قصة شخصية حول اختيار ربطة عنق خضراء وكلمة رئيسية بالعربية في فعالية إنك أرابيا بالرياض، ولماذا العاطفة تتفوق على البيع الفريد في منطقتنا.
حين وقفت على مسرح حفل Best in Business التابع لـ Inc. Arabia في الرياض، لم تكن ربطة العنق الخضراء التي ارتديتها مجرد اختيار للموضة، بل رسالة نابضة بالمشاعر. ولأول مرة منذ زمن، ألقيت كلمتي الافتتاحية كاملة باللغة العربية.
لم تكن هذه اختيارات عابرة، بل كانت أفعالًا مقصودة محمّلة بالاحترام والانتماء والتواصل الثقافي. ففي منطقة تنبض بالإرث وتزدهر بالرمزية، كل تفصيل صغير له وزنه.
اللون الأخضر: أكثر من مجرد لون
اللون الأخضر في السعودية ليس عاديًا. إنه لون العلم، رمز الازدهار والنمو والوحدة. كان ارتدائي له بمثابة تحية صامتة للمملكة. كأني أقول: أنا أقدّركم، أحترمكم، ولست مجرد ضيف بل إنني منكم وفيكم.
الأمر يتعدى كوني فردًا. بل يشمل كل رائد أعمال في تلك القاعة، يبني حلمًا يخدم المنطقة. كانت ربطة العنق لغة بصرية مشتركة، تسبق الكلمات.
اللغة العربية: من العقل إلى القلب
كوني مديرًا تنفيذيًا عمل في قارات متعددة، اعتدت استخدام الإنجليزية كلغة أساسية. لكن هذه المرة، علمت أن العربية هي الخيار الصحيح.
التحدث بالعربية لم يكن عن الطلاقة فقط، بل عن الطلاقة العاطفية. عن أن تصل كلماتك للقلوب لا الآذان فقط. عن أن تُفهم بروحك، لا فقط بأفكارك.
لأننا في منطقتنا، تحرّك العاطفة الجبال. العلاقات تُبنى على الثقة والمشاعر، لا فقط على العروض التقديمية والمزايا التقنية.
USP مقابل ESP: الفرق بين البيع والعلاقة
لطالما تعلمنا أن مفتاح النجاح في الأعمال هو USP – أي العرض الفريد. لكن في السعودية والمنطقة، ما يُحرّك الناس ليس فقط ما تقدمه بل لماذا يهمهم. وهنا يظهر الفرق مع ESP – العرض العاطفي.
يمكنك أن تكون الأذكى في القاعة، لكن إذا لم تصل قصتك إلى القلب، ستُذكر فقط ببياناتك، لا بإنسانيتك.
عندما أسسنا 7awi، كان USP واضحًا: منصة عربية رقمية رائدة. لكن سر النجاح كان في ESP – نحن نحكي قصصًا تمس الناس. وهذا ما يصنع الولاء والثقة والانتماء.
وبالمختصر
النجاح لا يأتي فقط من الملاءمة السوقية، بل من الملاءمة الثقافية، واللغة العاطفية، والإشارات الرمزية.
ربطة عنق خضراء، خطاب بالعربية، وتركيز على القيمة الشعورية – لم تكن مجرد استراتيجيات، بل كانت جسورًا للقلوب.
لأن في منطقتنا، لا تُقاس العظمة بحجم الإنجاز فقط، بل بمدى الصدق في النية ودفء الرسالة وفي زمننا، نحتاج هذه الجسور أكثر من أي وقت مضى.