من الخوف من الاستثمار إلى خطة مالية واضحة

قصة ليث: من الخوف من الاستثمار إلى خطة مالية واضحة

بعد أن أنهى ليث دراسته الجامعية وبدأ عمله، جلس في أحد المساءات يفكر في مستقبله المالي.
كان يحلم بأن يكون لديه صندوق طوارئ يغطي مصاريف 6 أشهر إذا فقد عمله، وأراد أيضًا أن يدّخر لشراء منزل وأثاث جديد.
ورغم أنه لم يبلغ الثلاثين بعد، إلا أنه كان يعرف أن الوقت الأنسب للبدء بالتفكير في التقاعد هو الآن.

لكنه وقف حائر أمام سؤال كبير: ماذا أفعل بمدخراتي؟


تجارب الأصدقاء ومعضلة المخاطرة

في إحدى الجلسات، بدأ أصدقاؤه يشاركونه تجاربهم:

  • ندى قال بفخر: “تخيل! ضاعفت أموالي خلال سنة واحدة بعد أن اشتريت أسهم في فيسبوك.”

  • إياد أضاف: “وأنا ثلاثّيت أموالي بسرعة بعد أن استثمرت في نتفليكس.”

ليث تحمس، لكنه تذكر قصة عمه الذي كان يملك أسهماً في بوينغ.
ففي بداية 2020، انهارت الأسهم من أكثر من 300 دولار إلى أقل من 150 دولار خلال أشهر، وخسر جزءاً كبيراً من مدخراته.
وهنا سأل نفسه:
“هل الاستثمار في الأسهم مغامرة خطيرة؟ أم فرصة لتحقيق عوائد كبيرة؟”


الميزان: الأمان مقابل النمو  (معضلة المخاطر والعائد)

بدأ ليث يقرأ ويبحث. فاكتشف أن الاستثمار مثل الميزان:

  • الأمان موجود في الأدوات النقدية (حسابات توفير، ودائع قصيرة الأجل).

  • النمو موجود في الأسهم، لكن مع مخاطرة أكبر.

إذاً، كان عليه أن يوازن بين الاثنين (الاستراتيجية):

  • قصير المدى: صندوق طوارئ وادخار للمنزل → في أدوات منخفضة المخاطر العائد الخالي من المخاطر (Risk-Free Rate) → عائدها منخفض، لكنها آمنة جداً..

  • طويل المدى (تقاعد): هنا يمكنها أن تدخل سوق الأسهم وصناديق الاستثمار→ عائدها يمكن أن يكون مرتفعاً→ لكن مع مخاطرة أكبر وتقلبات في السوق.


الدرس الأهم: التنويع ليس خياراً  (اكتشاف بيتا (β))

أثناء بحثه، اكتشف ليث مفاهيم بسيطة لكنها أساسية.
ليث سمع لأول مرة عن مفهوم اسمه بيتا. يساعده يفهم تقلب السهم مقارنة بالسوق.

  • إذا كان السهم بيتا = 1 → يتحرك مع السوق.

  • إذا كان بيتا > 1 → يتذبذب أكثر من السوق (مخاطرة أعلى).

  • إذا كان بيتا < 1 → يتحرك أقل من السوق (أكثر استقراراً).

مثال: أسهم التكنولوجيا غالباً بيتا عالي (>1) ، بينما أسهم شركات المواد الغذائية عادة أقل
من 1.

فهم ليث أن عمه خسر كثيراً لأنه وضع ماله كله في سهم واحد عالي المخاطرة والذي كان متقلبًا بشكل كبير. هذا ما يسمى بـ “المخاطرة غير الممنهجة”، والتي يمكن تجنبها.

الحل؟ التنويع. لو كان عمه قد وزع استثماراته على محفظة متنوعة من الشركات في قطاعات مختلفة (مثل التكنولوجيا، الغذاء، والصناعة)، لكانت الخسارة أقل بكثير، بل وربما لكانت المحفظة قد حققت أرباحاً.

وهنا، سمع ليث عن صناديق المؤشرات لأول مرة، وهي صناديق تستثمر في كل الشركات الكبرى في السوق، مما يقلل المخاطرة بدلاً من الاعتماد على شركة واحدة.


علاوة المخاطرة (Risk Premium)

هي الفرق بين العائد المتوقع من السوق ككل وبين العائد الخالي من المخاطر.

  • إذا السوق يعطي 8% سنوياً، والعائد الخالي من المخاطر 3% → علاوة المخاطرة = 5%.

  • هذه العلاوة هي “المكافأة” مقابل تحمل تقلبات السوق.


لقاء ليث مع CAPM

وأثناء بحثه، صادف معادلة غيّرت طريقة تفكيره:

📌 CAPM – نموذج تسعير الأصول الرأسمالية
العائد المتوقع = العائد الخالي من المخاطر + بيتا × (عائد السوق – العائد الخالي من المخاطر)

ليث أعجب ببساطة الفكرة:

  • هناك عائد آمن تحصل عليه من السندات أو الودائع = الأساس الآمن.

  • فوقه تأتي علاوة المخاطرة، وهي المكافأة مقابل تحمل تقلبات السوق.
    (عائد السوق – العائد الخالي من المخاطر) = علاوة المخاطرة.

  • مقدار هذه العلاوة يعتمد على بيتا السهم أو المحفظة.


الخلاصة التي وصل إليها ليث

  • صندوق الطوارئ والادخار القصير → في أدوات آمنة لا تخسر قيمتها.

  • التقاعد والأهداف الطويلة → في محفظة متنوعة من الأسهم وصناديق المؤشرات، حيث يمكنها أن تطبق مبادئ CAPM لفهم العلاقة بين المخاطرة والعائد.

ابتسم ليث وهو يدون في دفتره:
” لا توجد أرباح كبيرة بلا مخاطرة، لكن التنويع والفهم العلمي مثل CAPM يساعدانني على اتخاذ قرارات أذكى.”

no
no

لقد ساعد الذكاء الاصطناعي في كتابة هذا المقال

اختار المشارك أن يبقى مجهولًا.

المعلومات المقدمة حول هذا الموضوع ليست بديلاً عن المشورة المهنية ، ويجب عليك استشارة أحد المتخصصين المؤهلين للحصول على مشورة محددة تتناسب مع وضعك. بينما نسعى جاهدين لضمان دقة المعلومات المقدمة وحداثتها ، فإننا لا نقدم أي ضمانات أو إقرارات من أي نوع ، صريحة أو ضمنية ، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو ما يتعلق بها الرسومات الواردة لأي غرض من الأغراض. أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات يكون على مسؤوليتك الخاصة. لا يمكن أن نتحمل المسؤولية عن أي عواقب قد تنجم عن استخدام هذه المعلومات. يُنصح دائمًا بالحصول على إرشادات من محترف مؤهل.