أصبحت المأكولات الشرقية اليوم تحتفل بتراثها الغني من خلال المزج بين الماضي والحاضر
تعتبر المأكولات الشرقية جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي لمنطقة الشرق الأوسط، حيث تعكس التقاليد العريقة والتنوع الغذائي الغني الذي يشمل مجموعة واسعة من الأطباق المميزة. على مر العصور، نجحت هذه المأكولات في الحفاظ على أصالتها مع تطور فني ومذاقي أضاف لها لمسات من الابتكار والحداثة، مما جعلها تواكب التغيرات وتستقطب محبي الطعام من جميع أنحاء العالم.
في دولة الإمارات، على وجه الخصوص، تتجسد التقاليد الغذائية في أطباق غنية بالنكهات والمكونات المحلية مثل التمر، والبهارات الشرقية، واللحم، والمأكولات البحرية. أطباق مثل “البهارات” الإماراتية، “المجبوس”، و”اللقيمات” تروي حكايات من الماضي، وتظل تحظى بشعبية كبيرة بين السكان المحليين والزوار على حد سواء. ولكن مع دخول الابتكار إلى عالم الطهي، بدأ الطهاة في تقديم هذه الأطباق بطريقة حديثة وجذابة، حيث يتم دمج مكونات غير تقليدية أو طرق طهي جديدة، ليظل الطعم مميزًا وفي الوقت نفسه مبتكرًا.
ومع انفتاح المنطقة على ثقافات متعددة، بات من الممكن العثور على فروع للمطاعم التي تقدم الطعام الشرقي التقليدي بلمسات عصرية، مما يتيح للزبائن تجربة جديدة لأطباق قديمة يتم تحضيرها باستخدام تقنيات الطهي الحديثة. ومع افتتاح مطعم أواني في أبوظبي، استطاع العديد من الطهاة في الإمارات والشرق الأوسط دمج أساليب الطهي التقليدية مع تقنيات الطهي الحديثة مثل استخدام تقنيات التحميص البطيء والطهي بالبخار، إضافة إلى التلاعب بعرض الأطباق بشكل فني وجمالي.
وكان حدث الافتتاح فرصة للاحتفاء بالفن التقليدي، حيث شهد الحضور عروضًا لفن الخط العربي وتصاميم مبتكرة لأوانٍ خزفية تحمل أسماء الضيوف، في تعبير واضح عن العلاقة بين المأكولات والفنون التي تحكي قصة التراث العربي. كما أضافت الأجواء المميزة للمكان لمسة فنية تجمع بين الدفء الشرقي واللمسات المعاصرة.
ورغم أن أواني يعد إضافة إلى المشهد الغذائي، إلا أنه يعكس التوجه الأوسع في المنطقة نحو تطوير مفهوم المأكولات الشرقية وتقديمها بأسلوب حديث يتماشى مع متطلبات الحياة العصرية، مما يعزز من مكانة المأكولات التقليدية في ظل التحديات الثقافية والعصرية التي تطرأ عليها.
وفي حين تسهم الابتكارات في فنون الطهي في الحفاظ على الأكلات الشعبية، بحيث تحتفظ بقيمتها الغذائية وتراثها العميق من خلال دمج المكونات الصحية مثل الحبوب الكاملة والخضروات العضوية مع إضافة نكهات غير تقليدية تعكس الذوق المعاصر، دون المساس بجوهرها الثقافي، ليتم أخيرا تقديم تجربة جديدة للذواقة في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط.