نقص السمع عند الأطفال

هل أحسستِ يوماً بأن طفلك يجب أن يكون قد بدأ بترديد بعض الكلمات ولكنه تأخر في ذلك؟ هل أحسستِ بأن التفاته للأصوات يكون للعالية منها فقط؟ هل تنادينه كثيراً دون أن يلتفت إليك؟

عزيزتي الأم، إذا كانت تلك الأمور قد أثارت انتباهك لدى طفلك، دعيني أحدثك عن نقص السمع عند الأطفال كحالة صحية شائعة قد تكون المسبب لمثل تلك المشاكل لدى طفلك.

● ما هو نقص السمع عند الأطفال؟ 

هو نقص في وصول الإشارات الناجمة عن الأصوات إلى دماغ الطفل نتيجة وجود مشكلة في الطريق السمعي، قد تكون المشكلة موجودة على مستوى الأذن، أو على مستوى التوصيلات العصبية بين الأذن والدماغ. وبالنظر إلى السمع كحاسة أساسية من الحواس الخمسة لدى الإنسان، تلعب دوراً خاصاً لدى الأطفال في التطور اللغوي والمعرفي. يعتبر وجود نقص في السمع لدى الطفل مشكلة لها تأثير في حياة الطفل وتطوره المعرفي، تتطلب التعرف المبكر والعلاج الفعال لضمان تحقيق الأطفال لأقصى إمكانياتهم.

● أسباب نقص السمع عند الأطفال: 

قد ينتج نقص السمع عن مجموعة متنوعة من العوامل، منها:

1. الأسباب الوراثية:

بعض الأطفال يولدون مع استعداد وراثي لفقدان السمع بسبب عوامل وراثية. قد يكون لدى بعض الأطفال الذين لديهم سبب وراثي لفقدان السمع أفراد من العائلة يعانون أيضًا من فقدان السمع. قد يكون السبب إصابة الطفل بمتلازمة معينة، وهذا يعني أنه يعاني من حالات أخرى بالإضافة إلى فقدان السمع، مثل متلازمة داون أو متلازمة آشر.

2. العدوى:

يمكن أن تؤدي بعض العدوى أثناء الحمل، مثل الحصبة الألمانية، إلى نقص السمع عند الأطفال، أو قد تكون العدوى بعد الولادة مثل الإصابة بالتهاب السحايا.

3. إصابات الأذن:

إصابات الأذن المتكررة أو التهاب الأذن الوسطى يمكن أن تؤدي إلى فقدان السمع.

4. الضوضاء:

التعرض المستمر للضوضاء العالية يمكن أن يسبب تدهور السمع.

5. الأدوية:

بعض الأدوية، خصوصًا المضادات الحيوية، قد يكون لها آثار جانبية تؤثر على السمع.

يمكن أن يحدث فقدان السمع في أي وقت خلال الحياة – من قبل الولادة إلى سن الرشد.

● أعراض نقص السمع عند الأطفال: 

تختلف العلامات والأعراض التي تشير إلى نقص السمع من طفل إلى آخر. مثل:

1. لا ينزعج عند سماع الأصوات العالية.

2. لا يلتفت إلى مصدر الصوت بعد 6 أشهر من العمر.

3. لا ينطق بكلمات مفردة، مثل “دادا” أو “ماما” بحلول عام واحد من العمر.

4. يدير رأسه عندما يراك ولكن ليس إذا ناديت باسمه فقط.

قد تكون بعض العلامات الأخرى أكثر وضوحاً في مراحل لاحقة من عمر الطفل مثل:

1. تأخر الكلام.

2. عدم وضوح الكلام.

3. عدم اتباع التعليمات.

4. يقول كثيراً “هاه”.

5. يرفع صوت التلفاز أو الراديو إلى مستوى مرتفع للغاية.

وقد يخطئ البعض في فهم ذلك على أنه عدم انتباه أو تجاهل، ولكن قد يكون نتيجة لفقدان سمع جزئي أو كامل. يجب أن يصل الأطفال والرضع إلى مراحل متقدمة في كيفية اللعب والتعلم والتواصل والتصرف. قد يكون التأخر في أي من هذه المراحل المتقدمة علامة على فقدان السمع، أو أي مشكلة أخرى في النمو.

