يمكننا أن نعرّف الشيزوفرينيا Schizophrenia، أو ما قد يُعرَف ب” فصام الشخصية” أو “الانفصام” :
هو اضطراب عقلي مزمن و شديد، يؤثر في سلوكيات الفرد وأفكاره وشعوره.
لا تتعدد شخصيات المصاب، بل إنه يعاني من انفصال وظائف الدماغ بعضها عن بعض كالإدراك أو التعبير، وأول من عرّف الفصام كمرض عقلي منفصل كان الطبيب الألماني “إيميل كريبلن” ؛ وأسماه سكدزوفرينيا عام 1887، لكن هذا لا يعني أن المرض لم يوجد قبل ذلك فتدوينات الفراعنة في “كتاب القلوب”، سجلت ظهور الأعراض لديهم حيث تظهر في مرحلة المراهقة دون تنبؤ مسبق.
من أهم المشاهير والعلماء الذين عانوا من الإصابة: ألبرت آينشتاين، فنسنت فان جوخ.
وفي هذا المقال سنتعرف على أهم الاعراض وطرق العلاج:
•التشخيص
يتم تشخيص الفصام باستبعاد غيره من اضطرابات الصحة النفسية والعقلية، وإثبات أن الأعراض ليست ناجمة عن تعاطي المخدرات، أو الأدوية، أو حالة طبية. قد يشمل تحديد التشخيص على ما يلي:
الفحص الجسدي
يجب القيام به لاستبعاد مشكلات أخرى قد تكون مسببة في ظهور الأعراض، وللتحقق من كافة المشكلات المرتبطة.
الاختبارات والفحوص
يمكن أن تشتمل الفحوصات التي تستبعد الحالات ذات الأعراض المشابهة، وفحوصات الكحول والأدوية. كما يمكن أن يطلب الطبيب دراسات تصويرية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب.
التقييم النفسي
يتم الفحص بمساعدة الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية، الحالة العقلية حيث يتم ملاحظة المظهر والسلوك الخارجي، ثم السؤال عن الأفكار، والمزاج، والهلاوس، وتعاطي المخدرات، واحتمالية اللجوء إلى العنف والانتحار.
كما يمكن أن يشمل ذلك مناقشة لتاريخ العائلة النفسي والوراثي والتاريخ الشخصي.
معايير تشخيص الشيزوفرينيا، قد يستخدم الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية، المعايير الواردة في Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (DSM-5)، الذي نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية.
•الأعراض
يمكن التغلب على بعض من أعراضه نسبياً، وهنا سيتم التفرع إلى ثلاث اقسام :
1 • أعراض إيجابية
والمقصود بكلمة إيجابية ليس بإنها مفيدة، بينما تضيف أعراض للمريض ليست موجودة بالحالة الطبيعية.
1- الأوهام
وهي أفكار تراود المريض ويؤمن بها لدرجة شديدة لا يمكننا تغيير قناعاته حولها، قد تكون تلك الأوهام كالشعور بأنه خاضع للتحكم من قبل قوى خارجية أو خاضع للمراقبة طوال الوقت أو يرى أن أي حدث عادي من حوله يحمل رسائل سرية له فقط.
تصيب هذه الاوهام 4 من أصل 5 مرضى مصابين بالفصام عادةً.
2- الهلوسات
كالشعور بأي شيء غير موجودة بالواقع، قد تكون إما مرئية: ( هي تخيل رؤية أشياء غير موجودة بالواقع )
، أو سمعية: ( هي سماع أصوات أو أوامر وهي الاكثر شيوعاً).
تؤثر هذه الهلوسات على قدرة المريض على التمييز بين الواقع والخيال.
3- اضطراب الكلام
أي يقول المريض كلمات عشوائية لا معنى لها.
4- اضطراب التفكير
أي تصدر عن المريض تصرفات غير منطقية مثل أن يلبس معطف شتوي في الصيف.
2 • أعراض سلبية
اي يتم إنقاص بعض الوظائف العقلية او العادات الطبيعية، وتتميز في كلاً من :
1- انخفاض في الكلام والتعبير.
2- إنخفاض في المشاعر.
3- انخفاض في التحفيز.
وهي بالنهاية تؤدي إلى انسحاب من المجتمع والانقطاع عن البيئة المحيطة بالمريض.
