الاستيقاظ بمزاج سيء هو تجربة يمر بها الكثير منا. لا نرغب بالنهوض من السرير ونتمنى العودة إلى النوم مرة أخرى بدلاً من مواجهة الحياة والأشغال التي فيها. هذا الأمر يؤثر على إنتاجيتنا وسلوكنا خلال النهار، مما يجعل من الضروري معرفة الأسباب وراء هذا المزاج السيء وكيفية التعامل معه بشكل صحيح.
الأعراض |
تختلف مظاهر هذه المزاجية من شخص إلى آخر، ومن يوم إلى آخر، ولكن أبرز هذه المظاهر :
-لا تملك الطاقة لبدء يوم.
-تشعر بالإنزعاج والإحباط.
-صعوبة في الاستيقاظ والنهوض من السرير في الصباح.
-صعوبة في مواجهة المهام البسيطة، مثل الاستحمام أو إعداد القهوة.
-عدم الانتباه أو نقص التركيز.
-نقص الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقاً
-مشاعر الفراغ.
-تغييرات في الشهية (عادةً تناول المزيد أو أقل من المعتاد).
-النوم المفرط (النوم لفترة أطول من المعتاد).
الأسباب |
هنالك العديد من الأسباب التي تؤثر في هذا المزاج الصباحي، مع اختلافها من شخص إلى آخر، ومن أهمها :
¶ إيقاع الساعة البيولوجية
يعمل جسم الإنسان وفق إيقاع ساعة بيولوجية على مدار اليوم. فسطوع ضوء الشمس يسبب إفراز هرمون الكورتيزول الذي يمنحنا نشاط لبدء النهار. وفي الليل يتحفز إفراز هرمون الميلاتونين الذي يخبرنا أن وقت الراحة والنوم قد حان.
لذا قد يكون المزاج السيء في الصباح ناتج عن خلل في إيقاع هذه الساعة، مما يؤدي إلى فوضى في إفراز الهرمونات ومن ثم خلل في تعامل جسمنا معها.
الأشخاص الذين يعيشون مع الاكتئاب الصباحي أو المزاجية الصباحية قد يكون لديهم خلل في منطقة (ما تحت المهاد)، وهي الجزء من الدماغ الذي يساعد على تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية. بالإضافة إلى أن الإنترلوكين-6 ( IL-6 ) لديهم قد يكون مرتفع, وهو مشعر أو علامة من علامات الالتهاب متهم بأنه يخل إيقاع ساعتنا البيولوجية.
¶ قلة النوم وجودته
أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الاستيقاظ بمزاج سيء هو قلة النوم أو عدم جودته. فالنوم الجيد ضروري لاستعادة الطاقة وتجديد النشاط. عندما لا يحصل الجسم على الكمية الكافية من النوم أو عندما يكون النوم متقطعًا، فإن ذلك يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق عند الاستيقاظ.
¶ العادات الغذائية
تلعب العادات الغذائية دورًا كبيرًا في كيفية شعورنا عند الاستيقاظ. تناول وجبة عشاء ثقيلة أو غير صحية قبل النوم يمكن أن يؤثر سلباً على جودة النوم. كما أن تناول الكافيين أو السكر بكميات كبيرة في المساء قد يؤدي إلى صعوبة النوم والشعور بالقلق، مما ينعكس على المزاج في الصباح.
¶ الضغوط النفسية
تعتبر الضغوط النفسية والتوتر من العوامل الرئيسية التي تؤثر على المزاج. فالأفكار السلبية والمشاكل اليومية قد تتراكم وتؤدي إلى الشعور بالقلق والاكتئاب. عندما يستيقظ الشخص وهو يحمل هذه الضغوط، فإنه غالباً ما يشعر بالإنزعاج وعدم الرغبة في بدء اليوم.
¶ الروتين الصباحي
يمكن أن يؤثر الروتين الصباحي بشكل كبير على المزاج. إذا كان الروتين مملاً أو مرهقاً، فقد يؤدي ذلك إلى شعور الشخص بعدم الرغبة في القيام بأي نشاط. من المهم أن يكون هناك توازن في الروتين الصباحي، مع إدراج بعض الأنشطة التي تعزز الطاقة الإيجابية.
¶ البيئة المحيطة
تلعب البيئة المحيطة دوراً مهماً في تحديد المزاج عند الاستيقاظ. إذا كانت الغرفة مظلمة أو غير مرتبة، فقد يشعر الشخص بعدم الراحة. كما أن الضوضاء الخارجية أو وجود أشخاص متوترين في المنزل يمكن أن يؤثر سلباً على المزاج.
كيفية التغلب على الاستيقاظ بمزاج سيء |
بعد عرض الأسباب لابد من بعض النصائح التي قد تساعدنا في التغلب على هذا المزاج الصباحي :
• الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.
• تناول الوجبات في أوقات منتظمة.
• الامتناع عن أخذ قيلولات طويلة.
•إنشاء بيئة تعزز النوم ومريحة عند الاستيقاظ (غرفة مرتبة مظلمة هادئة).
• تجنب المواد التي يمكن أن تمنع النوم الجيد، مثل الكافيين والكحول والتبغ.
• ممارسة الرياضة بانتظام (لكن تجنب التمارين الشاقة لمدة 4 ساعات على الأقل قبل موعد النوم).
• إضافة أنشطة تحفيزية في الصباح تحب أن تمارسها.
• تواصل مع عائلتك أو أصدقائك الذين تحبهم ليعطوك الدعم المناسب لتخطي هذه الحالة.
• عد الأشياء التي تشعر أنك ممتن لوجودها كل صباح يساعد جداً على تحسين المزاج الصباحي.
الخاتمة |
الاستيقاظ صباحاً بمزاج سيء يمكن أن يكون نتيجة لمجموعة متنوعة من العوامل. لكن من خلال فهم هذه الأسباب وتطبيق بعض الاستراتيجيات الفعالة، يمكن للأفراد تحسين مزاجهم عند الاستيقاظ وبدء يومهم بشكل إيجابي. تذكر أن كل يوم هو فرصة جديدة للتغيير والتحسين، وأن اتخاذ خطوات صغيرة نحو تحسين نمط حياتك يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية كبيرة على المدى الطويل.
المصادر |
www.webmd.com
www.healthline.com
www.psychcentral.com