الشغف هو الدافع الأساسي لتحقيق النجاح و السعادة في حياتنا اليومية. لكنه قد يتلاشى أحيانا نتيجة لضغوطات الحياة, الروتين, أو التحديات المستمرة, و عدم وضوح الأهداف. مع ذلك, فقدان الشغف لا يعني النهاية, بل هو فرصة لإعادة التفكير و تطوير طرق جديدة لتحفيز الذات و استعادة الحيوية و كسر الروتين.
يمكن استعادة الشغف و تجديد الحماس باعتماد أساليب متعددة تعيد لك طاقتك الداخلية و تساعدك على استكمال مسيرتك. و هذا ما سنتحدث عنه في مقالتنا هذه.
أولاً, تقنيات لتحفيز الذات و استعادة الشغف:
- التصور الإيجابي: يبدأ بتخيل النفس في المكان أو الحالة المراد الوصول لها. فالتصور الإيجابي ليس خيالاً, بل أداة قوية لتحفيز العقل. يمكن تطبيقه عبر:
- تخيل الشعور عند تحقيق الهدف المحدد و التفكير بالسعادة الناتجة عن ذلك.
- استغلال بضع دقائق يومياً لتصوّر النفس في حالة النجاح, و يمكن بذلك ملاحظة زيادة في الحافز للسعي وراء تحقيق تلك الصورة.
- وضع أهداف صغيرة: عند وضع أهداف كبيرة, قد يسبب ذلك الشعور بالإرهاق أو فقدان الحافز لكثرة الصعوبات, حينها من الجيد تقسيم الهدف إلى أهداف أصغر يمكن تحقيقها بشكل أسهل. على سبيل المثال:
- بدلاً من محاولة إنهاء مشروع كامل, يتم وضع خطة و إكمال جزء صغير منه, و من ثم إكمال باقي الأجزاء بالتدريج.
- بهذه الطريقة, كل جزء يتم إنهاؤه سيعطي إحساساً بالإنجاز, مما يعيد الشغف في الاستمرار.
- تغيير و تجديد الروتين: الحفاظ على روتين يومي ثابت قد يكون سبباً للملل و فقدان الحافز. و في هذه الحالة, يمكن تجربة:
- إضافة نشاط جديد إلى الروتين اليومي, مثل تعلم هواية جديدة أو ممارسة الرياضة.
- تغيير مكان إنجاز المهام و تجربة طرق مختلفة لإتمامها, مما قد يعطي شعوراً بالتغيير و الحماس من جديد.
- تقبل الفشل على أنه جزء من النجاح: الفشل أو الصعوبات و التحديات ليست عائقاً, بل درساً للتعلم منه. يجب تقبل الفشل كفرصة للنمو, و تحويل الأخطاء إلى خطوات تقود إلى النجاح.
ثانياً, العناية بالنفس لتحفيز النفس:
- الراحة النفسية و الجسدية: الإرهاق أحد أهم أسباب فقدان الشغف, و لذلك:
- يجب الحرص على النوم عدد ساعات كافٍ يومياً.
- ممارسة رياضات التأمل أو اليوغا لتصفية الذهن.
- أخذ الاستراحات القصيرة لتجديد الطاقة خلال اليوم.
- إدارة الوقت بشكل صحيح: إن إدارة الوقت و تقسيم اليوم إلى فترات عمل وراحة من شأنه أن يوجِد الوقت للتركيز على الأنشطة اليومية التي تعيد الشغف و الإلهام. كما أن لإدارة الوقت دور في تقليل التشتت و التخلص من المهمات و المقاطعات غير الضرورية أثناء العمل, مما يخفف الضغط و يقلل التعب.
- مكافأة النفس: عند تحقيق أي هدف, مهما كان صغيراً, من الجيد أن تكافئ نفسك على نجاحك في الوصول له. وظيفة هذه المكافآت هو أن تعطيك الدافع للاستمرار.
ثالثاً, البحث عن الدعم و الإلهام:
- الإلهام من الآخرين: النظر إلى نجاحات الآخرين و قصصهم من الممكن أن يجدد الشغف مرة أخرى. فمثلاً:
- البحث عن قصص لأشخاص تغلبوأ على صعوباتهم و تحدياتهم و استطاعوا تحقيق أهدافهم, سيعطي حافز و أمل في الوصول إلى الأهداف.
- طلب الدعم: إن التحدث مع الأصدقاء أو العائلة قد يساعد في إيجاد الدافع و الحافز لاستعادة الشغف. لا يجب الخوف من التحدث مع الآخرين عن هذه المشاعر, إذ يمكن أن تكون هذه المحادثات نقطة انطلاق لفهم أعمق لأسباب الملل.
خاتمة:
إن استعادة الشغف ليست مهمة مستحيلة, لكنها رحلة تحتاج إلى البدء بخطوات صغيرة و تركيز على تحفيز الذات, سواء من خلال تصور النجاحات, أو تحديد أهداف قابلة للتحقيق, و حتى أخذ فترة استراحة لتغيير الروتين, و بذك يمكن لكل فرد أن يجد طريقه لإعادة شغفه.
تذكر دائماً أن التحفيز النابع من ذات الشخص هو السبيل لتحقيق أي شيء ترغب فيه.