في مواجهة مع المفاهيم التقليدية للأنوثة كما صورت في الأعمال التشكيلية المختلفة يظهر تمثال “الوطن الأم ينادي” بوجه امرأةٍ ثائرة ضد العدوان وكأنها تمثل غضب شعبٍ بأكمله وكأن الاتحاد السوفييتي يرسل رسالة إلى العالم بأنه قويّ ولن يكون عاجزاً في وجه التحديات يحمل هذا التمثال قيمة لا تتوقف عن ضخامته وحجمه وإبداعه الفني وإنما تمتد إلى قيمته المعنوية المترسخة لدى عموم الشعب الروسي، هذه المرأة الشامخة التي ترفع السيف وفمها مفتوح وكأنها تصرخ بالنصر وتحث على الاندفاع والتحرك ضد كل ما يمس بكرامة شعب عريق، وتمثل شخصية التمثال بوقفتها القوية وحركة جسدها مشهداً مهيباً للناظر حيث تزرع قدميها بقوة على الأرض وثوبها الذي يشبه الزي اليونانيّ يلتف حول جسدها بما يشبه زيّ الآلهة وملامح وجهها ليست لطيفة
أبداً كما اعتدنا أن نراها بغير أعمالٍ تشكيلية .
تمثال #الوطن_الأم في مدينة #فولغوغراد (ستالينغراد سابقاً) في روسيا ثاني أطول تمثال في العالم تم تشييده عام 1967 ميلادي وقد أشرف عليه النحات السوفييتي المعروف يفغيني فوتشيتيتش والمهندس المعماري نيكولاي نيكيتين ويقال أن النحات استوحى ملامح وجه التمثال من وجه فالنتينا تريشكوفا أول
رائدة الفضاء الروسية فالنتينا تريشكوفا
ويقال أيضاً أنه مستوحى من تمثال النصر المجنح الإغريقي ساموثريس
يقف التمثال شامخاً على تلة ماماييف وهو الأطول في روسيا وثاني أطول تمثال لإنسان بعد تمثال بوذا شيّد قبل 55 عاماً تخليداً لضحايا معركة ستالينغراد التي جرت بين الإتحاد السوفييتي وألمانيا النازية وكما بات أحد رموز النصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى، يبلغ ارتفاعه خمسةٌ وعشرون متراً و وستة عشرَ متراً لأساسه في عمق التلة ووزنه خمسُ آلاف طن ويقف بفضل وزنه حيث يمكن حمله ونصبه في مكانٍ آخر إذا استدعت الضرورة
- يُعتبر معبد الربيع لبوذا الأطول في العالم ويأتي بعده تمثال الحرية ثم تمثال الوطن الأم ثم تمثال المسيح الفادي في البرازيل ولكن طول القاعدة الحجرية إذا تم استثناؤها من طول تمثال الحرية فيعد تمثال الوطن الأم أطول بخمسِ أمتار دون احتساب طول سيفها.
يتم مراقبة حالة التمثال أي حالة مرافقه الداخلية والخارجية بشكل مستمر من قبل مختصين كما يتم مراقبة مستوى الضغط وحالة القطع وما إلى ذلك ويقفون في منتصف جسم التمثال وهناك أجهزة إنذار مرتبطة بكل قطعة من جسمه فإذا ما حدث خلل أو تشقق في الإسمنت من الداخل ينتبهون فوراً، كما أن هناك مئتي درجة من السلالم حتى يبلغ الشخص قاعدة التمثال حيث تمثل الدرجات المئتي يوم من المعركة .. اليد اليسرى تمسكها عشرة قضبان حديدية من الداخل ويصل وزنها تقريبا الى ستمئة طن أما اليد اليمنى والتي تحمل السيف فهي مثبتة باثني عشر قضيباً حديدياً يصل وزنهم إلى 720 طن ..
إذا كنت من أي بلد ورأيت تمثالاً أو نصباً تذكارياً لم تفهم معناه يرجى إرسال صورة له على البريد التالي
[email protected]
