نعلم أن التطور في العقدين الأخيرين زاد من فرص العمل ضمن المكاتب، فأصبحت أغلب الوظائف تعتمد اعتمادًا كاملاً على العمل أمام الحاسوب لساعات طويلة، وكثيرًا ما نسمع عن مضار الجلوس المتواصل على نفس الوضعية لفترات تمتد إلى ساعات دون توقف. في الحقيقة، هذا الكلام ليس مجرد إشاعات أو أحاديث متداولة بين الناس، بل إن الدراسات الحديثة جميعها أثبتت مضار الجلوس المتواصل أمام أجهزة الحاسوب واللابتوب. ولعل أشيع الآثار السلبية لهذا النوع من الأعمال هي أمراض القلب والأوعية، تراجع القدرة البصرية وأمراض العين، السمنة، الدوالي،الاكتئاب وانخفاض المزاج، وعلى رأس هذه الآثار آلام الظهر والرقبة.
● قد تتسبب هذه الأعمال بالإصابة بأذيات شتى في الظهر، وأهمها:
– الدسك في الفقرات القطنية أو الرقبية.
– تحدّب الظهر وتقوسه نتيجة الانحناء أثناء الجلوس.
– تشنجات عضلية مزمنة وتيبّس في الظهر.
– تصلب الكولاجين الداعم لحركة الأوتار والأربطة نتيجة قلة الحركة.
– هشاشة العظام.
● ولعلّ أفضل السبل لتفادي هذه الإصابات هي ممارسة الرياضة، وخصوصًا تمارين المقاومة وعلى رأسها كمال الأجسام إذا مارسها المرء بطريقة صحيحة، فهي تعمل على تقوية العضلات وتصحيح قوام الجسم.
ولكن حتى نكون واقعيين في نقاشنا، نعلم أنّ أغلب العاملين في هذه الأنواع من المهن لا يستطيعون إيجاد الوقت أو الطاقة لممارسة الرياضة بعد انتهاء عملهم، خصوصًا مع تزايد ساعات العمل المطلوبة في الآونة الأخيرة. لذلك نستطيع أن نتوجه لأفضل السبل للوقاية والعلاج من هذه المخاطر من خلال مجموعة التعليمات البسيطة التالية:
– تجنّب إمالة الجسم للأمام أثناء العمل على المكتب.
-ضبط موقع الشاشة لتكون على استقامة خط النظر.
– وضع الكوع بزاوية 90 درجة.
– وضع الذراعين قرب الجنبين.
– دعم الظهر بوسائد مصنوعة خصيصًا للعمل المكتبي (يستطيع المرء الحصول عليها من الصيدليات أو المتاجر الإلكترونية المتخصصة).
– انتقاء الكرسي المريح والمناسب للجلوس لساعات طويلة.
– وضع القدم على الأرض بشكل مسطح بحيث يكون كامل المشط ملامسًا للأرض.
– القيام يوميًا بتمارين الإطالة المتحركة أو ما يسمى بالـ “Dynamic Stretch”.
– تجنب الجلوس تحت مسار المكيف لتفادي التشنجات العضلية الناتجة عن التغير السريع بدرجات الحرارة.
-أخذ استراحات سريعة كل نصف ساعة للقيام بحركة بسيطة ضمن المكتب.
● في النهاية يجب التركيز على مدى أهمية تطبيق التعليمات السابقة والتي يسهل علينا اتباعها، والتي قد تجنبنا الإصابة بعلل تلازمنا مدى الحياة، وألا نستهين بأي ألم غير مبرر والبحث في أسبابه وعلاجه تحت إشراف المختصين،كما علينا الالتزام بالفحوصات الطبية الدورية للاطمئنان على سلامة وصحة أجسامنا.
المصادر:
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov
https://academic.oup.com
https://www.healthline.com