التقران الزهمي هو حالة جلدية شائعة وعلى الرغم من أن التقران الزهمي ليس سرطانًا، إلا أنه قد يتشابه في مظهره مع بعض الأورام السرطانية الجلدية مثل الميلانوما، مما يجعل من المهم أن يتمكن الأطباء والمرضى من تمييزهما لضمان التشخيص الصحيح واتخاذ الإجراءات المناسبة بأسرع مايمكن.
ما هو التقران الزهمي؟
التقران الزهمي هو حالة جلدية تدل على وجود بقع بيضوية أو مستديرة الشكل بلون بني أو أسمر أو أسود. وتكون مغطاة بقشور دهنية خشنة الملمس تشبه إلى حد كبير ملمس الشمع الجاف. وتظهر بدايةً بشكل مسطح مماثل لمستوى سطح الجلد ذات ملمس مخملي ناعم وقد تكون صغيرة للغاية ثم ترتفع مع مرور الوقت وتشكل قشرتها المميزة. وتمتاز قشرتها باحتوائها على الكيراتين. وهو نفس البروتين الذي يمنح الأشعار والأظافر صلابتها. وهذا ما يمنح قشرتها منظر الفقاعات الصغيرة أو الثآليل. ويمكن أن تنمو إلى حوالي 1 إنش أو 2,5 سم بالعرض. يمكن أن تظهر هذه البقع في أي مكان على سطح الجلد. وعلى وجه الخصوص في أماكن التعرض للشمس مثل الوجه والعنق والصدر والظهر وقد ترى بشكل أقل شيوعاً على الأطراف. ولا ترى أبداً على راحتي اليدين والأخمصين. وقد تنمو في مكان واحد أو قد تظهر بشكل مجموعات.
هل التقران الدهني هي حالة قبل سرطانية؟
يسمى أحيانا التقران الدهني بأورام البشرة. لكن هذا لا يعني أنه حالة سرطانية، حيث أن الشامات والثآليل هي أيضًا أورام جلدية. ومصطلح الأورام الجلدية يعني مجموعة الأنسجة التي تنتج عن تراكم الخلايا غير الطبيعية الناتجة عن النمو الشاذ للأنسجة الموجودة بالبشرة، أما التقران الدهني فهو يحدث عادة بسبب تراكم خلايا الجلد الميتة الحاوية على صبغة الميلانين، مما يؤدي إلى ظهور بقع أو نتوءات سمراء على سطح الجلد. وهو لا يعتبر سرطاناً ولا عامل خطر للإصابة بالسرطان. وهو غير ضار ولا يحتاج معالجة، ولكن يمكن إزالته إذا كان مزعجاً.
صورة توضح حالة تقران زهمي/دهني/مثي مع قشرتها الشبيهة بملمس الشمع:
ما الأسباب ظهور التقران الدهني؟
الوراثة:
الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي أكثر عرضة لهذه الحالة. لذا نرى أن حوالي نصف حالات التقران الدهني المتعدد تحدث ضمن العائلات، مما يشير إلى أن الميل إلى الإصابة بالعديد منها قد يكون وراثيًا.
البشرة الفاتحة:
أثبتت الدراسات أن هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى ذوي البشرة البيضاء أو القمحية. أما بالنسبة إلى أصحاب البشرة الدَّاكنة ، يُمكن أن يظهر عدد كبير من هذه الحطاطات على عظام الخدّ. وتسمى عندئذٍ ( الجُلاد الحَطاطيّ الأسود _ Dermatosis papulosa nigra)
التعرض لأشعة الشمس:
التعرض المديد للشمس خلال سنوات يزيد من حدوثها بسبب زيادة تصنيع الميلانين في خلايا البشرة العميقة.
التقدم بالعمر:
تظهر هذه الحالة بشكل رئيسي عند من يزيد عمرهم عن 40 سنة. يُقدر أن حوالي 80-90% من الأشخاص فوق سن الـ 60 يعانون من بعض أشكال التقران الزهمي. وتزداد أعدادهم مع تقدم العمر. وعلى الرغم من أنه نادرًا ما يظهر في سن مبكرة، فإن التقران قد يظهر في سن مبكر في بعض الحالات نتيجة لعوامل وراثية.
_جديرٌ بالذكر ان هذه الحالة ليست فيروسية أو بكتيرية. كما انها ليست معدية.
ما أعراض التقران الدهني ؟
لا تملك حطاطات التقران الدهني أعراض ولكن ببعض الأحيان قد يواجه البعض :
_حكة خفيفة عند بداية ظهور الحالة عندما تكون الحطاطة صغيرة وناعمة الملس.
