تعتبر الأمراض الجلدية من أشيع المشاكل الصحية التي يواجهها أي فرد منا. تختلف الأمراض الجلدية عن بعضها البعض اختلافًا كبيرًا من حيث الأعراض والشدة والاستمرارية والأسباب والإنذار. تكون معظم الآفات الجلدية الشائعة حميدة، وتحدث حالات كثيرة منها نتيجة التعرض للعوامل الممرضة المنتشرة –كالجراثيم والطفيليات والفطور والفيروسات. مع ذلك، قد تملك بعض الآفات سير خبيث مهدد للحياة. بشكل عام، تكون معظم الأمراض الجلدية قابلة للعلاج أو التلطيف، ويختلف ذلك بحسب السبب. سنذكر في مقالنا هذا أشيع الأمراض الجلدية المشاهدة ونشرح الأسباب وطرق العلاج مع إدراج بعض الصور التوضيحية لتمييز الآفات عن بعضها البعض.
تحذير: قد تكون الصور مزعجة لبعض الأشخاص.
حب الشباب
يصنف حب الشباب (أو العد الشبابي) كأحد أشيع الآفات الجلدية المشاهدة لدى المراهقين. يظهر حب الشباب عادةً على الوجه والرقبة والكتفين والصدر وأعلى الظهر. يختلف شكل الآفات التي تعبر عن حب الشباب. تعتبر البثور والرؤوس السوداء والبيضاء أشيعها، وقد يعاني بعض الأشخاص من كيسات وعقيدات عميقة ومؤلمة. تترك هذه الآفات الجلدية ندبات وقد تسبب تغير بلون الجلد إن لم تعالج. يحدث حب الشباب نتيجة أربعة أسباب أساسية هي: فرط إفراز الجلد للزيوت (الزهم) أو انسداد جريبات الشعر بالزيوت وخلايا الجلد الميتة أو العدوى الجرثومية أو لأسباب التهابية. قد تحرض بعض الأمور ظهور حب الشباب أو تفاقمه، وهذا يشمل التغيرات الهرمونية كزيادة الأندروجينات خلال فترة البلوغ واستخدام بعض الأدوية كالستيروئيدات القشرية والليثيوم مثلًا والنظام الغذائي كتناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات إضافةً إلى التوتر والإجهاد النفسي. يعالج حب الشباب بالأدوية الموضعية كالريتنويد والمضادات الحيوية والمقشرات والدابسون، ولكن قد يلجأ بعض الأطباء للأدوية الفموية في بعض الحالات كمانعات الحمل الفموية والمضادات الأندروجينية والإيزوترنتين بالإضافة إلى المضادات الحيوية الفموية. يمكن استخدام العلاج الضوئي والتقشير الكيميائي والاستخراج الميكانيكي والحقن الستيروئيدي في بعض الحالات.
قرحة الزكام
قد تظهر لدى بعض الأشخاص آفة حمراء مؤلمة مليئة بالسوائل بالقرب من الفم والشفتين تدعى بقرحة الزكام أو البرد وتسمى في بعض الدول العربية بحبة السخونة. تحدث هذه الآفة نتيجة الإصابة بفيروس الهربس البسيط النمط الأول –وهو الأشيع- أو الثاني. يصيب هذان الفيروسان الفم والأعضاء التناسلية، وينتقلان عن طريق الملامسة المباشرة أو عبر الجنس الفموي. تكون هذه الآفات معدية وإن لم تكن ظاهرة. يشعر الشخص المصاب عادةً بإحساس واخز أو حارق في المنطقة المصابة قبل ظهور القرحة، وقد تترافق الآفة بأعراض خفيفة شبيهة بالإنفلونزا كالحمى والآلام الهيكلية وتضخم الغدد اللمفاوية. بشكل عام، تزول قرحات البرد دون علاج في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. مع ذلك، يمكن استخدام المضادات الفيروسية الموضعية أو الفموية –كالأسيكلوفير- لتسريع عملية الشفاء.