3 • أعراض إدراكية
تتعلق بمشاكل في الذاكرة والقدرة على التعلم والانتباه.
وتفيد هذه الاعراض بتشخيص المرض، إذ أنه يجب الظهور على المريض عرض واحد ايجابي على الاقل مصاحب لعرض آخر إما ايجابي أو سلبي.
أما الأعراض الإدراكية فلا تعتبر مميزة لمرض الفصام إذ أنها تظهر في عديد من الأمراض العقلية الأخرى.
كما يجب ظهور الأعراض 6 شهور على الأقل حتى تعتبر تشخيصية للسكدزوفرينيا، ويجب التأكد من أنها غير ناتجة من أي أدوية أو مواد مهلوسة قد يكون تناولها المريض.
• من حيث السبب الفيزيولوجي
كما قلنا سابقاً لا يوجد سبب محدد للمرض لحد الآن، لكن يوجد عديد من النظريات التي تساعدنا في محاولة معالجة وفهم المرض.
أهم النظريات هي المتعلقة بالناقل العصبي “الدوبامين”، وُجد أن الدوبامين يتم التعبير عنه بشكل أكبر من الطبيعي لدرجة شاذة، حيث أن هذا الناقل مرتبط بالكثير من الوظائف بالجهاز العصبي المركزي، مثل الحركة والتعلم والانتباه والعاطفة، ويقول العلماء أن التعبير الزائد من هذا الناقل سوف يتسبب بتنشيط كبير للدماغ وخلق الأعراض الإيجابية.
• الأدوية
أهم الادوية التي تعطى لمحاربته Antipsychotics , Neuroleptic drugs
وتقسم إلى :
1- الأدوية النموذجية أو First generation أدوية الجيل الأول:
-المجموعة الأولى Phenothiazine derivatives :
•Thioridazine.
•Chlorpromazine.
•Fluphenazine.
-المجموعة الثانية Thioxanthene derivatives :
•Thiotixen.
-المجموعة الثالثة Butyrophenone derivatives :
•Haloperidol.
2- الأدوية اللانموذجية أو second generation أدوية الجيل الثاني :
تعتبر مثبطات أضعف لمستقبلات الدوبامين من أدوية الجيل الأول، ولكن مثبطات أقوى لمستقبلات السيراتونين من الأدوية النموذجية.
أهمها :
•Clozapine •Olanzapine •Quetipine •Loxapine
• Risperidone •Ziprasidone •Molindone
يوجد 4 تأثيرات أساسية :
+ علاجية
* التأثير المضاد للفصام: تقوم بتخفيض الأعراض الإيجابية.
* التأثير المضاد للقيء: تنتج عن الأدوية.
+ جانبية ضارة
* التأثيرات خارج الهرمية: تظهر هذه الآثار بسبب تأثير الأدوية على مستقبلات عصبية في مختلف مناطق الجهاز العصبي ليس المناطق المخصصة لعلاج الفصام فقط.
* التأثيرات الجانبية للأدوية: تتميز بأنها تعاكس التأثيرات خارج الهرمية مثل الامساك، الاحتباس البولي، ضرر في الرؤية، ونوع من الارتباك.
_ إضافة إلى الدعم النفسي والمعنوي،
لأن الحالة النفسية تلعب دوراً مهماً في التغلب على أعراض السكدزوفرينيا.
بحسب منظمة الصحة العالمية فإنه من كل 100 شخص هنالك واحد لديه فصام.
باختصار، يقوم المصابون به بتفسير الواقع بشكل غير طبيعي كما قد يسمعون أصواتًا غير موجودة، أو قد يعتقدون أن هناك من يحاول إيذاءهم، وغالبًا ما يصفه الأطباء بأنه نوع من الذهان، أي لا يكون دائمًا قادرًا على تمييز أفكاره الخاصة عن الأفكار التي تحدث في الحقيقة وهو ما يعرقل أداء الوظائف اليومية، ويمكن أن يسبب الإعاقة.
• المصادر والمراجع
https://www.nami.org/Support-Education/Video-Resource-Library/What-is-Schizophrenia
https://www.nimh.nih.gov/health/topics/schizophrenia/index.shtml.
https://psychiatryonline.org/doi/book/10.1176/appi.books.9780890424841