يعاني معظم الأشخاص من ألم في إحدى الخاصرتين أو كليهما لمرة واحدة على الأقل في الحياة. بشكل عام، تنجم معظم الحالات عن مشكلة صحية بسيطة، ولكن قد يشير ألم الخاصرة المستمر أو الشديد إلى حالة خطيرة تتطلب الرعاية الطبية.
تمثل الخاصرة المنطقة الواقعة على جانبي العمود الفقري بين الأضلاع السفلية وعظام الحوض. تسبب العديد من الأمراض ألمًا في الخاصرة، وتعتبر الحصيات الكلوية والالتهابات البولية والإجهاد العضلي أشيع الأسباب المتهمة في إحداث هذا الألم. سنذكر في هذا المقال الأسباب الشائعة مع طرق العلاج والعلامات التي تستدعي الرعاية الطبية العاجلة.
ما الذي يسبب آلام الخاصرة؟
تسبب الكثير من العوامل ألمًا في الخاصرة، وسنذكر هنا بعض الأسباب الشائعة لذلك:
1. شد عضلي:
يعتبر الشد العضلي من أشيع أسباب آلام الخاصرة. قد تكون الآلام العضلية شديدة جدًا، لكن لا تعتبر شدة الألم مقياسًا لشدة الإصابة. يحدث الشد العضلي نتيجة الإرهاق الجسدي أو اتخاذ الجسم وضعية شاذة لفترة طويلة، كما قد يساهم في حدوث ذلك أسلوب الحياة الخامل.
2. التهاب المسالك البولية:
تحدث التهابات المسالك البولية عندما تدخل البكتيريا الضارة إلى المسالك البولية، وتصيب المثانة أو الإحليل أو الكلى. تبقى معظم الالتهابات في المسالك البولية السفلية، ولكنها قد تنتقل للأعلى مسببةً التهاب كلية. يصيب هذا النوع من الالتهابات النساء أكثر من الرجال.
تشمل أعراض التهاب المسالك البولية ما يلي:
· ألم في إحدى الخاصرتين أو كليهما.
· الإحساس بألم أو حرقة أثناء التبول.
· الحاجة المتكررة للتبول.
· الإحساس برغبة مفاجأة بالتبول.
· رؤية دم أو قيح في البول أو تغير لون البول.
· التعب العام وارتفاع الحرارة في حال حدوث التهاب في الكلية.
3. الحصيات الكلوية:
تعتبر الحصيات الكلوية أحد أشيع أسباب ألم الخاصرة وأكثرها إيلامًا. تختلف الأسباب المؤدية لتشكل الحصيات كما تختلف أنواع الحصيات وحجما وطريقة علاجها وتشخيصها. قد تشاهد الحصيات في أي مكان على طول مسار السبيل البولي؛ فقد تشاهد ضمن الكلية أو في الحالب أو المثانة. تكون الحصيات عادةً أحادية الجانب، ولكنها قد تكون ثنائية الجانب. تكون الحصيات الكلوية خطيرة في حال سببت انسداد في السبيل البولي؛ فهذا قد يؤدي إلى خسارة الوظيفة الكلوية.
4. الهربس النطاقي:
يصيب الهربس النطاقي عادةً جانب واحد فقط من الجسم، وهو عبارة عن عدوى فيروسية تسبب طفح جلدي مؤلم. قد يصاب أي شخص بهذا النوع من العدوى، ولكنه يشيع عند كبار السن ومضعفي المناعة.
يكون الألم عادةً أول أعراض الهربس النطاقي قبل ظهور الطفح، ولهذا قد يشخص المرض خطأً على أنه مشكلة كلوية في حال أصاب المرض الخاصرة. قد يشعر بعض الأشخاص بألم الهربس النطاقي دون ظهور أي طفح جلدي على الإطلاق.
5. مشاكل في البنكرياس أو الكبد:
قد تسبب أمراض البنكرياس والكبد ألمًا في الخاصرة، أو ألم بطني منتشر للخاصرة. تتضمن هذه الأمراض التهاب المرارة وانسداد القناة الصفراوية والتهاب البنكرياس بالإضافة إلى عدة أمراض أخرى. يحدث الألم الناتج عن مشاكل البنكرياس أو الكبد في الجانب الأيمن من الجسم.
6. فتق النواة اللبية:
تعرف هذه الحالة عاميًا باسم ديسك الظهر، بينما تعرف طبيًا باسم القرص المنفتق أو فتق النواة اللبية. قد تصيب هذه الحالة أي منطقة في العمود الفقري، ولكن تعتبر إصابة العمود الرقبي والقطني أشيع مواضع الإصابة. يسبب القرص المنفتق في العمود القطني ألمًا في أسفل الظهر أو أحد الخاصرتين، وقد ينتشر الألم للأطراف السفلية. يختلف علاج هذه الحالة بحسب درجة الإصابة؛ إذ تعالج الحالات الخفيفة بالتسكين والراحة فقط، بينما تتطلب الحالات الشديدة التدخل الجراحي.
ما هي طرق العلاج؟
يعتمد علاج ألم الخاصرة على السبب. قد تشمل خيارات العلاج ما يلي:
· المضادات الحيوية الفموية لالتهابات المسالك البولية، وقد يحتاج التهاب الحويضة والكلية المضادات الحيوية الوريدية في بعض الحالات. توصف المضادات الحيوية أيضًا في التهاب المرارة والطرق الصفراوية.
· تفتيت الحصيات أو استخراجها؛ وهذا يعتمد على حجمها.
· استئصال المرارة.
· الأدوية المضادة للفيروسات للهربس النطاقي.
· المرخيات العضلية الهيكلية ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية للألم العضلي.
· السوائل الوريدية والتسكين في حال التهاب البنكرياس.
· التدخل الجراحي في الحالات الشديدة من فتق النواة اللبية.
قد لا يحتاج الشخص إلى أي علاج في بعض الحالات؛ فقد تمر الحصيات الكلوية الصغيرة دون علاج، وقد تختفي الآلام العضلية بعد فترة قصيرة من الزمن.
متى يجب طلب الاستشارة الطبية؟
قم بزيارة مركز طبي أو اتصل بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك في الحالات التالية:
· استمرار الألم لأكثر من يوم، أو في حال كان شديد ومعيق لممارسات الحياة اليومية.
· وجود دم في البول أو ألم أو حرقة عند التبول أو كثرة عدد مرات التبول.
· المعاناة من إسهال أو إمساك أو انتفاخ.
· الشعور بحمى أو قشعريرة أو دوار.
· المعاناة من غثيان أو إقياء.
· رؤية طفح جلدي.
· وجود حمل.
· الإحساس بخدر أو تنميل في الطرفي السفليين.
يعتبر ألم الخاصرة أحد الأعراض الشائعة جدًا، ووجود الألم وحده لا يشير إلى السبب الأساسي، بل يتطلب الأمر عادةً معرفة الأعراض المرافقة الأخرى. يمكن علاج معظم أسباب آلام الخاصرة، لكن يحتاج العلاج المناسب تقييم طبي مفصل في بعض الأحيان.