الأسبرين أحد الأدوية التي كانت وما زالت من أكثر الأدوية استخدامًا، حيث تكاد لا تخلو حقيبة الأدوية لكل مسن من الأسبرين. يستعمل أغلب المتقدمين في السن الأسبرين بشكل يومي، ولكن هل تبادر إلى ذهنك يوماً ما هي الأخطار المترتبة على مثل هذا الاستخدام؟ هل يسبب استخدام الأسبرين اليومي مشاكل مع الوقت؟
صديقي القارئ، إن كنت من المستخدمين اليوميين للأسبرين، أو لديك شخص عزيز يستخدم الأسبرين دائمًا، وتريد أن تعرف ما هي الأخطار المتعلقة بهذا الاستخدام، فابق معي لكي نتعرف على بعض هذه الأخطار بعد التعرف سريعًا على الأسبرين، وفوائده.
● ما هو الأسبرين؟
الأسبرين هو دواء مضاد للالتهاب، يتبع إلى فصيلة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ويستخدم كمسكن ألم، وخافض للحرارة، ومضاد التهاب. يتمتع الأسبرين أيضًا بالقدرة على منع تخثر الدم من خلال تأثيره على الصفيحات الدموية، ويظهر هذا التأثير تحديدًا باستخدام جرعات بسيطة من الأسبرين، الأمر الذي جعله من أهم مضادات التخثر المستخدمة لدى غالبية المرضى.
● ما هي فوائد استخدام الأسبرين؟
1. تخفيف الألم والحمى:
الأسبرين هو مسكن فعال للألم ويستخدم بشكل شائع لتخفيف الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل، والصداع، وآلام العضلات. كما أنه يساعد في خفض حرارة الجسم.
2. الوقاية من الأمراض القلبية:
تظهر الأبحاث أن تناول الأسبرين بجرعات منخفضة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى المسنين، خاصةً أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من الأمراض القلبية. هناك شقان من الوقاية هما:
– الوقاية الأولية:
هذا يعني أنك لم تصب بنوبة قلبية أو سكتة دماغية قط. لم تخضع لجراحة مجازة الشريان التاجي أو قسطرة الشريان التاجي مع وضع دعامة. لم تصب بانسداد الشرايين في رقبتك أو ساقيك أو أجزاء أخرى من الجسم. لكنك تتناول الأسبرين يوميًا لمنع مثل هذه الأحداث القلبية.
– الوقاية الثانوية:
هذا يعني أنك أصبت بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بالفعل، أو أنك تعاني من مرض معروف في القلب أو الأوعية الدموية. أنت تتناول الأسبرين يوميًا لمنع النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. إن فائدة العلاج بالأسبرين يوميًا في هذه الحالة معروفة جيدًا.
3. خصائص مضادة للالتهاب:
يمتلك الأسبرين خصائص مضادة للالتهاب، مما يجعله مفيدًا في علاج حالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
4. تحسين الدورة الدموية:
يساعد الأسبرين في تحسين تدفق الدم عن طريق منع تجمع الصفائح الدموية، مما يقلل من خطر تجلط الدم.
● كيف يمكن للأسبرين منع النوبة القلبية؟
يؤثر الأسبرين على كيفية تجلط الدم. عندما ينزف الشخص، تتوجه خلايا التخثر التي تُسمى الصفائح الدموية إلى موقع الجرح. تساعد الصفائح الدموية في سد الفتحة في الأوعية الدموية. وهذا يوقف النزيف. طبعًا، هذا هو العمل الأساسي للصفيحات، ولكن في بعض الأحيان تحدث مثل هذه الجلطات داخل شريان القلب التالف. تمنع الجلطة تدفق الدم إلى القلب وتسبب نوبة قلبية، أي تمنع تروية القلب بالدم اللازم لإبقائه على قيد الحياة. إن الإصابة بحالة تسمى تصلب الشرايين (التصلب العصيدي) تزيد من خطر الإصابة بهذه الأنواع من الجلطات، ونظرًا لأن الأسبرين يقلل من عمل التخثر، فمن المعتقد أن العلاج بالأسبرين يوميًا قد يمنع حدوث نوبة قلبية.
● ما هي الأخطار المترتبة على الاستخدام اليومي للأسبرين؟
1. المخاطر المرتبطة بالنزيف:
من أبرز المخاطر المرتبطة باستخدام الأسبرين هي زيادة احتمالية النزيف، خاصةً في المسنين الذين قد يعانون من مشاكل صحية أخرى، أو يتناولون أدوية أخرى تزيد من خطر النزيف. هذا النزيف قد يسبب ما يلي:
– السكتة الدماغية النازفة:
تنجم عن انفجار أحد الأوعية الدموية. حيث إن الأسبرين يوميًا يمكن أن يساعد في منع السكتة الدماغية المرتبطة بالجلطة، إلا أنه قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النازفة.
– نزيف الجهاز الهضمي:
يزيد تناول الأسبرين يوميًا من خطر الإصابة بقرحة المعدة. إذا كنت تعاني بالفعل من قرحة نازفة أو نزيف في الجهاز الهضمي، فقد يؤدي تناول الأسبرين إلى المزيد من النزيف. قد يكون النزيف مهددًا للحياة.
2. التفاعلات الدوائية:
قد يتفاعل الأسبرين مع أدوية أخرى يتناولها المسنون، مما يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها. من المهم استشارة الطبيب قبل بدء استخدامه.
3. مشاكل المعدة:
يمكن أن يسبب الأسبرين تهيجًا في المعدة، مما قد يؤدي إلى قرح أو نزيف. المسنون أكثر عرضة لهذه المضاعفات، خاصةً إذا كانوا يتناولون الأسبرين بجرعات عالية أو لفترات طويلة.
4. تأثيرات على الكلى:
قد يؤثر استخدام الأسبرين على وظيفة الكلى، مما يسبب مضاعفات لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كلوية سابقة.
5. رد فعل تحسسي:
إذا كنت تعاني من حساسية تجاه الأسبرين، فإن تناول أي جرعة من الأسبرين يمكن أن يؤدي إلى حدوث رد فعل تحسسي خطير.
6. تناول الأسبرين يوميًا قد يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم لدى كبار السن.
إذا كنت تتناول الأسبرين وتحتاج إلى إجراء عملية جراحية أو عمل أسنان، فتأكد من إخبار مقدم الرعاية الصحية. قد تحتاج أنت ومقدم الرعاية الصحية إلى اتخاذ خطوات لمنع النزيف المفرط. لا تتوقف عن تناول الأسبرين دون التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.
● الخلاصة:
ختامًا، وبعد التطرق إلى المخاطر المتعلقة بالاستخدام اليومي للأسبرين، أود القول بأن الأسبرين سلاح ذو حدين، فهو مفيد للوقاية من مخاطر النوبات القلبية والجلطات الدماغية، ولكن في نفس الوقت له مجموعة مساوئ قد تتغلب في بعض الأحيان على محاسنه، لذلك ولكي نتجنب استخدام الأسبرين بشكل مضر لصحتنا، لا بد من التواصل الدائم مع الطبيب وإطلاعه على كل أمر، والعمل بنصائحه كي لا يتحول الأسبرين من سلاح مفيد إلى سلاح ضدنا.