الإنسان هو القوة المهيمنة على الأرض بيئياً وجغرافياً، تسببت هذه الهيمنة في حدوث تغيّرات عالمية سريعة وغير مسبوقة في أنظمة الكوكب، مثل: حدوث ظاهرة الاحتباس العالمي،وغيرها من الظواهر التي غيرت في الطابع العام البيئي.
قد كان الإنسان وما يزال يعتمد على الطبيعة اعتماداً كاملاً في جميع احتياجاته، ولكن في العصر الحديث اصبح الانسان مبتعدا اكثر عن الطبيعة على الرغم من أنّ العلاقة بين الإنسان والبيئة الطبيعية هي علاقة الجنس البشري بموطنه الطبيعي، وهي علاقة تتداخل بكل شيء يحيط بالإنسان، فنجد تأثيرات هذه العلاقة في الأساطير، والثقافات المختلفة، والفلسلفة، والسياسة، والاقتصاد وغيرها .
ماعلاقة تغير المناخ بمزاج الانسان ؟
نشرت دراسة جديدة ربطت بين ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع الشعور بالكراهية والعنصرية قام بنشرها معهد بوتسدام لابحاث تاثير المناخ .
وخلصت الدراسة إلى أن درجات الحرارة أعلى أو أقل من 12-21 درجة مئوية تُشعر الأشخاص بعدم الارتياح. وتشير إلى احتمالية السلوك العدواني عبر الإنترنت.
لم تاتي هذه الدراسة عبثا وانما استندت الى رصد وتحليل مليارات التغريدات على منصات التواصل الاجتماعي من انحاء متفرقة واستخدمو في ذلك خوارزمية الذكاء الاصطناعي ومقارنتها مع بيانات الطقس للخروج بعوامل الارتباط بين المناخ وأنماط التغريدات.
وخلصت الى زيادة حدة وتيرة التعامل بين الافراد في المناطق ذات الطبيعة الحارة جدا والباردة جدا .
. وأن هناك تأثيرا مجتمعيا للمناخ له تأثير في الصحة النفسية والعقلية للافراد في المجتمع.
هل للمناطق الحارة او الباردة تاثير على سلوك الافراد ؟
اشارت دراسات عديدة قامت بها مراكزدراسة المناخ واهمها مركز بوتسدام إلى أن درجات الحرارة التي تزيد على 30 درجة مئوية ترتبط باستمرار بالزيادات القوية في الكراهية عبر الإنترنت في جميع المناطق المناخية والاختلافات الاجتماعية والاقتصادية. مثل الدخل أو المعتقدات الدينية أو التفضيلات السياسية.
وان هناك حدود للتكيف مع درجات الحرارة القصوى”. حسب ما يقول أندرس ليفرمان -الباحث في جامعة كولومبيا الولايات المتحدة- وزملاؤه مؤلفو الدراسة.
ونحن بطبيعة الحال نستطيع الشعور بذلك من خلال تعايشنا في البيئة حيث يخلق لك الطقس الحار موجة من الغضب والضيق الامر الذي ينعكس على تعاملنا وسلوكنا تجاه الافراد.
كذلك بالنسبة للطقس شديد البرودة ايضا له تاثير على المشاعر التي بدورها المتحكم الاكبر بالسلوك الانساني .
في الختام ,الانسان ابن البيئة ولا يمكنه الانفصال عنها ابدا ونأمل في السنوات المقبلة ان نلحظ تطورا ايجابيا للسلوك الانساني تجاه البيئة والمناخ وان يزداد الوعي وادراك اهمية احترامنا للطبيعة بكامل مكوناتها لاننا لسنا الكائن الحي الوحيد على هذه الارض .