زهرة اللوتس

إن اللوتس هي نوع من أنواع الزهور المائية المعمرة فهي زهرة خُلقت من الوحل والطين في الظلام ولهذا اعتبرها رمزاً للنجاح في البيئة القاسية ورمزاً فاصلاً ما بين الضعف والقوة وهي أيضاً بداية كل شيء جميل وجديد ، يطلق عليها عدة أسماء أخرى منها اللوتس الهندي أو اللوتس المقدس وكذلك تسمى بزنبق الماء،

ومن الجدير بالذكر أنّ أقدَمَ عملية إنبات لهذا الزهرة كانت بواسطة بذور عمرها 1300 سنة عثر عليها في شمال شرق الصين التي تعد حالياً البلد الرئيسي لإنتاج زهر اللوتس ..
تحتاج زهرة اللوتس إلى تربة طينية حاوية على الكثير من الأسمدة المفيدة ويشترط أن تكون هذه التربة مغمورة بالمياه ..
لوتس ( لوتاز ) باليونانية وتعني الجمال،
يرتبط معنى زهرة اللوتس بالعديد من الثقافات والحضارات القديمة
●كالحضارة الصينية:
فهي رمز للنقاء والكمال، تعتبر زهرة اللوتس أيضاً رمزاً للنزاهة والأخلاق النبيلة، ولهذا تجد كثيراً من الصينيين يعلقون لوحات اللوتس في قاعات الاستقبال، طلباً للسعادة وخير الأجيال القادمة بواسطة أشكال غصون وأوراق وزهور اللوتس النضرة . . .
آخر الأخبار التي لفتت انتباهي مشروع بناء استاد زهرة اللوتس في الصين رغم تفشي الفيروس بدأ يوم 16 أبريل هذا العام ..
وسيكلف حوالي 12 مليار يوان (1.69 مليار دولار) من أجل استكماله .. شاهدوا التصميم في الصور
● دلالة زهرة اللّوتس عند الهندوس ” سكان الهند ”
تعتبر زهرة اللوتس المقدسة للهندوس أكثر من كونها زهرة عادية، إنها الزهرة الأولى التي نوّرت مع بداية خلق الكون، فأصبحت رمزاً للسلطان الإلهي وعرش الكون.
إنها عنوان للخير والنقاء، وهيئتها رمز للجمال والخصوبة، وكثيراً ما تعني الخصوبة الأنثوية، كما تعني الخلق والانبعاث، ورمزاً للطبيعة المتجددة.
غالباًً ما تصور الآلهة لاكشمي آلهة المال والحظ عند الهندوس والجزء الأنثوي للآله فيشنو كامرأة جميلة لها أربعة أيدي وتقف على زهرة لوتس وتحمل بيديها زهرتي لوتس ..
واللوتس من أكثر الأزهار التي يحتفى بها في الهند منذ أزمان وحتى وقتنا الحاضر، ولها مكانة كبيرة في الفنون والثقافة الشعبية، وتلعب دوراً بارزاً في طقوس الديانات الهندية.
فاللوتس المقدسة هي زهرة البوذية أيضاً، وتحتل مكانة مهمة في الحكايات والأساطير المتعلقة ب”بوذا” مؤسس الديانة البوذية والذي جعل منه أتباعه إلهاً. فالاعتقاد الديني السائد أن بوذا جاء إلى الوجود من زهرة لوتس طافية على سطح الماء. وكثيرا ما يُصَّور بوذا متربعاً على عرش أساسه زهرة اللوتس، التي كان يحبها. ولقدسيتها عندهم تقول أساطيرهم: حيثما وطئت قدما بوذا الأرض، تفتحت زهرة لوتس. وهي لديهم عنوان لليقظة الروحية ورمز للنقاء والطهارة، فعندما ترتفع زهرة لوتس على المياه الطينية الموحلة التي تنمو فيها، تبقى محتفظة بنظافتها وجمالها. وعادة ما توضع رسومات زهرة اللوتس في المعابد البوذية.
وفي الهند أيضاً معبد اللوتس ، هو معبد يقع في دلهي في الهند، يعتبر المعبد الأم في جنوب آسيا. يفتح هذا المعلم أمام كل الأديان والعقائد، وبعيداً عن الطابع الديني للمعلم، حصل المعبد على عدة جوائز هندسية وطنياً ودولياً ..
● دلالة اللوتس في حياة المصري القديم :
في مصر لها أسماء مختلفة
فالأزرق منها اسمه ((سربد ))
والوردي ((نحب أو نخب ))
أما الأبيض اسمه ((سشن ))
ومن شديد عظمة هذه الزهرة تعتبر أحد نظريات نشأة الكون الخمسة عند المصريين حسب اعتقادهم أنها أول ما خُلِق أو خرج من الماء الأزلية الموجودة منذ بداية الكون .
بالإضافة إلى أنها ترتبط ببعض المعبودات في مصر كالآلهة (( رع )) إله الشمس عند المصريين وكان يُرمز له بقرص الشّمس ويُمثَّل أيضاً أولاد حورس الأربعة على زهرة لوتس حسب الرسومات في المعابد ..
وفي أحد الرسومات يظهر المصري القديم وكأنه في حالة تأمل وهو يشم اللوتس فحسب اعتقادهم أنّ استنشاق رحيق اللوتس يعني استنشاق رحيق الأبدية ، نستطيع أن نقارن هذه الحالة بأحد تمارين وجلسات التأمل برياضة اليوجا ..
حيث أثبتت الأبحاث التي أجريت على زهرة اللوتس المصرية الزرقاء أن لها تأثيرا على مخ الإنسان يؤدي إلى حالة من الاسترخاء العقلي تمكن الإنسان من الوصول إلى ما يعرف بالتنوير تلك اللحظة الفارقة والفاصلة بين النوم واليقظة ، كما أنها تنشط بعض من خلايا الحمض النووي الخاملة حيث أن نسبة الخلايا العاملة في الحمض النووي هي فقط 3% .
هل يكون هذا سبباً رئيسيّاً لكون المصري صانع المعجزات في بلاده ؟؟ حتى إننا نستغرب أن أحداً يمتلك كل هذه العلوم عن الفلك والرياضيات وووو… وكأنّه يرى مالا يمكن أن يراه بشراً عاديّاً .