_احمرار الجلد وتهيجه نتيجة الحكة.
_نزف جلدي نتيجة الحكة المبالغ فيها.
العلاج:
_تجميد الزوائد : باستخدام النيتروجين السائل (المعالجة بالبرد)
_تقشير سطح الجلد: باستخدام مخدر موضعي يتم تخدير المنطقة ثم يقوم الطبيب بكشط الحطاطة بشكل كافي. ويُستخدم التقشير أو الكشط مع الجراحة بالنتروجين السائل لعلاج الزوائد غير العميقة او المسطحة.
_الكي الكهربائي: باستخدام مخدر موضعي يتم تخدير المنطقة ثم يقوم الطبيب بكي الحطاطة باستخدام أداة كيّ كهربي. ويمكن استخدام هذه الطريقة وحدها أو مع الكشط، خاصة عند إزالة الزوائد العميقة أو السميكة.
كيف نميز بين التقران الزهمي والميلانوما؟
رغم أن التقران الزهمي والميلانوما قد يشتركان في بعض الخصائص مثل اللون الداكن أو الشكل غير المنتظم، إلا أن هناك عدة خصائص يمكن أن تساعد في التفريق بينهما
اللون والمظهر:
التقران الزهمي: يتراوح لونه بين البني الفاتح إلى الأسود بلون موحّد أو متدرج قليلاً، ويكون سطحه غالباً ذو ملمس خشن شمعي.
الميلانوما: تمتاز الميلانوما بالتعدد اللوني غير المتدرج غالبا. حيث نرى في الآفة الميلانومية الواحدة اللون الأسود والبني وفي بعض الأحيان الأزرق والاحمر. كما أن ملمسها قد يكون ناعما او مرتفعا عن سطح الجلد لكن لانجد فيها الملمس الشمعي غالبا.
صورة توضح حالة ميلانوما بألوان متعددة:
الحدود:
التقران الزهمي: يحتوي على حدود واضحة ومتجانسة، مما يجعله سهل التمييز.
الميلانوما: تملك الميلانوما حدود غير منتظمة غالبا، وقد توصف حدودها بال”مشرشرة” أو غير المتجانسة.
صورة توضح حالة ميلانوما بحدود مشرشرة:
الطبيعة والنمو:
التقران الزهمي: ينمو التقران الدهني ببطء ويبدأ بشكل حطاطة صغيرة مسطحة أو مرتفعة بعض الشيء حاكة ويظل ثابتًا لفترة أشهر الى سنوات حتى يتحول لونه ويكتسب الملمس الشمعي. لكن لاتوجد فترة زمنية محددة وواضحة له لدى الجميع.
الميلانوما: الميلانوما قد تظهر فجأة وتنمو بسرعة كبيرة. في بعض الحالات، قد يحدث تغير في الحجم أو الشكل خلال أسابيع او أشهر.
التغيرات المصاحبة:
التقران الزهمي: لا يملك أعراضاً ولا يسبب ألمًا أو نزيفًا او تهيجا إلا عند الحك المبالغ فيه للحطاطة الاولية.
الميلانوما: يمكن أن تترافق الميلانوما مع أعراض مثل الالم النزيف، التورم، أو الحكة. قد تظهر في البداية على شكل شامة أو نتوء، ولكن تتغير ملامحها بسرعة.
صورة توضح حالة ميلانوما نازفة_متعددة الألوان_مشرشرة:
التأثير على الجلد:
التقران الزهمي: غالبًا ما يبقى ثابتًا ولا يتسبب في أضرار كبيرة للجلد المحيط.
الميلانوما: على عكس التقران الزهمي، بحال لم تعالج الميلانوما فانها تنتشر إلى النسج المحيطة وتسبب ضررًا أعمق في الجلد وتصل بسرعة كبيرة الى الأعضاء الأخرى وعندها نكون امام حالة متقدمة من السرطان.
العدد:
التقرن الدهني: غالبًا ما يظهر بشكل متعدد..
الميلانوما: عادة ما تكون آفة منفردة.
متى يجب القلق؟
إذا لاحظت أي تغييرات غير طبيعية في الجلد أو في الشامات أو البقع الموجودة، إذا كانت البقعة الجلدية تزداد حجمًا بسرعة أو تظهر علامات مثل النزيف أو الحكة، يجب أن يتم تقييمها من قبل الطبيب. قد يحتاج الطبيب إلى إجراء فحص سريري دقيق، وأحيانًا أخذ خزعة من الجلد لتحليل الخلايا بشكل أكثر دقة، خاصة إذا كان هناك شك في أن البقعة قد لا تكون مجرد تقرن دهني.
