يحدث سرطان الثدي بشكل رئيسي عند النساء، لكنه قد يصيب الرجال أيضًا. لا يدرك كثير من الناس امتلاك الرجال أنسجة ثدي، بل ويستغرب معظمهم فكرة إصابة سرطان الثدي للذكور. يحدث سرطان الثدي عندما تتكاثر خلايا الثدي بصورة غير طبيعية، وعادةً ما تشكل هذه الخلايا ورمًا قابل للجس. يكون الورم خبيثًا (سرطانيًا) إذا غزت الخلايا الأنسجة المحيطة أو انتشرت إلى مناطق بعيدة من الجسم.
يملك كلا الفتيان والفتيات حتى سن البلوغ (حوالي 9 أو 10 سنوات في المتوسط) كمية صغيرة من أنسجة الثدي. تتكون هذه الأنسجة من بضع قنوات تقع تحت الحلمة واللعوة (المنطقة المحيطة بالحلمة). ينتج مبيض الإناث عند البلوغ هرمونات أنثوية، ما يؤدي إلى نمو قنوات الثدي وتشكل الفصيصات. يملك الذكور -حتى بعد البلوغ- مستويات منخفضة من الهرمونات الأنثوية، ولهذا لا تنمو أنسجة الثدي لديهم. تحتوي أنسجة الثدي لدى الرجال على قنوات مع عدد قليل من الفصيصات -إن وجدت.
تعتبر الأنواع التالية أشيع أنواع سرطان الثدي لدى الذكور كما هو الحال لدى الإناث:
السرطان القنوي الغازي: تنمو الخلايا السرطانية خارج القنوات إلى أجزاء أخرى من أنسجة الثدي، وقد تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
السرطان الفصيصي الغازي: تنتشر الخلايا السرطانية من الفصيصات إلى أنسجة الثدي المحيطة، وقد تنتشر هذه الخلايا إلى أجزاء أخرى من الجسم.
سرطانة قنوية لابدة موضعية: هو أحد أشكال سرطان الثدي، ويعتبر من الأنواع السرطانية غير الغازية؛ حيث تبقى الخلايا السرطانية ضمن بطانة القنوات فقط دون غزو الأنسجة المحيطة أو أعضاء الجسم الأخرى.
ما هي أعراض سرطان الثدي عند الرجال وكيف يشخص؟
تشمل أعراض سرطان الثدي لدى الرجال ما يلي:
· الإحساس بكتلة في الثدي: تكون عادةً صلبة وغير مؤلمة ولا تتحرك داخل الثدي.
· غؤور الحلمة للداخل.
· خروج إفرازات من الحلمة، وقد تكون تلك الإفرازات مدماة أحيانًا.
· ظهور قرحة أو طفح جلدي حول الحلمة لا يختفي بمرور الوقت.
· تصبح الحلمة أو الجلد المحيط قاسي أو أحمر أو متورم.
· الإحساس بنتوءات صغيرة في الإبط (غدد متورمة).
قد يشتبه الطبيب بالمرض اعتمادًا على القصة المرضية والفحص السريري. وبناءً على ذلك، قد يطلب بعض الاختبارات الدموية والإجراءات التشخيصية؛ وهذا قد يتضمن التصوير بالأمواج فوق الصوتية والأشعة السينية والطبقي المحوري. وفي النهاية يشخص المرض اعتمادًا على الخزعة النسيجية المأخوذة من الكتلة المشتبهة.
ما هي عوامل الخطر؟
تزيد العديد من عوامل الخطر احتمال إصابة الذكور بسرطان الثدي. مع ذلك، لا يعني امتلاكك بعض عوامل الخطر أنك ستصاب حكمًا بسرطان الثدي. تتضمن تلك العوامل ما يلي:
· التقدم في السن: يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع التقدم في السن. تشخص معظم سرطانات الثدي لدى الذكور بعد سن الخمسين.
· الطفرات الجينية: تزيد بعض التغيرات الموروثة (الطفرات) في جينات معينة -مثل BRCA1 وBRCA2– من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
· قصة عائلية للإصابة بسرطان الثدي: يكون خطر إصابة الرجل بسرطان الثدي أعلى إذا كان أحد أفراد الأسرة المقربين مصابًا بسرطان الثدي.
· العلاج الإشعاعي: يرتفع خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال الذين خضعوا للعلاج الإشعاعي للصدر.
· العلاج الهرموني: تزيد الأدوية الحاوية على الإستروجين من خطر الإصابة بسرطان الثدي. قد تستخدم هذه الأدوية في بعض الأحيان لعلاج سرطان البروستات.
· متلازمة كلاينفلتر: هي حالة وراثية نادرة يملك فيها الذكر كروموسوم X إضافي. قد يؤدي هذا إلى إنتاج الجسم لمستويات أعلى من هرمون الإستروجين وأقل من هرمون الأندروجين.
· أمراض الخصيتان: قد تؤدي أذيات الخصية الرضية أو تورمها أو إزالتها إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
· تشمع الكبد: تنخفض في تشمع الكبد مستويات الأندروجين وترتفع مستويات الإستروجين لدى الرجال، وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
· زيادة الوزن والسمنة: يكون الرجال البدينين والمتقدمين في السن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي مقارنةً بالرجال ذوي الوزن الطبيعي.
كيف يعالج سرطان الثدي لدى الرجال؟
يعتمد علاج سرطان الثدي لدى الرجال على مدى انتشاره، وتشمل العلاجات الممكنة ما يلي:
· الجراحة لإزالة أنسجة الثدي المصابة وبعض العقد من الإبط.
· العلاج الإشعاعي.
· العلاج الكيميائي.
· بعض الأدوية الأخرى كالتاموكسيفين والتراستوزوماب.
يخضع العديد من الرجال لعملية جراحية يتبعها علاج واحد أو أكثر من العلاجات الأخرى؛ وهذا يساعد في قتل باقي الخلايا السرطانية، وقد يقي من عودة المرض في بعض الحالات.