جنون العظمة مصطلح تاريخي مشتق من كلمة إغريقية(ميغالومانيا)
وهو ما يسمى بالانجليزية بال(Megalomania)
وتعني وسواس العظمة، لوصف حالة من مبالغة الانسان بوصفه لذاته.
فيصبح معتقداً اعتقاداً كاملاً أنه يمتلك قدرات استثنائية ومميزات تجعله أفضل ممن حوله.
يعيش المرء مشاعر اضطهاد من قبل الآخرين،وبأن السبب الحقيقي لاضطهاده من قبلهم هو كونه شخص عظيم للغاية ويرى أن جميع من حوله تتمحور أحاديثهم وأفكارهم عنه هو.
●ولكن من الضرورة أن نفرق بين هذه الحالة وبين الهلوسات التي يمكن أن تظهر نتيجة أسباب شتى كتدخين الحشيش أو تعاطي زمرة البنزوديازبينات،فهي غير مرتبطة بها وهي حالة متفردة عن الاهلاسات تماماً، فالمصاب بجنون العظمة يبدو كلامه منطقياً ومقنعاً.
فهو شخص عذب الحديث ومبادر بالحوار.
كما أنه يجب تمييز هذا الاضطراب عن اضطراب الشخصية النرجسية،فاضطراب الشخصية النرجسية مرض قائم بحد ذاته ويتميز مريضه بمميزات عدة كالابتزاز العاطفي والاستمتاع بشعور القوة،وقد يكون من ضمن تظاهرات الشخصية النرجسية عرض مثل جنون العظمة.
●السبب الدقيق لهذا التظاهر غير معروف،لكن الإحصائيات تبين نسباً أعلى عند الذكور أكثر من الإناث.
لا نستطيع القول إن جنون العظمة هو مرض بحد ذاته،وقد يكون تعبير(عَرَض) غير دقيق بوصفه لهذه الحالة.
فهو طيف أو تظاهر من تظاهرات الفصام أو جزء من اضطراب في الشخصية أو مرض عقلي،وكما قلنا سابقا الأسباب العلمية ليست واضحة تماماً،لكننا نستطيع القول أن هذه العوامل تشكل أرض خصبة لظهوره:
1-قلة النوم:
طبعاً اضطراب بسيط في النوم لليالي معدودة لا يسبب اضطراب كهذا،لكن تبدأ الخسائر عند الاضطراب المستمر لفترة طويلة.
فعندها يبدأ تشويش الذهن،واضطرابات التفكير والتخيلات الوهمية.
2-الاجهاد:
الاجهاد الفكري على المدى الطويل،وحتى الاجهاد الجسدي يمكن أن يسبب هكذا نتيجة
وليس بالضرورة أن يكون الاجهاد سلبياً كالمرض مثلاً،بل يمكن للاجهاد الناتج عن المناسبات السعيدة أن يتسبب بأفكار كهذه.
3-الاضطرابات النفسية:
كاضطراب الشخصية بجنون العظمة،الفصام- كما ذكرنا-،اضطراب ثنائي القطب،او غيرهم من الأمراض النفسية التي قد تتظاهر بجنون العظمة.
4-الزهايمر:
الذي قد يسبب بالمراحل المتقدمة نتيجة الاضطراب العقلي أن يجعل المرء يظن أن من حوله يتآمرون عليه،أو أنهم لا يحبونه،أو أنه يستحق أكثر مما يقدمون له من عطاء.
5-الكحول والمخدرات:
قد تسبب العديد من المواد المخدرة أعراض كجنون العظمة عند استخدامها المديد.
كما أن الكحولية المفرطة على فترات طويلة الأمد قد تسبب هكذا أعراض.
●ماذا عن العلاج؟
في الحقيقة كون هذه الحالة ليست مرضاً بحد ذاته أو تناذراً،فلا يمكننا القول أنه يوجد علاج لجنون العظمة أو لا.
فعلاج هذه الحالة مرتبط بالمسبب،ففي حال كان المسبب اضطراب نفسي فإن علاجه سيكون فعالاً بعلاج جنون العظمة،أو الاقلاع عن تعاطي المواد المسببة لهكذا تظاهر.
ولكن على صعيد آخر،ومع تطور الطب النفسي بالعقود الأخيرة،يمكننا القول أن العلاج الكلامي والنفسي لأنواع تظاهرات كجنون العظمة أصبح ممكن وله خط علاج واضح نوعاً.
●وفي الخلاصة نجد أن الاضطرابات النفسية على العموم هي مواضيع شائكة،ولكن بقدر أهمية ادراك وجودها ومتابعتها،يجب التنويه على أهمية عدم تداولها واطلاقها كأحكام على الأشخاص دون أرضية علمية كافية.
فكثير ما نسمع عن شخص يُنعت من الناس بأنه مصاب بجنون العظمة وذلك فقط بسبب ثقته بنفسه الزائدة.
لذلك عليك عدم اهمال مثل هذه النوعية من الاضطرابات،ولكن يمكنك متابعتها والتأكد من صحتك النفسية والعقلية بإشراف أخصائي حصراً.
فالمرض النفسي هو بقدر أهمية المرض الجسدي ويجب معاملته بذات الجدية والحذر.
المصادر:
https://www.psychologytoday.com
https://www.medicoverhospitals.in/ar/symptoms/paranoia
https://www.nimh.nih.gov/health/topics/schizophrenia