- مقدمة:
هل سمعت يوماً عن عقار LSD، ذلك المركب المهلوس الذي يستخلص من فطر يسمى “إرجوت”، أو ما يُطلق عليه أحياناً “فطر السعادة”؟ هل تخيلت أن تكون في عالم غريب مليء بالألوان المتوهجة، حيث تصبح الموسيقى جزءاً من الواقع المحيط بك؟ بينما قد تبدو هذه التجارب مغرية للكثيرين، إلا أن LSD يحمل في طياته الكثير من المخاطر الصحية والنفسية التي لا يمكن تجاهلها. في هذا المقال، سنستعرض تأثيرات LSD السلبية، بالإضافة إلى مخاطره النفسية والجسدية، وكيفية الوقاية من آثاره الضارة.
ما هو عقار LSD؟
(حمض الليسرجيك) هو مركب مهلوس ينتمي إلى فئة الأدوية التي تؤثر على الإدراك العقلي. يتم استخراج LSD من فطر “إرجوت” الذي ينمو على بعض أنواع الحبوب. تم اكتشاف هذا العقار لأول مرة في عام 1938 على يد الكيميائي السويسري ألبرت هوفمان، الذي اكتشف تأثيراته المهلوسة بالصدفة عندما تناول جرعة منه في عام 1943. ورغم أن LSD ليس مسبباً للإدمان الجسدي بشكل رئيسي، إلا أن الاعتماد النفسي عليه يمكن أن يؤدي إلى أضرار خطيرة، خاصة مع الجرعات الزائدة.
الأعراض السلبية لاستخدام LSD:
التأثيرات النفسية والجسدية الضارة:
عند تناول LSD، تبدأ التأثيرات في الظهور عادةً خلال 20 إلى 90 دقيقة. تشمل هذه التأثيرات النفسية و الجسدية، والتي قد تتراوح من متوسطة إلى خطيرة، ومنها:
• التأثيرات النفسية السلبية:
_ هلوسات بصرية وسمعية قد تؤدي إلى صعوبة التمييز بين الواقع والخيال.
_شعور بالانفصال عن الواقع أو وجود عالم موازٍ غير حقيقي.
_تغييرات في الإدراك الحسي قد تزعزع استقرار الشخص نفسياً.
_التأملات العميقة التي قد تتحول إلى تفكير مشوش ومربك.
_فقدان الإحساس بالزمن، مما يؤدي إلى مشاعر بالضياع.
• التأثيرات الجسدية السلبية:
_ زيادة غير طبيعية في معدل ضربات القلب، مما قد يسبب قلقاً وصعوبة في التنفس.
_ اتساع بؤبؤ العين مما قد يؤدي إلى رؤية مشوشة وغير واضحة.
_ تغيرات مفاجئة في درجة حرارة الجسم، ما يجعل الشخص يشعر بالبرودة أو الدفء بشكل غير مريح.
_ الغثيان والتعرق الذي يمكن أن يزيد من شعور الشخص بعدم الارتياح.
أعراض ما بعد استخدام LSD:
بعد انقضاء تأثير LSD، قد يشعر الشخص ببعض الآثار السلبية مثل الإرهاق الشديد أو التعب العقلي والجسدي. كما يمكن أن يعاني البعض من الصداع، الاضطرابات النفسية، صعوبة التركيز، والشعور بـ الارتباك الذهني، ما يؤثر على الأداء اليومي.
أعراض الجرعة الزائدة من LSD:
على الرغم من أن الجرعات الزائدة من LSD غير محددة بشكل دقيق، إلا أن تناول جرعة عالية قد يؤدي إلى:
• قلق شديد قد يصل إلى نوبات هلع.
• هلوسات مكثفة قد تسبب فقدان الاتصال مع الواقع.
• حالات ذهانية يمكن أن تستمر لفترة طويلة وتؤثر على الصحة العقلية.
مدة تأثيرات LSD:
عادةً ما تبدأ التأثيرات في الظهور خلال 20 إلى 90 دقيقة بعد تناول العقار. تصل الذروة بعد حوالي 2 إلى 3 ساعات، بينما يمكن أن تستمر التأثيرات الكلية لمدة تصل إلى 24 ساعة. في بعض الحالات، قد يستمر تأثير LSD على الإدراك لفترة أطول، مع ظهور نوبات هلوسة بين الحين والآخر حتى بعد أسابيع أو أشهر من التوقف عن استخدام العقار.
