المهندس حسين بحري، بعد تخرجه كمهندس زراعي، عُين بوقت مكبر من حياته العملية في بلدية جدة للعمل في المجال التجميلي للحدائق هناك. ولكن بسبب عدم وجود بنية تحتية قوية آنذاك، ووجود العديد من التحديات، لم يجد نفسه في هذا المجال، وبعد 6 أشهر فقط، قرر ترك وظيفته الحكومية.
خلال فترة دراسته الجامعية، أجرى بحثًا حول مشروع تجاري، وعرضه على صاحب شركة ما، ما نتج عنه حصوله على عرض وظيفي براتب 1800 ريال كأول راتب له، كمراقب لحظيرة دواجن. في حين كان يتلقى حوالي 2000 ريال سعودي في وظيفته الحكومية السابقة، إلا أنه اختار الوظيفة الجديدة بدافع الشغف والرغبة في العمل في مجال يحبه، إضافة إلى التعرف عن كثب على العديد من الأسئلة، مثل: كيف يعيش الدجاج؟ ماذا يأكل؟ ماذا يشرب؟ ولفهم هذه الصناعة بشكل أعمق.
ونظرًا لارتباط ذلك بما تعلمه في الجامعة، بدأ في تطبيق ما تعلمه والتركيز على تطوير قدراته في هذا المجال، حيث ركز حياته المهنية بالكامل على تنمية مهاراته في صناعة الدواجن.
في عام 1982، تلقى اتصالًا من مكتب صالح كامل، رحمه الله، أحد أكبر رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية، حيث استقطبه للعمل معه لتأسيس القطاع الزراعي في مجموعته. حصل حينها على راتب يعادل 10 أضعاف راتبه السابق.
بعد سنوات من العطاء واكتساب الخبرة، قرر حسين بحري الاستقالة وتأسيس شركته الخاصة ورحلة بناء مزرعته، “الشركة العربية لأمات الدواجن”، وبدأ في بناء مجده. قرر إنشاء مشروع يخدم المملكة العربية السعودية فقط بالمرحلة الأولى، حيث أعد دراسة وخطة لإنتاج مزرعة صوص بياض، بهدف إنتاج 2.4 مليون صوص سنويًا لخدمة المنطقة.
بدأ بحضيرتين، ومع توسع الأعمال تدريجيًا، وصلت القدرة الإنتاجية لمزارعه إلى أكثر من 25 مليون صوص سنويًا. اليوم، تُعد شركته واحدة من أكبر شركات إنتاج الصيصان على مستوى الشرق الأوسط، حيث تنتشر في عدة دول بالعالم العربي وتعد عنصرًا أساسيًا في الأمن الغذائي لبعض الدول، بل وأن نجاحه في هذا القطاع تحديداً ساهم في الأمن الغذائى ليس لبلد واحدة فقط، إنما لعدد من البلدان العربية التي تعتمد على منتجات الشركة العربية للدواجن.
تعلمت من المهندس حسين أن العمل في القطاع الخاص يصقل التجربة ويطور المهارات ويوفر فرص التعلم المجانية، بشرط أن تكون لديك الرغبة والدافع للتعلم والتطور.
كما أدركت أهمية عدم الاستعجال في بدء رحلة الأعمال قبل اكتساب الخبرة والمعرفة الكافية، وفهم الشخص لنفسه واهتماماته بشكل أعمق قبل الخوض في التجارة، وأهمية التوازن بين الرغبة والقدرة.