كطائر الفينيق ولكنها ليست أسطورة، إن تحوّلها من اليرقة الأرضية إلى مخلوق سماوي مجنّح ألهم الكثير من البشر للبحث عن حقيقة هذا التحول وما علاقته بشكل مباشر بالولادة الجديدة؟؟
وماذا يعني تأثير الفراشة #butterflyeffect الذي نسمع عنه كثيراً ؟
تقول إخصائية البيئة والمؤلفة لكتاب الطب المقدس للنحل والفراشة ودودة الأرض والعنكبوت Anna cariard-barrett :
توضح لنا الفراشات كيف يمكننا الذهاب داخل أنفسنا لتغييرها وتحويلها وإعادة بناءها وتطويرها ، مشيرة إلى أنها توضح لنا أهمية الاستسلام “كجزء من العملية الأساسية للنمو والتجديد”.
والفراشة كغيرها من المخلوقات كل حضارة أو كل ثقافة ربطت تحولها بشيء معيّن ?
في أمريكا الوسطى : فإن سكان وسط المكسيك ربطوا الفراشات بأسلافهم ..
كانوا يعتقدون أن المحاربين الشجعان أصبحوا في النهاية طيوراً أو طيوراً طنانة أو فراشات بعد موتهم، وهم الآن يحتسون الرحيق إلى الأبد ..
عند الأمريكيين الأصليين :
تفسر القبائل الأمريكية الأصلية المختلفة الفراشات بطريقتها الخاصة ، ولكن بشكل عام ، يُعتقد أنها تمثل التغيير والتحول والراحة والأمل والإيجابية، بينما يعتقد البعض أن الأسلاف تواصلوا من خلال الفراشات، واعتبر آخرون وجود هذه المخلوقات علامة مبهجة أو مفعمة بالأمل.
ومن المثير للاهتمام، أن الفراشات السوداء مرتبطة بالمرض في العديد من ثقافاتهم ..
في المسيحية:
لم يتم ذكر الفراشات في الكتاب المقدس؛ ولكن هناك صلة واضحة بين تحول الفراشة وموت وولادة يسوع المسيح من جديد. تماماً كما تدخل الفراشة في شرنقتها لتولد من جديد، وُضع يسوع في قبر بعد صلبه وولد من جديد بعد ثلاثة أيام. بالإضافة إلى ذلك، تقول المسيحية أن أولئك الذين يتبعون يسوع يمكن أن يولدوا من جديد، ويتحولون، يتحررون من الخطيئة.
في الأساطير الكلتية #Celtic :
تعتبر الأساطير الكلتية الفراشات كرمز للروح والنيران هناك قول أيرلندي قديم يقول “الفراشات هي أرواح الموتى تنتظر عبور المطهر”. يُعتقد أنهم قادرون على العبور إلى عوالم أخرى ويمثلون أيضاً التحول والخلق والبعث.
في الثقافة الأفريقية :
في الثقافة الأفريقية جنوب الصحراء ، غالبا ما يُنظر إلى تحول الفراشة على أنه رمز للتحول ، سواء كان سن البلوغ أو التغيير المجتمعي. تم نسج رمزهم في العديد من جوانب الثقافة الأفريقية، من الأغاني والقصص إلى الرقص وأشكال الفن الأخرى.
عند الصينيين :
تمثل الخلود وطول العمر والراحة الممتدة والفرح الشديد وأيضاً بكونها مع الأقحوان تمثل الجمال في العهد القديم ..
وتقول كارياد باريت بتصرف :
“بما أننا بشر ونعيش في الطبيعة يجب علينا أن نستمع إليها وننتبه إلى إشاراتها الغير المباشرة”
وكما قال باولو كويلو “إن الإنسان يقضي حياته كلها يبحث عن لغة واحدة يتكلم بها الكون” لذلك كان يجب على الإنسان أن ينصت لروح العالم لأنه مليء بالإشارات التي ترشده وتوجهه إلى ما يريد ..
وقال أيضاً : ” أحس بالنعاس إلا أن قلبه حثه ألا ينام . لكنه خلافاً لذلك كان يشعر بحاجة قصوى إلى الاستسلام. قال في نفسه “ها أنا أتغلغل في صميم لغة الكون، وإن لكل شيءٍ هنا معنى، حتى تحليق الصقرين”
قالت كارياد باريت:
“تظهر الحيوانات كمدرّسين في حياتنا وإذا كنت تشعر أنك متصل بالفراشات فيجب عليك أن ترسل لها الحب وتعلم جيداً إلام ستقودك وكيف جعلتك تشعر عندما رأيتها لأول مرة”
وبسبب ارتباط الفراشات بالتغيير والتحول، يقترح بوينافلور قضاء بعض الوقت في التأمل في الشمس في المرة التالية التي ترى فيها واحدة، مما يسمح لها بتنشيطك لأي تغيير تمر به.
ومن المؤكد أن لدى الفراشات شيئاً ما لتعلمنا إياه عن إعادة الميلاد والتحول. إذا كنت تشعر بأنك متصل بشكل خاص بهذا المخلوق، احتضن التغيير وتقبله إذا كنت خائفاً منه، وشاهده جيداً ، وثق في أن رحلتك مثل الفراشة ستنكشف خفاياها عما قريب ?
إلامَ ترمز الفراشة في الأدب ومن ذكرها في نصوصه ؟
في قصيدة أثر الفراشة لمحمود درويش عندما قال أثر الفراشة لا يُرى أثر الفراشة لا يغيب!
وكأنه يعرف تمام المعرفة ما يحمله هذا المصطلح المجازي من معنى وكأن الدرويش هو الفيزيائي الذي يحلل أسرار الكون من خلال شِعره ..
حيث لتلك الظاهرة نظرية معروفة “إن رفرفة أجنحة فراشة في البرازيل قد تؤدي إلى إعصار في ولاية تكساس”
النظرية هذه لا تقتصر فقط على رفرفة أجنحة الفراشة ولكن تعني كل الأحداث الصغيرة التي لا تُرى بالعين المجردة والتي نعتبرها من البديهيات هي بمثابة تنبؤ لما سيحدث في المستقبل..
أثر الفراشة الذي لا يُرى يحصل كل يوم مراراً فالتطور الذي تشهده البشرية الآن كان له أثراً خفيّاً لم نراه والذي نعيشه الآن هو دليلٌ على ما سيحصل في المستقبل ..
إن أثر الفراشة الذي لا يرى والذي يمر كل يومٍ يدوي في آذاننا ويبقينا في حالة تأهب تام لما سيحصل يستوطن اللاوعي ويكبر في الخفاء شيئاً فشيئاً ما هو إلا تلك الرسائل الكونية والإشارات التي ذكرها باولو كويلو في رواية الخيميائي وقد نتجاهلها أو لا نتجاهلها !