يتساءل الكثيرون حول فائدة المشي،حيث أن العديد من الناس تعتبر المشي خلال اليوم كالذهاب إلى العمل والتسوق سيراً على الأقدام رياضة لا بأس بها، وغيرهم يرى أن المشي ليس رياضة حقيقية والإنسان بحاجة لممارسة رياضة ذات جهد أعلى كي يحافظ على صحته وليحقق الغاية المرجوة من التمرين.
فهل فعلاً المشي ذو أثر إيجابي حقاً؟
وهلق يمكن الاكتفاء به؟
●في الحقيقة لا يمكن الإنكار أن المشي مفيد،وأنه يعود بتأثير إيجابي طبعاً على العظام وقوام الجسم واللياقة.
ولكن كي نكون دقيقين، فإننا لا نستطيع تصنيف المشي كرياضة حقيقية،والتفسير ببساطة هو أن الرياضات الهوائية والتي تسمى بال(cardio) تعتمد في حرق الدهون على مبدأ رفع نبضات القلب، واستهلاك سكر الدم للبدء بحلقة حرق الدهون.
وبما أن المشي حركة بطيئة ورتيبة،فإنها لا ترفع نبضات القلب إلى المستوى المطلوب، وبالتالي لن يعطي المشي أثر في حرق الدهون يوازي أثر باقي الرياضات كالجري وغيرها.
●ولكن بذات الميزان، لا نستطيع أن ننكر ـكما ذكرنا سابقاً-فوائد المشي، فبالتأكيد هو عملية تقوم بتحريك عضلات وعظام الجسم مهما كانت بطيئة،وبالتالي سوف تقوم بحرق السعرات بالتأكيد، ولكن ليس بالكفاءة التي تؤهلها لتصبح رياضة حقيقية.
كما أن للمشي أثر فعال جداً بتقويم العمود الفقري وخصوصاً لأصحاب الأعمال المكتبية.
●هل يمكن تحويل المسافات المقطوعة يومياً سيراً على الأقدام في الحياة اليومية إلى رياضة مؤثّرة؟
بالتأكيد يمكن الاستفادة من المشي وتحويله إلى رياضة فعالة، وذلك عن طريق اتباع الخطوات التالية:
– المشي السريع، فزيادة سرعة الخطوات تساهم بزيادة الجهد المصروف خلال المشي وزيادة نبضات القلب وبالتالي حرق سعرات أكثر وزيادة في استغلال المشي اليومي في حرق الدهون.
– حمل بضع الأوزان أثناء السير بغرض زيادة صعوبة المشي كحقيبة الظهر أو الأوزان المجهزة للربط على المعصم أو الكاحل، لكن مع الانتباه ألا يكون الوزن مبالغ في ثقله كي لا تؤذي عظامك.
– المشي في طرق صعبة التضاريس أيضا بهدف تصعيب السير وزيادة الجهد، مثلا عن طريق المشي بالطرق المرتفعة كالهضاب.
– السير في الطبيعة، فهي تفتح مجال لتنفس الهواء الصحي وتصفية الذهن والتركيز على ضبط مسافة خطواتك خلال المسير.
●في النهاية، بالطبع عليك الالتزام بالمشي سواء كنت تمارس الرياضة أو لا،فهو مفيد لصحة القلب والرئتين ويزيد من نشاطك اليومي، كما له فائدة في تقليل استخدامك لوسائل النقل العامة والخاصة وبالتالي تخفيض نسب التلوث البيئي.
ولكن بالتأكيد عليك إدراك أهمية الرياضة على حياتك،وتخصيص وقت واضح ومستقل لها، فهي أساس الحياة الصحية نفسياً وجسدياً.