أصيب طفلك بالمغص! “اعطه اليانسون حالاً فهو يخفف المغص.”
طفلك لا ينام بسهولة! “بسيطة. أعطه اليانسون حالاً فهو يجعل طفلك يغفو بسرعة”
نسمع هذه النصائح يومياً من الناس من حولنا. فهل هذه النصائح مفيدةّ بالفعل أم أنها مجرد خرافة أخرى من خرافاتنا المجتمعية؟
ما هو اليانسون ؟
اليانسون هو عشبة تستخدم بذورها تقليدياً لأغراضٍ طبية. معروفٌ لخصائصه المهدئة والمرخية للأعصاب. كما أنه مفيدٌ لتهدئة آلام البطن الناجمة عن وجود غازات في الكولون، ويساعد في الهضم. بالإضافة لاحتوائه على خصائص مسكنة ومضادة للالتهاب. يحتوي اليانسون على مواد كيميائية طبيعية مثل الأنيثول, الذي يعد أحد الفلافونويدات، وهو المسؤول عن نكهة اليانسون المميزة. كما يحتوي على مركبات أخرى مثل الكوارسيتين و اللينالو. يُعتبر اليانسون آمنًا في الغالب للبالغين، ولكنه قد يثير القلق عندما يتعلق الأمر بالرضع.
ما تاثير اليانسون على صحة الرضيع ؟
التاثيرات العصبية :
يتطور الجهاز العصبي بشكل سريع لدى الرضع، وبالتالي يمكن أن تؤثر أي مادة مهدئة على النمو الطبيعي للدماغ وتسبب ضعف النشاط العصبي و التفاعل الاجتماعي. ويعتبر استخدام اليانسون للرضع مماثلاً لاستخدام مواد التخدير للبالغين. ومن أشيع آثاره الجانبية العصبية : الاختلاجات أو التشنجات، وفرط التوتر، وفرط الاستثارة مع البكاء، والرأرأة أو حركات العين السريعة، والقيء. وإن السبب بهذه الأعراض هو محتوى اليانسون العالي من الزيوت العطرية مثل الأنيثول والإستراجول. التي تؤثر على الدماغ من خلال تنشيطها لأنزيم NMDA المرتبط بضعف الذاكرة والتعلم، والذهان.
التاثيرات الكبدية:
يمكن لليانسون أيضا أن يسبب تسمم الكبد عند استخدامه بجرعات الكبيرة لدى الرضع. بما في ذلك فشل الكبد، والتهاب الجلد التماسي، وفرط الحساسية.
التاثيرات الهرمونية :
يحوي اليانسون مركبات “الفلافونيدات” التي تشبه في تركيبها تركيب الهرمونات الأنثوية (الإستروجين). هذه المركبات قد تؤثر على التوازن الهرموني في الجسم، وخاصة لدى الرضع.
التفاعل مع الأدوية الأخرى:
الأطفال الرضع قد يحتاجون لتناول أدويةٍ معينة لعلاج حالات صحية مثل العدوى أو التهابات الأذن. فإذا كان الرضيع يتناول اليانسون بشكل متزامن مع أدوية أخرى، قد تحدث تفاعلات غير متوقعة، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة العصبية. فمن الممكن أن يعيق اليانسون قدرة الأدوية على العمل بشكل فعال أو يتفاعل مع بعض الأدوية التي تؤثر على الدماغ والجهاز العصبي
_حيث يتفاعل اليانسون مع عقار الأسيتامينوفين (السيتامول) ويقلل من مستويات الأسيتامينوفين في الدم. مما يقلل هذا من كفاءة عمل هذا عقار.
_كما يتفاعل مع السلفوناميدات ويقلل من تاثيره العلاجي المضاد للبكتيريا.
وقد اثبتت الدراسات أن كفاً واحداً من اليانسون فقط (نجمة واحدة من اليانسون) في 200 مل من الماء تعتبر بالفعل جرعة سامة للطفل.
الخلاصة:
برغم أن عشبة اليانسون تعتبر آمنة نسبياً للبالغين ويتم استخدامها بكثرة كعلاج طبيعي للعديد من الحالات المرضية الخفيفة. إلا أن تاثيراتها على الرضع مقلقة من الناحية العصبية والهرمونية والسمية. ونظرًا لهذه المخاوف على صحة الرضيع. يُفضل تجنب استخدامه بشكل عام للرضع، خصوصًا في الأشهر الأولى من الحياة.
ونرى انه من الأفضل للأمهات استشارة الطبيب قبل تقديم أي نوع من الأعشاب أو المكملات الغذائية للطفل الرضيع. و من المهم أن تلتزم الأمهات بالتوجيهات الطبية فيما يتعلق بإعطاء أي نوع من الأعشاب للأطفال الرضع.
وبالتالي، يجب على أطباء الأطفال ان يعززوا التحذيرات للاهل بحيث ان يعطوا اطفالهم حليب الام فقط (أو الحليب الاصطناعي في حالة عدم إمكانية شرب الحليب الأول). لا اليانسون ولا الشاي ولا العسل ولا حتى الماء لاضرورة به بحال وجود حليب الام الطبيعي.