوج من كل سبعة أزواج صعوبة في الإنجاب؛ تعزى 30٪ من حالات العقم للإناث فقط و30٪ للذكور فقط و30٪ إلى أسباب متعلقة بالشريكين الاثنين و10٪ إلى أسباب غير معروفة.
يشخص العقم عندما تكون القدرة على الحمل ضعيفة أو محدودة بطريقة ما بعد عام واحد من المحاولة، ولكنه قد يشخص باكرًا في حال اكتشاف سبب مؤهب لذلك قبل مرور عام من المحاولة.
ما الذي يسبب العقم عند النساء؟
يوجد العديد من الأسباب المحتملة للعقم. ومع ذلك، قد يكون من الصعب تحديد السبب الدقيق المباشر؛ إذ يعاني بعض الأزواج من عقم غير مبرر أو عقم متعدد العوامل. تتضمن بعض الأسباب المحتملة للعقم عند النساء ما يلي:
مشاكل متعلقة بالرحم: يشمل ذلك وجود بوليبات أو أورام الليفية أو التصاقات أو عيوب تشريحية داخل تجويف الرحم. تتكون البوليبات والأورام الليفية من تلقاء نفسها في أي وقت، بينما تكون العيوب التشريحية -كالحاجز الرحمي- موجودة منذ الولادة. تحدث الالتصاقات بعد العمليات الجراحية –كعمليات القيصرية- أو بعد إجراء توسيع وكحت للرحم.
مشاكل متعلقة بقناتي فالوب: يعتبر الداء الحوضي الالتهاب (أو مرض التهاب الحوض) السبب الأشيع للعقم الناجم عن مشاكل في قناتي فالوب. يحدث الداء الحوضي الالتهابي بسبب الكلاميديا والسيلان عادةً، ولكنه قد ينجم عن أي عامل معدي آخر.
مشاكل الإباضة: تساهم العديد من الأسباب في عدم قدرة المرأة على الإباضة (إطلاق البويضة) بانتظام، وتعتبر الحالات التالية أمثلة على ذلك: الاضطرابات الهرمونية واضطراب الأكل السابقة والحالية وتعاطي المخدرات وأمراض الغدة الدرقية والإجهاد الشديد وأورام الغدة النخامية والمبيض متعدد الكيسات.
مشاكل في عدد البويضات وجودتها: تولد النساء ومعهن عدد محدد من البويضات. قد تنفذ البويضات في وقت مبكر قبل الوصول لسن انقطاع الطمث، وهذا يسمى بقصور المبيض الباكر. بالإضافة إلى ذلك، قد تملك بعض البويضات عدد خاطئ من الكروموسومات، وحينها لن تلقح، وإن لقحت لن تنمو لتصبح جنين سليم.
ما هي عوامل الخطر المؤهبة للعقم لدى النساء؟
تزيد العديد من العوامل خطر إصابة المرأة بالعقم. تساهم الظروف الصحية العامة والعوامل الوراثية وخيارات نمط الحياة والعمر في حدوث العقم لدى النساء، وتعتبر الحالات التالية أشيع العوامل التي ترفع احتمال المعاناة من العقم ونقص الخصوبة:
· التقدم في السن.
· اضطراب الدورة الشهرية.
· البدانة الشديدة.
· النحافة الشديدة، وانخفاض نسبة الدهون في الجسم نتيجة ممارسة التمارين الرياضية الشديدة.
· الإدمان على الكحول والمخدرات.
· التدخين.
· قصة سابقة لحمل داخل البوق (حمل هاجر).
· المعاناة من مرض مزمن كأمراض المناعة الذاتية مثلًا.
كيف يؤثر العمر على العقم لدى النساء؟
تقل فرصة المرأة في الحمل مع تقدمها في العمر. أصبح العمر أشيع عوامل انخفاض الخصوبة مؤخرًا؛ بسبب ميل الأزواج إلى تأخير الإنجاب حتى الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر. يكون النساء فوق سن 35 أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الإنجاب.
كيف يعالج العقم لدى النساء؟
يختلف العلاج بحسب السبب، ولهذا يعتبر تحديد السبب الدقيق أمرًا هامًا. على سبيل المثال، يمكن علاج المشاكل الهيكلية أو التشريحية من خلال الجراحة، بينما يمكن استخدام الأدوية الهرمونية لحل بعض المشاكل الأخرى (كمشاكل الإباضة وأمراض الغدة الدرقية).
وفي كثير من الحالات، يلجأ الأطباء إلى اقتراح حلول بديلة لإتمام التخصيب؛ كالتخصيب الصناعي عبر حقن حيوانات منوية في الرحم مباشرةً بعد الإباضة الطبيعية أو بعد تحريضها، والإخصاب الصناعي في المختبر أو الإخصاب خارج الرحم؛ حيث تخصب البويضات بالحيوانات المنوية في المختبر ثم تنقل إلى الرحم لإتمام الحمل.
قد يكون تأخر الحمل أمرًا مرهقًا لكلا الزوجين. وبشكل عام، يجب مراجعة الطبيب إن كنت تحاولين الحمل دون جدوى لعام أو أكثر، ولكن في حال تجاوزت سن الخامسة والثلاثين، يجب مراجعة الطبيب بعد مضي ستة أشهر فقط.