ظهرت السيارات الكهربائية كبديل للسيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، كونها بديلاً أكثر استدامة ومحافظة على البيئة من التلوث الناتج عن العوادم والكربون.
ومن هنا بدأ سباق بين دول العالم لتبني السيارات الكهربائية ومن سيكون الأسرع في التحول من سيارات الوقود إليها.
كما ظهرت منافسة قوية بين الشركات لتصنيع السيارات الكهربائية وتحقيق أعلى مبيعات فيها.
لكن ماذا عن دول الوطن العربي، هل تأخرت في تبني السيارات الكهربائية أم ماذا؟ في هذا التقرير الأرقام هي التي ستجيب.
السيارات الكهربائية في الإمارات
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول العربية تبنياً للسيارات الكهربائية، وذلك وسط خطط حثيثة تزيد من التحول إليها.
فقد كشفت هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) إن عدد المركبات الكهربائية في دبي وصل إلى 2,5929 سيارة بنهاية ديسمبر 2023.
وهو ما يمثل نجاح وتعزيز لخطط التنقل الأخضر باستخدام السيارات الكهربائية، فقد ارتفع هذا العدد من 15,100 مركبة كهربائية على طرق دبي في نهاية عام 2022، حسبما أفاد بيان سابق لهيئة كهرباء ومياه دبي في فبراير الماضي.
أهداف الإمارات الكهربائية
من المتوقع أن تنمو مبيعات السيارات الكهربائية العالمية بنسبة 29% أي إلى حوالي 16.5 مليون سيارة على الطرق، وهو ما يمثل أكثر من ربع سوق السيارات العالمية هذا العام، وفقا لتوقعات وحدة الاستخبارات الاقتصادية.
حيث تعمل دولة الإمارات على خفض البصمة الكربونية في قطاع النقل، وخفض استهلاك الطاقة في النقل بنسبة 40%، وخفض انبعاثات الكربون بمقدار 10 ملايين طن بحلول عام 2050، وزيادة حصة المركبات الكهربائية إلى 50% من إجمالي المركبات على الطرق بحلول عام 2050.
السيارات الكهربائية في السعودية
لا توجد إحصائيات رسمية حديثة لعدد المركبات الكهربائية بشكل دقيق في المملكة، ومع ذلك، تشير بعض التقديرات إلى أن عددها يتراوح بين 11 ألف و 15 ألف سيارة في يوليو 2023.
خطط السعودية الطموحة نحو الكهربة
تعد السعودية من الدول الرائدة في تبني السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط، حيث تسعى المملكة إلى تحقيق أهداف طموحة لخفض انبعاثات الكربون وتعزيز الاستدامة.
في العاصمة الرياض، من المستهدف أن ترتفع نسبة المركبات الكهربائية إلى 30% بحلول عام 2030.
ووفقًا للتقديرات الرسمية، من المتوقع أن يتجاوز العدد الحالي البالغ 2.7 مليون مركبة على الطرق السريعة في الرياض 3 ملايين بحلول عام 2030.
كما أن المملكة بدأت في بناء مصانع للسيارات الكهربائية مع شركاء عالميين، فقد تم بناء مصنعين لسيارات لوسيد في السعودية، بالإضافة إلى إنشاء علامة تجارية محلية وهي سير.
هذا سيساعد ذلك على تقليل اعتماد المملكة على الواردات وخلق فرص عمل جديدة وبالطبع توفير تنقل أكثر استدامة.
عدد السيارات الكهربائية في مصر
يقدر المتخصصون في الصناعة أن هناك ما بين 3500 إلى 4000 سيارة كهربائية على الطريق – ارتفاعًا من حوالي 1000 إلى 1800 في عام 2021.
وتسلط التقارير الأخيرة الضوء على الوجود المتزايد للسيارات الكهربائية على الطرق المصرية، مما يشير إلى التحول نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة وذلك وفق لدراسة قدمت في يناير هذا العام 2024.
هل تأخر تبني السيارات الكهربائية في الوطن العربي؟
يمكن القول أن هناك بعض التأخر في تبني السيارات الكهربائية في الوطن العربي، مقارنةً ببعض الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا.
وفقاً لاستطلاعات إدموندز تم تسجيل أكثر من 2.4 مليون سيارة كهربائية في عام 2022 في الولايات المتحدة الأمريكية.
في النرويج والتي تعد أكثر دولة أوروبية تمكنت من التحول للسيارات الكهربائية، حيث يبلغ عددها 817,500 في 2022 بواقع 60% من السيارات الموجودة على الطريق.
هناك عدة عوامل تسبب في تأخر تبني السيارات الكهربائية ليس في الوطن العربي فقط وإنما في العديد من دول العالم مثل:
ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية
لا تزال أسعار السيارات الكهربائية أعلى بكثير من أسعار السيارات التقليدية، مما يجعلها خيار باهظ التكلفة لكثيرين، وهي مشكلة لا تعيق تبني السيارات الكهربائية في الوطن العربي فحسب، وإنما في أغلب دول العالم.
نقص البنية التحتية
لا يوجد عدد كافٍ من محطات شحن السيارات الكهربائية، مما يجعل من الصعب على أصحاب السيارات الكهربائية التنقل بسهولة.
فلا أحد يرغب أن تتقطع به السبل على الطريق في حال انتهاء شحن بطارية سيارته الكهربائية، عكس محطات التزود بالوقود المنتشرة في كل مكان.
الخوف من النطاق
يُعد “الخوف من نطاق” السيارات الكهربائية أحد أكثر المخاوف شيوعًا التي يواجهها المستهلكون المحتملون.
ويتمثل هذا الخوف في القلق من أن بطارية السيارة الكهربائية لن تدوم لمسافة كافية لتلبية احتياجاتهم.
ويمكن أن يكون هذا مصدر قلق كبير، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يقودون لمسافات طويلة أو الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى محطات الشحن بسهولة.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن تقنية بطاريات السيارات الكهربائية تتحسن باستمرار، مما يؤدي إلى زيادة مدى سيرها، ففي السنوات الأخيرة، زادت سعة بطاريات السيارات الكهربائية، مما سمح بزيادة نطاقها بشكل كبير.
خطط طموحة للتحول إلى الكهرباء
في الإمارات، تستثمر هيئة كهرباء ومياه دبي في شبكة من محطات الشحن العامة للمركبات الكهربائية كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز البنية التحتية الصديقة للبيئة في دبي ودعم التنقل الأخضر.
وأعلنت الهيئة أن استخدام محطات الشحن الخضراء للمركبات الكهربائية قد ارتفع بنسبة 59% على أساس سنوي في عام 2023.
كما سجلت حملة الشاحن الأخضر للمركبات الكهربائية التابعة لهيئة كهرباء ومياه دبي 1,145,427 جلسة شحن أُجرِت من قِبل المركبات المسجلة في العام الماضي.
وأشارت الهيئة إلى أن عدد مالكي المركبات الكهربائية المسجلين في إطار الحملة قد ارتفع من 14 في عام 2015 إلى أكثر من 13,959 بنهاية ديسمبر 2023.
وأضاف البيان أن هيئة كهرباء ومياه دبي قامت بتركيب 382 محطة شحن خضراء للمركبات الكهربائية في جميع أنحاء دبي، وكثير منها مزود بمنافذ شحن مزدوجة.