هل شعرت يوماً بعدم قدرتك على تحريك ذراعك للأعلى ؟ أو عدم قدرتك على ارتداء ملابسك بسهولة؟ هل واجهت صعوبةً في مد ذراعك للخلف؟ ما سبب هذا الألم المرافق لتحريك ذراعك؟ هل هي مشكلة مرضية أم تشنجٌ خفيف وعرض عابر ؟
التهاب المحفظة اللاصق أو “الكتف المتجمد”:
مفصل الكتف هو مفصل كروي يحاط بغشاء زلالي يفرز السائل الزلالي الذي يسهل حركة المفصل ويغذي الأنسجة المحيطة به. ببعض الحالات قد يلتهب هذا الغشاء بسبب إصابة في الكتف أو جراحة في المنطقة أو أحيانا بلا سبب يذكر. مع مرور الوقت تؤدي هذه الحالة الالتهابية المزمنة إلى تندب الغشاء الزلالي وتقلص حجمه مما يحدد من حركة المفصل ويزيد الألم الناتج عن تحريكه. مما يسبب في النهاية صعوبة في أداء الأنشطة اليومية مثل رفع الذراع او مدها خلف الظهر.
الأسباب والعوامل المساهمة:
الجراحات السابقة :
قد تسبب الجراحات في منطقة الكتف إلى التهاب المفصل وبالتالي تيبسه وتحدد حركته.
الإصابات في الكتف:
نلاحظ أن الحالة أكثر شيوعاً عند أولئك الذين ينغمسون في الرياضيات القتالية أو حتى فلاحي الأرض وأولئك المعرضين بشكل أو بآخر لإصاباتٍ وكسور في منطقة الكتف.
الأمراض المزمنة:
مثل السكري وأمراض الدرق والأمراض العصبية مثل باركنسون والتهاب المفصل الروماتيدي. هذه الأمراض لها دور في تفعيل الحالة الالتهابية للمفصل وتحديد حركته في نهاية المطاف.
قلة الحركة والخمول :
إذ لايمكن لمفاصل الجسم أن تبقى مرنةً كما هي إذا قلت الحركة فيها. مما يسبب تراجعاً في مرونة المفاصل.
التقدم في السن :
تلاحظ هذه الحالة بشكل أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم سن ال 50 بسبب قلة المفرزات من الغشاء الزلالي التي تسهل حركة المفصل.
الجنس :
تلاحظ هذه الحالة بشكل اكثر شيوعاً لدى النساء المتقدمات في السن.
الأعراض:
تبدا الاعراض تدريجياً
تتجلى المرحلة الأولى: بالألم المفاجئ الذي يكون محمولاً في البداية وتدريجياً وبطيء التطور ويظهر خاصةً في الليل وقد تستمر هذه المرحلة أسابيع الى أشهر.
المرحلة الثانية: تتجلى بتحددٍ واضح في حركة الكتف والذراع وفي هذه المرحلة يجد المريض صعوبةً في أداء الأنشطة اليومية مثل الاستحمام أو ارتداء الملابس كما تواجه النساء صعوبة حقيقية في ارتداء حمالة الصدر. وتستمر هذه المرحلة لمدة 4 الى 12 شهر ولكنها تختلف بين شخص لآخر.
المرحلة الثالثة ( التعافي ): تتعلق مدة هذه المرحلة بشكل أساسي بمدى التزام المريض بالعلاج الموصى به من قبل الطبيب وممارسته للتمارين المفروضة لزيادة مرونة المفصل. وتستغرق عادةً عدة أشهر إلى سنتين أو أكثر أحيانا.
العلاج:
العلاج الفيزيائي:
يعتبر العلاج الطبيعي من أكثر الأساليب فعاليةً في علاج الكتف المتجمد. يهدف العلاج الفيزيائي إلى تحسين مرونة المفصل وتقوية العضلات المحيطة به.
التمارين الرياضية:
تساعد بشكل كبير في علاج هذه الحالة حتى في المراحل المتقدمة منها ونذكر منها تمارين التمدد للعضلات الخلفية للكتف وعضلات الصدر.
مسكنات الالم:
يوصي الطبيب باستخدامها جنباً إلى جنب مع مضادات الالتهاب.
استخدام الكمادات الحرارية:
بهدف تخفيف الألم والتورم في محفظة المفصل.
الإبر الستيروئيدية:
نلجأ إليها في الحالات الشديدة وعند عدم فعالية مسكنات الألم. هذه الإبر من شأنها أن تخفف الألم والالتهاب على حد سواء.
الجراحة: نادراً مايتم اللجوء إليها إذ أنها أصلا احد مسببات الالتهاب. ولكن يكون هدفها في هذه الحالة تحرير المفصل وإصلاح التندب والضرر الحاصل بالانسجة.
الخلاصة:
حالة الكتف المتجمد هي حالةٌ شائعة وعكوسة ولا تستمر فترة طويلة إذا تم علاجها بالشكل المناسب. ويمكن الوقاية منها وتجنبها بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبالتدريج والتركيز على منطقة الذراعين والأكتاف بالإضافة للحصول على الراحة الكافية بين التمارين للاستشفاء.