تُعتبر جودة الهواء من القضايا الملحّة في مدن الشرق الأوسط، حيث تتأثر هذه المنطقة بعدة عوامل تشمل التصحر، التلوث الصناعي، والانبعاثات المرورية. مع ارتفاع معدلات التلوث، باتت حماية صحة الجهاز التنفسي ضرورة ملحّة خصوصًا في المدن الكبرى التي تشهد تزايدًا في عدد السكان والنشاط الصناعي.
أسباب تدهور جودة الهواء في مدن الشرق الأوسط
- التصحر والعواصف الرملية: يلعب الموقع الجغرافي للشرق الأوسط دورًا في تعرّض مدنه لعواصف رملية متكررة تحمل جزيئات دقيقة من الغبار التي تؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي.
- دراسة نشرتها Environmental Research عام 2019 أوضحت أن العواصف الرملية تتسبب بارتفاع مستويات الجسيمات الدقيقة (PM10 و5)، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية.
- الانبعاثات المرورية: يشهد العديد من المدن الكبرى مثل الرياض، القاهرة، وبيروت ازدحامًا مروريًا شديدًا يؤدي إلى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) وأول أكسيد الكربون (CO).
- وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2022، فإن التعرض المستمر لهذه الانبعاثات قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة المزمنة.
- التلوث الصناعي: تساهم الصناعات الثقيلة، مثل تكرير النفط وإنتاج الإسمنت، في انبعاث كميات كبيرة من الملوثات الهوائية، بما في ذلك أكاسيد الكبريت والمركبات العضوية المتطايرة (VOCs).
نصائح لحماية رئتيك من تلوث الهواء
- استخدام أقنعة الوجه عالية الكفاءة (N95 أو FFP2)
في أوقات ارتفاع مستويات التلوث أو خلال العواصف الرملية، يُنصح باستخدام أقنعة الوجه التي تمنع دخول الجسيمات الدقيقة إلى الجهاز التنفسي. هذه الأقنعة تقلل من التعرض للملوثات بنسبة تصل إلى 95%، وفقًا لدراسة Journal of Occupational Health.
- تنقية الهواء داخل المنازل
الاستثمار في أجهزة تنقية الهواء المزودة بفلاتر HEPA يساعد في تقليل مستويات التلوث الداخلي بنسبة كبيرة. تُظهر الأبحاث أن تحسين جودة الهواء داخل المنازل يساهم في تقليل أعراض الحساسية والربو بشكل ملحوظ.
- الاعتماد على النباتات الداخلية
تساهم بعض النباتات مثل الألوفيرا والصبار في تنقية الهواء من الملوثات مثل الفورمالديهايد والبنزين. دراسة أجرتها NASA Clean Air Study أشارت إلى أن النباتات المنزلية يمكن أن تقلل من مستويات الملوثات الهوائية بنسبة تصل إلى 60%.
- مراقبة جودة الهواء عبر التطبيقات
تطبيقات مثل AirVisual وPlume Labs تتيح للمستخدمين مراقبة جودة الهواء في الوقت الحقيقي، مما يتيح تجنب التعرض للمناطق ذات التلوث العالي.
- اتباع نظام غذائي مضاد للأكسدة
يعتبر النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة، مثل الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين C و E، داعمًا قويًا للجهاز التنفسي. دراسة نشرتها American Journal of Respiratory and Critical Care Medicine أكدت أن مضادات الأكسدة تساهم في تقليل التأثيرات الالتهابية الناتجة عن التعرض للملوثات.
كيف يمكن للمجتمعات المساهمة؟
- التشجيع على استخدام وسائل النقل العامة
زيادة الاعتماد على وسائل النقل العامة يقلل من الانبعاثات المرورية ويساهم في تحسين جودة الهواء.
- التوسع في المناطق الخضراء
زيادة المساحات الخضراء في المدن يساعد في تقليل تراكم الجسيمات الدقيقة وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يحسن من جودة الهواء بشكل عام.
- التوعية البيئية
نشر الوعي بأهمية جودة الهواء وكيفية حماية الصحة العامة من تأثيرات التلوث يعد عنصرًا أساسيًا في تغيير السلوكيات اليومية للأفراد والمجتمعات.
الخاتمة
التحديات المتعلقة بجودة الهواء في مدن الشرق الأوسط تتطلب جهودًا جماعية لحماية الصحة العامة. يمكن للأفراد اتباع نصائح عملية للتقليل من التعرض للملوثات، بينما تساهم السياسات البيئية في تحسين الوضع على المستوى المجتمعي. من خلال التعاون بين الأفراد والحكومات، يمكن خلق بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة.