توقفوا عن نصح الناس “بتوفير المزيد من المال” – إليكم النصيحة الرائجة
بقلم المستشارة ندى نصري
جميعنا سمعناها. النصيحة المالية المجردة: “فقط ادخر المزيد من المال.” نواياها سليمة، لكنها ذاتية. الادخار وحده لا يكفي — الأهم هو استراتيجيتك الاستثمارية.
خرافة الفراش (والمدخرات منخفضة العائد)
إن ادخار المال تحت فراشك (أو في حساب توفير منخفض الفائدة بالكاد يواكب التضخم) أشبه بالغرق في بحر من المياه يجرفك التيار. قد يزيد رصيدك الاسمي، لكن قيمته الحقيقية – ما يمكنك شراؤه – تتضاءل بمرور الوقت. التضخم هو اللص الصامت لمدخراتك.
قوة الاستثمار
وهنا يأتي دور “الكلمة المفتاحية” التي غالبًا ما يتم تجاهلها: الاستثمار. تتيح لك استراتيجية استثمارية مدروسة جيدًا، ومصممة خصيصًا لتحملك للمخاطر وأفقك الزمني، إمكانية تجاوز التضخم وتنمية ثروتك بشكل كبير من خلال سحر التراكم.
- التضخم يلتهم المدخرات: يتيح الاستثمار في محفظة متنوعة من الأصول، مثل الأسهم والسندات وحتى العقارات، فرصة نمو أموالك بمعدل يتجاوز التضخم تاريخيًا.
إذا أدّخرت 100 $ اليوم، قد تشتري بمقدار 102.70 $ فقط بعد عام . المال الذي تدخره فقط “يحصل على نفسه” – ولكن ما الذي تشتريه به غدًا؟ هذا هو التآكل الصامت لأموالك.
- الاستثمار المركب: العجيبة الثامنة: يُقال إن ألبرت أينشتاين أطلق على الفائدة المركبة اسم “العجيبة الثامنة في الدنيا”. كل دولار مستثمر يُنتج عوائد تُعاد استثمارها مجددًا، مُشكّلًا “عائدات على عائدات”. هذا التأثير يتنامى بمرور الوقت، ويُضخم نتائج الاستثمار بدلًا من مجرد ادخار المال.
- المخاطر الاستراتيجية مقابل الأمان الراكد: صحيح أن الاستثمار ينطوي على مخاطر. لكن البقاء نقديًا بالكامل ينطوي أيضًا على مخاطرة كبيرة – وهي احتمال فقدان القوة الشرائية بسبب التضخم.
الاعتماد المطلق على الحسابات النقدية المنخفضة العائد يعني تعطيل أموالك. الاستثمار المدروس منظمًا حسب تحملك للمخاطر وأهدافك، يحمي ثروتك من التآكل ويُبنيها.
الأمر لا يقتصر على مقدار ما تدخره، بل على أين تنمو
لذا، في المرة القادمة التي يُخبرك فيها أحدهم “بتوفير المزيد من المال“، اعترض عليه بلطف. اشرح له أنه على الرغم من أن الادخار أمر أساسي، إلا أن التخصيص الاستراتيجي لهذه المدخرات في أصول ذات قيمة متزايدة هو ما يُبني حقًا الأمان المالي على المدى الطويل.
إليك النصيحة الحقيقية:
- ضع ميزانية: اعرف أين تذهب أموالك.
- ادخر باستمرار: اجعل الادخار جزءًا لا يتجزأ من روتينك المالي.
- ثقف نفسك في الاستثمار: افهم فئات الأصول المختلفة واستراتيجيات الاستثمار.
- ضع خطة استثمار: صمّمها بما يتناسب مع أهدافك، وأفقك الزمني، وقدرتك على تحمل المخاطر.
- ابدأ الاستثمار مبكرًا (حتى بمبالغ صغيرة): الوقت في السوق أفضل من توقيت السوق.
- راجع وعدّل: سيتطور وضعك المالي وأهدافك، وبالتالي ستتطور خطة استثمارك أيضًا.
لننتقل من فكرة “ادخار المزيد” البسيطة إلى فكرة “الاستثمار الاستراتيجي” الأكثر تمكينًا وفعالية. ستشكرك نفسك في المستقبل.
ما رأيك؟ هل تتفق على أن استراتيجية الاستثمار أهم من مجرد معدل الادخار؟ شارك تجاربك ورؤاك في التعليقات أدناه!