الكثير من النساء تسعين للحصول على جسد مثالي ورشيق. البعض منهن يلجأ للطريق السهل وعمليات التجميل. والبعض الآخر يتخذ الطريق الأصعب وهو ممارسة تمارين المقاومة. ولكن هل ممارسة هذه التمارين يعطي أثراً إيجابياً دوماً على صحة المرأة؟ أم ان لها آثاراً سلبية ينبغي لنا التحقق منها؟
التأثيرات الإيجابية لتمارين المقاومة :
_على الدورة الشهرية:
_تنظيم الدورة الشهرية:
تساهم تمارين المقاومة في تنظيم إفراز هرمون الأستروجين الذي هو الهرمون الأساسي للدورة الشهرية.
وذلك عن طريق خسارة الوزن. حيث أن زيادة الكتلة الشحمية تسبب زيادةً مضطربة في إفراز هرمون الأستروجين. وبالتالي فإن خسارة الوزن تخفف من هذا الإفراز الزائد وتعيد التوازن الهرموني.
بنفس الوقت نلاحظ أن تمارين المقاومة تزيد من إفراز هرمون الأستروجين من المبيض عن طريق زيادة التدفق الدموي إلى تلك الغدد التناسلية وتغذيتها بالشكل الكافي لإفراز الهرمونات بالحد الصحيح وبشكل يتناسب مع الحفاظ على توازنٍ هرمونيٍ جيد في الجسم. نستطيع التماس هذا التأثير لتمارين المقاومة بشكل أكثر وضوحاً عند اللواتي يعانين من اضطرابات الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.
حيث نشهد انتظاماً ملحوظاً في وتيرة الدورة الشهرية على المدى الطويل من ممارسة تلك التمارين.
_على هرمونات الجسم :
_التستوستيرون:
عند ممارسة تمارين المقاومة يحدث تمزقٌ طفيف في الألياف العضلية، مما يحفز مستقبلات الهرمونات البانية في العضلات ومنها التستسترون.
كما أن زيادة الكتلة العضلية تتطلب إفراز المزيد من التستسترون لبناء العضلات والمحافظة عليها.
وإن تعريض العضلات للإجهاد ينبه الغدة النخامية لإفراز هرموني LH و FSH اللذان بدورهما يحفزان انتاج التستسترون من المبايض ومن غدة الكظر.
وإن زيادة الكتلة العضلية تقلل من تحويل التستسترون الى أستروجين بسبب الحاجة الزائدة للتستسترون لبناء العضلات
_الكورتيزول:
إن مستويات الكورتيزول العالية يمكن أن تؤثر سلباً على إنتاج الهرمونات LH و FSH التي تسهم بتنظيم الدورة الشهرية.
وإن تمارين المقاومة على وجه الخصوص ترفع في البداية من هرمون الكورتيزول في الجسم كونه الهرمون الذي يفرز عند الإجهاد. لكن مع مرور الوقت يتكيف الجسم مع مستوى معين من الإجهاد وتبدأ عندئذٍ مستويات الكوريتزول بالهبوط.
_الإندورفينات:
زيادة النشاط البدني تسهم في زيادة إفراز الإندورفينات في الجسم وهي مجموعة من الهرمونات التي لها دور في تخفيف الألم، تقليل التوتر، وتحسين المزاج. وهي تخفف بهذه الطريقة من اعراض الدورة الشهرية ومتلازمة ما قبل الطمث أو ال PMS . وتخفف من الاكتئاب والقلق المرافق لها.
_الأنسولين:
تمارين المقاومة يمكن أن تحسن من استجابة الجسم للأنسولين، مما يسهم في تحسين التوازن الهرموني بشكل عام. وإن تحسين الاستجابة للأنسولين يمكن أن يؤدي إلى تقليل مستوى الدهون في الجسم وزيادة إنتاج التستوستيرون.
_هل يمكن أن يكون لتمارين المقاومة تاثير سلبي ؟
الإجابة هي نعم. إذ إن الإفراط في ممارسة تمارين المقاومة يقود ببعض الحالات الى مشاكل صحية لدى المرأة ابرزها:
_انقطاع الدورة الشهرية أو تأخرها :
تحدث هذه الحالة عند ممارسة التمارين بشكل مكثف ومرهق فيرتفع عندئذ هرمون الكورتيزول بشكل غير طبيعي.
كما يمكن في بعض الحالات أن نرى نقصاً في نسبة الدهون تعادل نسبة %17 الى %20 وهي الحد الأدنى الطبيعي لنسبة الدهون في جسم الأنثى أما أقل من ذلك تصبح معرضةً لخلل في التوازن الهرموني وبالتالي انقطاع الدورة الشهرية أو تأخرها.
_اضطرابات الدورة الشهرية:
في بعض الحالات، قد يؤدي التدريب المكثف إلى تغيرات غير مرغوبة في الدورة الشهرية، مثل عدم انتظامها أو قصر مدتها. تحدث هذه الاضطرابات بسبب التوتر الجسدي أو النفسي الذي قد يكون ناجماً عن التدريبات الشاقة. كما أن التمارين المجهدة تقلل من مستويات الأستروجين والبروجسترون مما يسبب اضطراباتٍ واضحة في مدة الطمث أو نزول الطمث في وقت غير وقته.
_تأثيرات على الخصوبة:
إن ممارسة التمارين المجهدة على المدى الطويل بالإضافة إلى الحمية القاسية غير المدروسة تسبب فقدان عناصر غذائية هامة مما يؤثر بشكل واضح على مستوى الخصوبة. كما أن نقص الكتلة الدهنية في جسم الأنثى يسبب اضطراباً هرمونياً قد يقود لانخفاض هرمون البروجسترون وهو الهرمون المسؤول عن الإباضة مما قد يقلل من فرص الحمل والإنجاب.
_كيف يمكن تجنب التأثيرات السلبية؟
الاعتدال في التمرين:
من الضروري ممارسة تمارين المقاومة بشكل معتدل، بمعدل 3 أو 4 مرات في الأسبوع هو قدرٌ كافي للمحافظة على جسد رشيق وصحي دون الإجهاد في التدريب. ويجب أن يتضمن البرنامج الرياضي فتراتٍ كافية للراحة للسماح للجسم بالاستشفاء.
الحمية الجيدة:
يجب الحرص على تناول نظام غذائي متوازن متنوع يتضمن البروتينات الحيوانية والنباتية والكربوهيدرات والدهون الصحية والابتعاد عن النظام المحصور بالخضروات والسلطات للحفاظ على بنية جيدة من الكتلة العضلية والدهنية على حد سواء.
الخلاصة:
إنّ ممارسة تمارين المقاومة خيارٌ رائع للنساء للمحافظة على تناسق الجسم و جعله أكثر صحة ورشاقة، شريطة الاعتدال في ممارسة هذه التمارين وإعطاء العضلات فترة راحة كافية.