الصيام ينطوي على مخاطر متعددة بالنسبة لمرضى السكري ( النوع الأول)، ومرضى السكري ( النوع الثاني)،
الذين لم يحسنوا التحكم في مستويات جلوكوز الدم، ومن أكبر مضاعفات السكري المحتملة التي قد يسببها الصيام؛ الهبوط الخطير في سكر الدم (فرط هبوط سكر الدم أو الهيبوجلايسيميا) ، والارتفاع الخطير في سكر الدم (فرط ارتفاع سكر الدم أو الهايبرجلايسيميا)، والحماض الكيتوني، والخُثرات الدموية والجلطات لدى مريض السكري.
في هذا المقال سنوضح تاثير الصيام في شهر رمضان على مستوى السكر في الدم وتتمثل ب 3 حالات :
1-فرط هبوط سكر الدم (الهيبوجلايسيميا)، وفرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرجلايسيميا)
فرط هبوط سكر الدم (الهيبوجلايسيميا) : هو انخفاض مستوى سكر الدم تحت المستويات الطبيعية ( أقل من 70 ملغم/ديسيلتر أو 3.9 مليمول/لتر)، وأما فرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرجلايسيميا) فهو ارتفاع مستوى سكر الدم فوق المستويات الطبيعية ( أكثر من 200 ملغم/ديسيلتر أو 11.1 مليمول/لتر)، والذي قد يؤدي إلى حدوث الحماض الكيتوني السكري (غيبوبة السكري) لدى المرضى المصابين بالنوع الأول من السكري.
2- غيبوبة السكر :
عندما لا تحصل خلايا الجسم على السكريات الكافية (جلوكوز)، فإنها تبدأ في حرق الدهون للحصول على الطاقة، وحينما يحرق الجسم الدهون بدلاً من الجلوكوز فإنه ينتج عن ذلك فضلات تسمى الكينونات، وهذه الكينونات قد تزيد من حموضة الدم، مما يشكل خطورة كبيرة على المريض كما أن الانخفاض الزائد للأنسولين، الناتج عن انخفاض كمية الغذاء التي تدخل الجسم نتيجة الصوم في رمضان، قد يضاعف من خطر الحماض الكيتوني السكري.
ويجدر القول بان مرضى السكري من النوع الاول ،هم الاكثر عرضة للاصابة بالحماض الكينوني ،ولاسيما اذا حصل تكرار لهذه الحالة قبل الصيام .
3- احتمال حدوث خثرات دموية
يحدث الجفاف نتيجة نقص كمية السوائل وشرب المياه ،والمتوقع طبعا نتيجة الصيام واخصة في فصل الصيف، حيث درجة الحرارة العالية و عدم تعويض كمية السوائل التي فقدت خلال ساعات النهار ضمن فترة الصيام ، مايؤدي لحدوث زيادة في لزوجة الدم والتي نزيد من احتمال حدوث جلطات دموية ،
لذا ينصح بزيادة شرب المياه لتعويض النقص في السوائل وتفادي حدوث الجلطات .
لذا ان كنت مريض سكري ،وتنوي الصيام في شهر رمضان الكريم ،ينبغي ان تكون لديك مراقبة دقيقة ودورية لحالتك الصحية ومستوى السكر لديك خلال ساعات الصيام ، فان كانت سليمة ولايوجد اي هبوط في السكر (الهيبوجلايسيميا) او حتى ارتفاع في مستوى السكر (الهايبرجلايسيميا) ،ف يمكنك اكمال الصيام طبعا وبدون اية مشاكل ، اما اذا لاحظت حدوث تغيير في منسوب السكر وضعف عام فاننا ننصحك بقطع الصيام والافطار على الفور .
وهنا يجدر بنا القول ، ان الصوم له فوائد عديدة ،ولكن اذا كانت لديك حالة مرضية معينة وخاصة داء السكري بانواعه ،
فانه من الجيد ان نراعي هذه الحالة ونزيد من كفاءة جسدنا بالتغذية الجيدة والمناسبة،ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ،و الحفاظ على تناول السوائل بشكل كافي ،لما له من اثر كبير في تكوين الدم والانسجة الاخرى .
واخيرا ، جسدنا امانة لدينا ،ان نقدم العناية الكافية لانفسنا هو بمثابة خطوة دفع جيدة في طريق بناء بنية جسدية متينة ،تتحمل الصغوطات الحياتية اليومية ،وتحافظ على هيئة خارجية حسنة .