● تأثيرات نقص السمع على الطفل: 

يؤثر نقص السمع على الأطفال بطرق متنوعة، تشمل:

1. التطور اللغوي:

الأطفال الذين يعانون من نقص السمع قد يواجهون صعوبة في تطوير مهارات الكلام واللغة، مما قد يؤثر على قدرتهم على التواصل.

2. التفاعل الاجتماعي:

يمكن أن يؤدي نقص السمع إلى عزل الأطفال عن أقرانهم، مما يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية.

3. الأداء الأكاديمي:

قد يواجه الأطفال صعوبات في التعلم في المدرسة بسبب عدم قدرتهم على سماع التعليمات أو المناقشات.

4. الصحة النفسية:

يمكن أن يزيد نقص السمع من مشاعر القلق والاكتئاب لدى الأطفال، خاصةً إذا شعروا بالعزلة.

● متى تطلبين المساعدة؟ 

إذا لاحظت أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه لدى طفلك، فتحدثي إلى طبيب الأطفال الخاص بك. لا تنتظري وقتاً طويلاً.

● وسائل العلاج: 

تتضمن خيارات العلاج لنقص السمع عند الأطفال:

1. الأجهزة السمعية: يمكن أن تساعد الأجهزة السمعية في تحسين السمع للأطفال الذين يعانون من فقدان سمع خفيف إلى متوسط.

2. زراعة القوقعة: في حالات فقدان السمع الشديد، قد تكون زراعة القوقعة خيارًا فعالًا.

3. العلاج اللغوي: يساعد العلاج اللغوي الأطفال على تحسين مهاراتهم اللغوية والتواصل.

4. الدعم النفسي والاجتماعي: يمكن أن يساعد الدعم النفسي والاجتماعي الأطفال وأسرهم في التكيف مع فقدان السمع.

● كيف يمكن الوقاية من نقص السمع عند الأطفال؟

فيما يلي بعض النصائح للأمهات للمساعدة في منع فقدان السمع عند أطفالهن:

1. التمتع بحمل صحي.

2. تأكدي من حصول طفلك على جميع لقاحات الطفولة بانتظام.

3. أبعدي طفلك عن مستويات الضوضاء العالية، مثل الألعاب الصاخبة جداً.

4. يجب اختبار الأطفال حديثي الولادة بحثاً عن فقدان السمع والصمم بعد الولادة بفترة وجيزة من أجل البدء في تلقي العلاج على الفور. كلما بدأ الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع في الحصول على الخدمات في وقت مبكر، زادت احتمالية وصولهم إلى إمكاناتهم الكاملة.

● الخلاصة: 

بالنظر إلى كل ما سبق من معلومات، أصبح بإمكاننا القول بأن نقص السمع عند الأطفال قضية مهمة تتطلب الوعي والرعاية المناسبة، نظراً لما تحمله من تأثيرات على تطور الطفل وتفاعله مع المحيط. ومن خلال المتابعة والذهاب المبكر إلى الطبيب يمكن الحد من تأثيرها وعلاجها بحيث يتمكن الطفل من إكمال حياته بشكل طبيعي.

المعلومات المقدمة حول هذا الموضوع ليست بديلاً عن المشورة المهنية ، ويجب عليك استشارة أحد المتخصصين المؤهلين للحصول على مشورة محددة تتناسب مع وضعك. بينما نسعى جاهدين لضمان دقة المعلومات المقدمة وحداثتها ، فإننا لا نقدم أي ضمانات أو إقرارات من أي نوع ، صريحة أو ضمنية ، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو ما يتعلق بها الرسومات الواردة لأي غرض من الأغراض. أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات يكون على مسؤوليتك الخاصة. لا يمكن أن نتحمل المسؤولية عن أي عواقب قد تنجم عن استخدام هذه المعلومات. يُنصح دائمًا بالحصول على إرشادات من محترف مؤهل.