الإكزيما
تصنف الإكزيما ضمن الآفات الجلدية غير المعدية، وتصيب 31.6 مليون شخص في الولايات المتحدة فقط أي ما يتجاوز 10٪ من السكان عامةً. يستخدم الكثير من الناس كلمة الإكزيما عند الإشارة إلى التهاب الجلد التأتبي لأنه النوع الأشيع. يشير مصطلح التأتب إلى الحالات التي يلعب فيها الجهاز المناعي دورًا رئيسيًا في المرض كالربو وحمى القش والتهاب الجلد التأتبي. تؤدي بعض الأطعمة إلى ظهور الأعراض كالمكسرات ومنتجات الألبان مثلًا. كذلك الأمر، قد تؤدي بعض المثيرات البيئية إلى تفاقم الأعراض كالدخان وحبوب الطلع والصابون والعطور. تبدأ أعراض التهاب الجلد التأتبي بالظهور خلال مرحلة الطفولة واليفع. يتخلص بعض الأشخاص من هذه الحالة بعد البلوغ، ولكنها قد تستمر لدى البعض الآخر. لا يوجد حاليًا علاج للإكزيما. يهدف العلاج المتوفر إلى شفاء الجلد المصاب ومنع تفاقم الإصابة واختلاطها بأي إنتان. تتضمن العلاجات المراهم والكريمات المرطبة ومضادات الهيستامين والستيروئيدات الموضعية والجهازية والمضادات الحيوية في حال حدوث إنتان ثانوي.
الصداف
الصدفية أو الصداف هي مرض جلدي يسبب ظهور بقع متقشرة حمراء حاكة. تظهر هذه الآفات عادةً على الركبتين والمرفقين والجذع وفروة الرأس، وقد تصيب الأظافر في بعض الحالات. تعتبر الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة الشائعة ولا يوجد علاج شافي لها. يكون المرض على هيئة نوبات تشتد لبضعة أسابيع أو أشهر، ثم تهجع لفترة من الزمن لتعود بعدها من جديد. تهدف علاجات الصدفية إلى إيقاف النمو السريع لخلايا الجلد مع التخلص من القشور. قد يلجأ لاستخدام خطط علاجية مختلفة للوصول إلى الخطة المناسبة لحالة كل مريض. تتضمن الخيارات العلاجية الكريمات والمراهم الموضعية والأدوية الجهازية التي تؤخذ فمويًا أو وريديًا بالإضافة إلى العلاجات الضوئية المختلفة.
سرطانة الخلايا القاعدية
تعتبر سرطانة الخلايا القاعدية أشيع السرطانات التي تصيب الجلد. تبدو هذه الآفة في معظم الحالات كنتوء شفاف قليلًا، ولكنها تأخذ أشكالًا مختلفة. تصيب سرطانة الخلايا القاعدية في أغلب الأحيان المناطق المعرضة للشمس كالرأس والرقبة. وبشكل عام، يعتقد أنها تحدث نتيجة التعرض طويل الأمد للأشعة فوق البنفسجية. وبناءً على ذلك، قد يساعد تجنب الشمس واستخدام الواقي الشمسي في الوقاية من هذا النوع من السرطان. يهدف العلاج إلى استئصال السرطان تمامًا عبر الجراحة، ولكن يعتمد ذلك على حجم السرطان وموقعه وما إذا كان ناكسًا أم لا. يوجد علاجات أخرى تتضمن الحك والتجفيف الكهربائي والعلاج الشعاعي والمعالجة بالتبريد والعلاجات الضوئية الديناميكية والموضعية.
سعفة الجسد
السعفة الجسدية هي عدوى فطرية سطحية تصيب أي جزء من الجلد. ترتبط سعفة الجسد بقدم الرياضيين (سعفة القدم) وسعفة الأرفاغ وسَعفة فروة الرأس. ينتقل المرض عادةً عبر الملامسة المباشرة لجلد شخص أو حيوان مصاب. تستجيب الحالات الخفيفة للمضادات الفطرية الموضعية، ولكن تتطلب الحالات الشديدة تناول مضادة فطرية فموية لعدة أسابيع.
الثآليل الشائعة
تحدث هذه الآفات شديدة الشيوع نتيجة إصابة فيروسية شديدة العدوى تنتقل عبر الملامسة المباشرة. تبدو الثآليل الشائعة كآفات مقببة ذات ملمس خشن تحمل نقاط سوداء صغيرة. تنمو الثآليل الشائعة خلال شهرين إلى ستة شهور بعد تعرض الجلد للفيروس. لا تعتبر هذه الآفات ضارة أو خبيثة وقد تختفي من تلقاء نفسها. مع ذلك، يختار العديد من الأشخاص إزالتها لأنها تسبب الإزعاج والحرج. تتضمن الخيارات العلاجية استخدام المقشرات القوية أو المعالجة بالتبريد أو الليزر، وقد يلجأ بعض الأطباء إلى الخيار الجراحي المبسط عبر الاستئصال السطحي للجزء المزعج.