في عصر التجميل, أصبح الفيلر والبوتوكس أمراً لابد منه سواء للنساء أو للرجال. ولكن هل دائما مايمنحنا هذا الإجراء منظراً جميلاً ؟ أم من الممكن له مع الوقت أن يصبح مشوهاً للوجه ؟
يعد حقن الفيلر من الإجراءات التجميلية التي تهدف إلى منع علامات تقدم السن وإزالة التجاعيد عن طريق حقن الفراغات الناجمة عن الشيخوخة وتعبئتها بمواد مالئة للحفاظ على تناسق الوجه ورونقه. لكن ببعض الحالات نجد بعض الاختلاطات غير المرغوب بها مثل ظاهرة “الفيلر المهاجر” التي بتنا نرى تجارب منها حديثا على السوشال ميديا.
ما هو الفيلر المهاجر؟
من اسم الظاهرة يمكننا أن نفهم الكثير. عند إجراء الحقن. يفترض للمادة المالئة أن تبقى في مكانها وألا تتحرك. وعادة ما يتم حقن الفيلر في الطبقة السطحية من الجلد وتحديداً في الأدمة. فإذا غيرت هذه المادة مكانها وتحركت إلى أماكن أخرى من الوجه أو الجسم عندئذ ندعوها بظاهرة الفيلر المهاجر. وعادةً مانلاحظ هذه الظاهرة في الشفاه مثلاً عند عدم قدرتنا على تحديد محيط الشفاه. فتبدو كما يدعى بالعامية “شفاه البط”. أما في منطقة العين فيمكن ملاحظة هذه الظاهرة عند تورم هذه المنطقة وعندما تصبح مجسوسة بسهولة مع مرور الوقت.
الأسباب:
قلة الخبرة:
عادة تحدث هذه الظاهرة عندما يتم حقن الفيلر في البشرة بدلاً من الأدمة. عندها نلاحظ تكتلات في محيط منطقة الحقن تعطي منظر الفيلر المهاجر
الإفراط في الحشو:
اذا تم حقن المادة في الأدمة لكن بنسبة تفوق قدرة هذه المنطقة على التحمل، عندها لن تجد المادة المالئة منفذاً إلا بتحركها لمكان آخر.
الحقن بمنطقة شديدة الحركة:
يجب ألا يتم الحقن بمنطقة ذات نشاط عضلي مرتفع. إذ إنه إذا تم الحقن في منطقة كهذه فهذا سيسبب بالتأكيد انتقال المادة المالئة الى منطقة أخرى. هذا ينطبق خصوصاً على منطقة العين، إذ إن الحركة المتكررة للعضلات المحيطة بالعين قد تساهم في تحرك الفيلر لمنطقة أخرى أو للمنطقة الجبهية ببعض الأحيان. مما يسبب تورم العينين وتكتل المنطقة من حولها. كما نرى هذه الظاهرة بشكل شائع في محيط الأنف، الشفاه، الطيات الأنفية الشفوية، والجبهة، بما في ذلك المقطب. لذا يجب ان يكون الطبيب الذي يقوم بالحقن ذو خبرة ممتازة بتشريح الوجه.
الاستجابة المناعية:
قد يتفاعل الجسم مع الفيلر المحقون بشكل غير متوقع، وهذا يعود إلى طبيعة جسم الشخص الخاضع للحقن. فبعض الناس تملك حساسية تجاه بعض مواد الفيلر المالئ. مما يؤدي إلى ردة فعل التهابية أو ردود فعل أخرى قد تؤدي إلى عدم استقرار المادة في مكانها.
كيف يمكننا تمييز الفيلر المهاجر مباشرة؟
_نلاحظ بداية تغير شكل الفيلر مقارنة بالشكل الذي بدا عليه مباشرة بعد العملية. ونلاحظ تغيراً في ملمس المنطقة المحقونة. أو قد نجد الفيلر في المناطق التي لم يتم حقنه فيها أساساً.
_في منطقة العينين نلاحظ تورماً ولوناً ارجوانياً مزرق تحت العينين.
_في الشفتين نلاحظ انتقال المادة إلى فوق الشفة العليا على وجه الخصوص. ويعطي منظراً اسفينياً.
كما قد نلاحظ تشكل بعض العقيدات أو الحبيبات في المنطقة المحقونة نتيجة حدوث تفاعل التهابي أو تحسسي في المنطقة
ماذا نفعل عند حدوث هذه الحالة ؟
لدينا خياران أساسيان بهذه الحالة :
_اما ان ننتظر الفيلر ليذوب بمفرده, وهذا يستغرق عادة حوالي 6 اشهر او سنة.
_أو أن نلجأ للحل الفوري وهو إذابة المادة المالئة. فبفرض أن المادة المالئة تحوي حمض الهيالورونيك, عندئذ يمكننا إذابته باسخدام مادة الهيالورونيداز التي تفككه خلال عدة جلسات. هذا الانزيم يعمل على تفكيك المادة وإعادتها إلى شكلها الأولي بحيث يمكن امتصاصها من قبل الجسم. عادة ما تظهر نتائج إذابة الفيلر خلال ساعات إلى أيام قليلة بعد الحقن بالإنزيم. جديرٌ بالذكر ان عملية اذابة الفيلر ليست عملية مريحة. بل انها قد تحمل إحساساً حاداً حارقاً نوعا ما. وتعتمد على قدرة تحمل الشخص للالم.
هل يمكن تجنب الفيلر المهاجر؟
من أجل تجنب حدوث مشكلة الفيلر المهاجر، هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها:
_اختيار طبيب مؤهل:
يجب أن يتم الحقن على يد طبيب تجميل مختص وذو خبرة. التقنية السليمة والاختيار الدقيق لمكان الحقن هما العنصران الرئيسيان لتجنب حدوث هذه المشكلة.
_حقن كمية مناسبة لحجم المنطقة المحقونة:
يجب ألا يحقن الطبيب كمية كبيرة من مادة الفيلر في مكان صغير كخطوط الضحك او المقطب. حيث من المحتمل ان تفوق هذه الكمية قدرة المنطقة على التحمل وتمتد بذلك الى المناطق المجاورة.
_اختيار مادة الفيلر المناسبة:
ليست كل المواد المستخدمة في الفيلر متساوية. من المهم استخدام مواد مستقرة وسهلة التحكم بها لتقليل احتمال حدوث الهجرة. كما يجب اختبار تحسس الشخص للمادة قبل حقنها. لتجنب حدوث تفاعلات تحسسية او التهابية بعد الحقن.
_الالتزام بالتعليمات بعد الحقن:
يجب تجنب النوم على الوجه لمدة 48 ساعة بعد الحقن. كما لا يجوز تدليك او ضغط المنطقة المحقونة في الأيام الأولى بعد الحقن.
_التقليل من الحركة المفرطة للعضلات:
بعض الحركات قد تؤدي إلى تحريك المادة المملوءة في الجلد، مثل الضحك المفرط أو تحريك العضلات بشكل مكثف بعد الحقن
الخلاصة:
الفيلر المهاجر ظاهرة شائعة نلاحظها عند الكثيرين يومياً عند تنزهنا في شوارع المدينة. وقد تبدو مشكلة مخيفة, اذ ان أولئك الذين لجؤوا للفيلر كان هدفهم تحسين مظهرهم وليس العكس. لكنها مشكلة قابلة للحل والتجنب بسهولة من خلال اتباع خطوات بسيطة ومن خلال اختيار الطبيب المناسب ذو الخبرة الجيدة.