كيف يؤثر LSD على الدماغ؟
يعمل العقار بشكل رئيسي على مستقبلات السيروتونين في الدماغ، وهو ناقل عصبي يلعب دوراً كبيراً في تنظيم الحالة المزاجية والإدراك. من خلال التأثير على هذه المستقبلات، يتسبب LSD في تشويش التواصل العصبي بين الدماغ والأعصاب، مما يؤدي إلى التجارب المهلوسة القوية التي قد تكون مرهقة نفسياً. هذا التشويش في التواصل العصبي قد يُسبب تغييرات دائمة في التركيز الذهني والتوازن النفسي.
الرحلة الجيدة مقابل الرحلة السيئة:
تجربة LSD غالبًا ما يُطلق عليها تعبير “الرحلة”، ويمكن أن تكون الرحلة إما جيدة أو سيئة. بينما قد يبدو أن بعض الأفراد قد يختبرون تجارب إيجابية، فإن الآثار السلبية تكون أكثر شيوعاً وتأثيراً.
• الرحلة الجيدة قد تشمل:
_إحساسًا بالسلام الداخلي.
_تجربة مشاعر الفرح والتواصل العميق مع الذات والعالم.
• الرحلة السيئة قد تتسبب في:
_مشاعر القلق و الخوف الشديد.
_هلوسات ذهانية قد تجعل الشخص يشعر بالارتباك التام.
_انفصال عن الواقع يؤدي إلى الشعور بالضياع، _الارتباك العقلي، وفقدان السيطرة.
نظرًا لتأثر هذه التجارب بالحالة النفسية والمزاجية قبل تناول العقار، فإن الرحلة السيئة قد تكون أكثر شيوعاً مما يتوقعه البعض، كما قد ينجم عنها تأثيرات نفسية دائمة و شديدة.
المخاطر النفسية المرتبطة باستخدام LSD:
استخدام LSD بشكل متكرر يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل النفسية الخطيرة:
• الاكتئاب الحاد: يمكن أن يسبب LSD تغييرات دائمة في الحالة النفسية، مما يؤدي إلى مشاعر اليأس وفقدان الأمل.
• الاضطرابات الشخصية: قد يسبب تعاطي LSD تغييرات جذرية في شخصية الفرد وسلوكه.
• نوبات قلق وهلع: الاستخدام المفرط قد يؤدي إلى نوبات هلوسة وهلع مزمن.
• الميول الانتحارية: في حالات نادرة، قد يساهم LSD في زيادة الميل إلى السلوكيات الانتحارية بسبب تأثر الحالة النفسية بشكل كبير.
الوقاية وتقليل المخاطر:
لتقليل مخاطر LSD، يُنصح بتجنب تناوله دون إشراف متخصص أو مراقبة بيئة آمنة. من الضروري عدم دمج LSD مع مواد مخدرة أخرى أو الكحول، لأن ذلك يزيد من تأثيراته السلبية. في حالة حدوث أي آثار سلبية أو هلوسات قوية، يجب التوجه فوراً لطلب المساعدة الطبية.
التطبيقات العلاجية لعقار LSD:
رغم أن LSD يُصنف ضمن المخدرات الممنوعة، إلا أن هناك بعض الأبحاث تشير إلى إمكانياته في معالجة بعض الحالات مثل:
• الصداع النصفي.
• داء باركنسون.
• اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
• الاكتئاب المزمن.
تُجرى دراسات في بعض البلدان لفحص تأثيرات LSD في علاج هذه الحالات، لكن يبقى موضوع الاستخدام العلاجي مثيراً للجدل و مرفوضاً في الوسط العلمي و الطبي.
الخلاصة:
سواء كنت على دراية بـعقار LSD أو تسمع عنه لأول مرة، يجب أن تكون على علم بأن هذا العقار يحمل المخاطر الصحية والنفسية التي قد تكون دائمة وخطيرة. ورغم أنه قد يبدو مثيراً في البداية، إلا أن تأثيراته السلبية يمكن أن تؤدي إلى مشكلات نفسية حادة وأضرار طويلة الأمد.
المراجع:
https://www.drugs.com/illicit/lsd.html
https://www.healthline.com/health/lsd#methods
https://www.webmd.com/mental-health/news/20240326/fda-opens-the-door-clinical-use-lsd