الغمازات هي تلك التجاويف الصغيرة التي تظهر على الخدين أو الذقن عند الابتسام، وهي من السمات التي تُعتبر مميزة في العديد من الثقافات حول العالم. تختلف الآراء حول الغمازات؛ فالبعض يعتبرها علامة جمالية تضاف إلى الوجه وتعزز من جماله، بينما يرى آخرون أنها تشوه خلقي. ولكن في الواقع، تعتبر الغمازات في الغالب من الظواهر الطبيعية التي لا تُعد تشوهًا خلقيًا، بل يمكن أن تكون علامة جمال، حسب الرؤية الثقافية والتقدير الشخصي.
الغمازات: من أين تأتي؟
الغمازات هي صفة وراثية تورث بشكل سائد, فإذا كان لدى كلا الوالدين غمازات، فإن الأطفال لديهم فرصة بنسبة 50-100٪ لوراثة جينات الغمازات. ومع ذلك، إذا كان أحد الوالدين فقط لديه جينات الغمازات، فإن فرص وراثة الأطفال لهذه الجينات تبلغ 50٪.
تسبب هذه الجينات تغيراً في شكل أو هيكل العضلات المؤثرة بها، فتكون حزم هذه العضلات غير متصلةٍ بشكل كامل أو تكون مشدودةً أكثر من اللازم, وعند الابتسام أو الكلام يظهر تجويف أو انخفاض صغير في تلك العضلات وهو مانصفه نحن “بالغمازة”.
الغمازات: هل هي تشوه خلقي؟
برغم أن البعض قد يعتبر الغمازات تشوهاً خلقياً، إلا أنها ليست كذلك، حيث أن التشوه الخلقي بالتعريف هو كل مايُحدِث تغيراً في أنسجة الجسم المختلفة بشكل يؤثر سلباً على فاعلية الجسم في الحياة اليومية أو مظهره بشكل عام، أما الغمازات على الجانب الاخر تعتبر تغيراً مميزاً في شكل الوجه لايؤثر على وظائفه الحيوية ولا على صحة الفرد العامة، لذلك لايمكن اعتبارها تشوهاً خلقياَ بأي شكلٍ من الاشكال. بل مجرد سمةٍ جمالية تختلف أذواق الناس بشأنها.
هل يمكن صنع الغمازات للطفل الرضيع ؟
تعد هذه الخرافة من أشيع خرافات الطب وأكثرها طرافةً. حيث يعتقد البعض أن الضغط بقوة على خدي الطفل الرضيع حديث الولادة جديرٌ بأن يصنع له غمازتين جميلتين طوال حياته. ويقول هؤلاء أن هذا الأمر ممكن بسبب ليونة “جلد” الطفل عند ولادته. إلا أن هذه المعلومة لاتمت للحقيقة بِصلة. فلا يمكن لعضلات وجه الطفل أن تتغير أشكالها بمجرد الضغط عليها قليلاً. فهي مصنوعةٌ من أليافٍ وحزم شديدة الارتباط ببعضها منذ تكوّن الجنين برحم الأم. ولايمكن إحداث أي تغيير بها بعد الولادة.
الغمازات علامة جمال، لكن لأيّ حدٍ قد يسعى الناس للحصول عليها ؟
في أغلب المجتمعات, شرقيةً كانت أم غربية، أصبحت الغمازات مصدراً جمالياً وعلامةً مميزة لحاملها, كما أنها تعطي للوجه سمة الوداعة واللطف والقبول, فقد ارتبطت هذه التجاويف الصغيرة منذ قديم الزمان بالجاذبية والجمال. إحدى الخرافات الظريفة عن الغمازات أن البعض يعتبر أنّ وجودها هو علامةٌ على أنّ الشخص طيب القلب, بريءٌ، نقي الروح. كما يعتقد كثيرون على أن حاملي الغمازات أكثر قدرة على جذب الانتباه والود من الاخرين.
ونتيجة لهذه التوجهات والآراء الإيجابية حول هذه السمة, بدأت شركات التجميل تتخذ هذا المفهوم لِبُعدٍ آخر, فأغلب شركات التجميل حالياً تقدّم خدمة “تصنيع الغمازات” جراحياً او باستخدام مناورات بإبر الفيلرز مُشركةً بالجراحة. هذه المساعي تدل على أن الغمازات أصبحت رمزاً حقيقياً للجمال وأصبح معظم الناس يسعون لحصول عليها كإضافةٍ مميزةٍ لملاحمهم.
وعلى الرغم من أن الغمازات تُعتبر علامة جمالية معظم الاحيان، إلا أنه قد يختلف تقدير الناس لها. فالبعض قد يشعر بأن الغمازات قد تكون محط تركيز غير مريح أو مشتتاً للانتباه بالنسبة لملامحهم الأخرى. وقد تكون الغمازات غير مرغوب فيها بالنسبة للبعض الذين يفضلون ملامح وجه أكثر استقامةً أو تساويًا، وفي بعض الحالات النادرة، قد يشعر الشخص بالقلق حيال شكل وجهه إذا كانت الغمازات كبيرة أو غير متناسقة.
وفي هذه الحالة قد يتجه بعض الأفراد إلى استشارة مختصين لإجراء تعديلات على شكل الوجه، سواء عبر جراحة تجميلية أو عمليات أخرى.
الخلاصة:
يختلف الناس في الأجناس والأشكال والألوان, لذا من الطبيعي أن تختلف أيضاً أذواقهم في الجمال, فالبعض يرى الغمازات كعلامة جمال فاتنة والبعض يراها تشوهاً في الوجه. لا ضير من الاختلاف والتميز. لكن يجب إنصاف هذه السمة طبياً والاعتراف أنها مجرد صفةٍ وراثيةٍ تتوارثها الأجيال. وهي بريئة بالكامل من نعتها بالتشوه.