نرى يومياً فيديوهات جديدة عن استخدام حجر منحني الشكل يدعى ” الغواشا Gua sha ” وقد ازدادت الآراء والشكوك حولها. فهل هي تستحق فعلاً أن يتم إدراجها ضمن نظام روتين البشرة اليومي؟ أم أنها مجرد خرافة أخرى من خرافات الانترنت ؟
ماهي الغواشا ؟
الغواشا هي أداة مستخدمة منذ قديم الزمن في الطب الصيني التقليدي وقد كانت تستخدم بالأصل على جميع أنحاء الجسم مثل الظهر والكتفين والأرداف والساقين والذراعين. وقد كانت تستخدم لصنع نمشات وعائية أو كدمات على سطح الجسم بهدف تحسين الدورة الدموية وإزالة السموم من الجسم. وكان يعتقد أنها تزيل الطاقة السلبية.
أما الاداة الحديثة التي نراها اليوم هي نسخةٌ ملطفة من الغواشا تستخدم فقط على الوجه والرقبة. وهي أداة مسطحة، لها عدة منحنيات تناسب شكل الوجه. عادةً ما تكون مصنوعة من حجر اليشم أو العاج أو السيلكون
ما ميزات استخدام الغواشا ؟
الأثر الملحوظ الأهم التي تقوم به الغواشا هو تخفيف انتفاخ الوجه وجعله أكثر تناظراً و رونقاً. ولكن كيف يقوم هذا الحجر بكل هذه التاثيرات ؟
1_تعزيز التصريف اللمفاوي :
الغواشا تقوم بتعزيز التصريف اللمفاوي في الوجه. فمن خلال الضغط على الأماكن المشروحة بخريطة الغواشا يمكن لنا أن نساعد الأوعية اللمفاوية على تصريف السائل اللمفي الذي يعتبر جزءًا مهمًا من الجهاز المناعي، كما يلعب دورًا لا بأس به في إزالة السموم والفضلات من الجسم. وعلى عكس جهاز الدوران. فإن الجهاز اللمفاوي لا يحوي صمامات. وبالتالي بعد كل نومٍ هنيءٍ لكَ يتراكم هذا السائل بفعل الجاذبية ويظهر تراكمه جلياً في الوجه. وباستخدام أداه الغواشا المنتظم يمكن لنا أن نلاحظ اختفاء تورم الوجه مع الوقت.
2_تحفيز الدورة الدموية:
يعد تحسين الدورة الدموية من أبرز فوائد الغواشا. حيث أن استخدامها على المدى الطويل يحفز تدفق الدم إلى الأنسجة. و يساعد على توصيل الأوكسجين والاغذية إلى الخلايا، مما يعزز عملية الشفاء الطبيعية للجسم.
3_تخفيف التوتر العضلي:
تستخدم الغواشا بشكل شائع في علاج آلام العضلات والتوترات، خصوصاً في مناطق مثل الرقبة والظهر، حيث يمكن أن تخفف من الانقباضات العضلية وتساعد على استرخاء العضلات. فقد أظهرت الدراسات أن تأثير الغواشا في تخفيف آلام الرقبة المزمنة كان أفضل من تأثير الكمادات الساخنة. كما أن تاثيرها كان طويل الأمد في تخفيف ألم اسفل الظهر المزمن.
4_تحسين مظهر البشرة:
من خلال التحفيز المستمر للبشرة عن طريق حجر الغواشا. نلاحظ أن الخلايا المسؤولة عن إنتاج الكولاجين تصبح أكثر نشاطاً. وتنتج مزيداً من الكولاجين مما يعزز تأخير التجاعيد في الوجه، كما أن لها دوراً مؤقتاً في تخفيف الهالات السواء تحت العينين عند الاستخدام المتظم والمستمر.
5_الاسترخاء :
إن عملية تدليك الوجه بلطف يمكن أن تكون تجربة مريحة ومهدئة، كما قد تساعد في تصفية الذهن.
كيف تستخدم الغواشا ؟
_ يجب استعمال أداة غواشا تناسب انحناء المنطقة التي تريد العمل عليها.
_ تطبيق مرطب أو زيت على المنطقة المراد العمل عليها لتجنب تعريض الجلد المباشر للأداة.
_عند استخدامها على الوجه نبدأ من مركز الوجه باتجاه المحيط.
_الالتزام بالحركات المناسبة لكل منطقة من مناطق الجسم لتحفيز التصريف اللمفاوي بهذه المنطقة ويمكن الاستعانة هنا بخريطة الغواشا.
_ممارسة ضغط متساوي على جميع أنحاء المنطقة بشكل متناسب مع التصريف اللمفاوي.
يجب الدمج بين المد القصير والطويل للغواشا على مسار الجلد. واتباع نفس المسار لعدة مرات قبل تغيير المنطقة على خريطة الغواشا.
عند بداية استخدام الأداة يفضل استخدامها مرة واحدة أسبوعياً لتجربة مدى تاثيراتها الإيجابية او السلبية على الشخص. إذ إن كل شخص له ردة فعل ودرجة تحمل مختلفة على هذه الأداة. ويعتمد تكرار استخدامها فيما بعد على مدى آثارها الإيجابية ومدى تحمل البشرة لها. وبعدها يمكن استخدامها مرتين الى ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع.
ما الاثار السلبية لاستخدام الغواشا ؟
1_الكدمات الخفيفة:
من الآثار الجانبية الشائعة للغواشا هي ظهور كدمات خفيفة على الجلد، نتيجة الضغط الزائد على الشعيرات الدموية الصغيرة في الوجه. وهي عادة ما تكون مؤقتة، لكنها قد تسبب احمراراً أو منظراً غير محبب. الأشخاص الذين لديهم بشرة حساسة أو أولئك الذين يتناولون أدوية تزيد من سيولة الدم قد يكونون أكثر عرضة لهذه الكدمات.
2_التهيج الجلدي:
في بعض الحالات، قد تسبب الغواشا تهيجًا أو احمرارًا مستمرًا في الجلد، خاصة إذا تم الضغط بشدة على البشرة أو إذا كانت الأداة غير نظيفة. لذا من المهم التأكد من أن نظافة الأداة قبل الاستخدام لتجنب التهابات الجلد. يمكن أن يساعد تنظيف الأداة بعد كل استخدام في تقليل خطر الإصابة بالعدوى في حالة خدش الجلد أو نزيفه
3_غير مناسبة لبعض الحالات:
لا يُنصح باستخدام الغواشا للأشخاص الذين يعانون من الجروح المفتوحة الحديثة. اذ قد يسبب استخدام حجر الغواشا غير النظيف على جرح مفتوح الى دخول البكتيريا الى الدم والتسبب بحالات صحية أشد. كما لا يجب استخدامها لدى أولئك الذين لديهم حالات جلدية معينة مثل الطفح الجلدي أو حروق الشمس أو مشاكل تخثر الدم.
الخلاصة:
الغواشا تعتبر علاجًا طبيعيًا فعالًا لتحفيز الدورة الدموية، تحسين مظهر البشرة، وتخفيف التوتر العضلي، ولها تأثيرات إيجابية واضحة عند استخدامها بشكل صحيح ولطيف على البشرة. إلا أنه لا يخلو من بعض المخاطر مثل التهيج الجلدي أو الكدمات، ولهذا من المهم استخدامها بحذر. إذا تم استخدامها بطريقة صحيحة ومع الالتزام بالإرشادات، يمكن أن تكون الغواشا إضافة مفيدة لروتين العناية بالصحة والجمال