المؤثرون والناشطون… بين الحلم والتأثير الحقيقي!

كل شخص فينا يحمل في داخله حُلُمًا ما… رغبة في أن يترك أثرًا، أن يُحدث فرقًا، أن يُصغي إليه الناس، أو ببساطة… أن يُلهم ولو شخصًا واحدًا.

بعضنا يعرف هدفه بوضوح: أن يكون مؤثرًا، أن يتكلم فيُصغي الآخرون، أن يحضر فيترك أثرًا، لا مجرد حضورٍ عابر في زحام الأصوات. لكن أن تكون مؤثرًا حقيقيًا، فهذا لا يحدث صدفة، ولا يُصنع بين ليلة وضحاها، بل هو طريق طويل. يحتاج إلى التعلّم، والممارسة، والتجربة… وقبل كل شيء، إلى إيمان داخلي بأن لديك ما يستحق أن يُقال.

في البدء، كانت الكلمة. والكلمة هي أداتك الأولى. إن لم تستطع أن تتقن فن الحديث، أو تبني جملة تصل القلب، فلن تصل بأي وسيلة أخرى. لذلك تجد الذين يسعون ليكونوا مؤثرين يتعلمون فنون الحوار، الإقناع، وقوة الكلمة. فالمؤثر لا يصرخ ليُسمع، بل يهمس فيُتبع، كما قال الشاعر جبران خليل جبران  من لا يجد في نفسه الشجاعة ليهمس كلمة حق، لن يستطيع أن يصرخ بها في وجه الباطل“.

ولكن، من هو الناشط؟ ومن هو المؤثر؟

الناشط هو ذلك الشخص الذي يؤمن بفكرة أو قضية أو عدالة ما. يخرج أحيانًا إلى الشارع، ينظم حملات توعوية، أو يقف مدافعًا عن حقوق المهمشين. قد يكون شابًا سياسيًا يحلم بوطن عادل، أو امرأة تُناضل من أجل بيئة أنظف، أو حتى شابًا في حي صغير يحاول إصلاح واقع التعليم في مدينته.

أما المؤثر، فهو من يستخدم منصات التواصل الاجتماعي ليصل إلى جمهوره، قد يُعلّم، يُرفّه، يُثقّف، أو يُلهم. لكنه يُدرك أن رصيده الحقيقي هو الأثر الذي يتركه، لا عدد المتابعين فقط. وقد اختصر المؤلف الأمريكي سيمون سينك أثر القائد الحقيقي بقوله  القائد الجيد لا يُلهم الناس ليتبعوه هو، بل ليؤمنوا بأنفسهم” وهذا ينطبق على المؤثرين اليوم.

بعض المؤثرين يجد شغفه في الموضة أو الجمال، وبعضهم يضيء دروب المعرفة أو التقنية، وبعضهم يتحدث عن المجتمع والناس ويحمل هماً أكبر من عدد الإعجابات والمشاهدات.

ما الذي يجعل المؤثر مؤثرًا؟
ليس عدد المتابعين، ولا كثرة المنشورات، بل بعض الأدوات غير المرئية التي يبني بها صورته وحضوره وأهمها:

  1. فن السؤال: حين تطرح الأسئلة، تفتح الحوار. حين تستمع، يشعر المتابع أنه ليس مجرد رقم، بل إنسان حاضر في الحوار. يقول سقراط الأسئلة هي مفاتيح المعرفة.”
  2. لغة الجسد: جسدك يتحدث قبلك، نظرتك، نبرة صوتك، وقفتك… إما أن تقول “أنا واثق” أو “أنا متردد”. فتعلّم أن تتحدث بكل كيانك، لا بلسانك فقط.
  3. البساطة: الناس يحبّون من يُشبههم، من يخاطبهم بلغتهم، ويفهم مخاوفهم. أن تكون بسيطاً لا يعني أن تكون ساذجًا، بل أن تلامس العمق بأسلوب واضح وسهل. يقول أينشتاين إذا كنت لا تستطيع شرح فكرتك لطفل، فأنت لم تفهمها بعد.”
  4. التواصل والانفتاح: ما فائدة كل هذا التأثير إذا لم يعرف الناس كيف يصلون إليك؟ في عالم رقمي سريع، لا يكفي أن تُبهر… بل عليك أن تُجيب وتكون حاضراً للناس، وتُبقي قنوات التواصل مفتوحة.

مستقبل التأثير: إلى أين؟

اليوم، لا يمكن إنكار أن للمؤثرين مكانة كبيرة في العالم الرقمي. شركات تسوّق عبرهم، أفكار تنتشر من خلالهم، ومجتمعات تتشكل حول محتواهم. ورغم أن شكل المنصات قد يتغير، وأن نوعية المحتوى قد تتبدل، إلا أن ظاهرة “المؤثرين” لن تختفي، بل ستتنامى، ما دامت الكلمة الصادقة تجد طريقها، وما دام هناك من يستمع.

ختامًا: أن تكون مؤثرًا لا يعني أن تبحث عن الضوء فقط، بل أن تتحمل مسؤولية كل ما تقوله وتفعله. أن تُلهم الناس لا ليتبعوك، بل ليؤمنوا بذواتهم وقدرتهم على التغيير…فإذا أردت أن تكون مؤثرًا حقيقيًا، ابدأ بنفسك، واصنع الفكرة، وتعلّم كيف تعبّر عنها، ثم انطلق إلى العالم… واترك أثرًا يبقى.

yes

لقد ساعد الذكاء الاصطناعي في كتابة هذا المقال

المعلومات المقدمة حول هذا الموضوع ليست بديلاً عن المشورة المهنية ، ويجب عليك استشارة أحد المتخصصين المؤهلين للحصول على مشورة محددة تتناسب مع وضعك. بينما نسعى جاهدين لضمان دقة المعلومات المقدمة وحداثتها ، فإننا لا نقدم أي ضمانات أو إقرارات من أي نوع ، صريحة أو ضمنية ، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو ما يتعلق بها الرسومات الواردة لأي غرض من الأغراض. أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات يكون على مسؤوليتك الخاصة. لا يمكن أن نتحمل المسؤولية عن أي عواقب قد تنجم عن استخدام هذه المعلومات. يُنصح دائمًا بالحصول على إرشادات من محترف مؤهل.