هل نحن من ننسج حكاياتنا و نريد ان نحولها لواقع؟؟ – نحن أبطاله و مخرجيه – بل نحن أيضا المتفرجين الذين ينصبون المحاكم لمحاكمة انفسنا ؟؟
لماذا لا نكمل القصة كبدايتها و نتقبل ما فيها بدون وضع لمساتنا و رغباتنا عليها ؟؟
وبالتالى لا نقتنع بالنهاية عندما نواجه أنفسنا … فلم نكن نحن أبطالها و إنما عابرى سبيل فيها …
لا توجد بداية و لا نهاية فى قصة حياتنا و إنما فصول تتوالى تسلم بعضها بعضا – و أحيانا نسخا مكررة .. فما قرأته فى الاول سترجع إليه حتما يوما ما………..
و إنما هو القبول و الذى لم نتربى عليه ….
فنحن جيل تربينا على النهاية السعيدة و على وجود البطل الذى يتحقق له كل ما تمناه….
لم يقل لنا أحد أن النهاية لن تكون كما تمنيت و إنما ستسعى جاهدا و تنحت فى الصخر لتوجد لنفسك حياة سعادتها أو شقاؤها من صنع يديك….
لماذا نخشي من قلب الصفحة إذا ما احتاج الأمر ذلك و نكف محاولاتنا عن نجاح أمر لم يكتب له النجاح… لماذا لا نغير الطريق و نسلك دروبا أخرى كانت فى مخيلتنا مظلمة او لا توجد على خريطتنا … لا بل لم يسلكها أحد من قبلنا فرضينا بالطريق و إن كنا نعلم إن نهايته مغلقه…..او حتى نتقابل فى منتصف الطرق راضيين و متقبلين هزيمة لم تكن يوما فى الحسبان و لكننا تقابلنا لنتصافح لا لنكون أشد عتيا فى الخصومة و ننسي يوما من كان ملئ القلب و السمع..
نحن لا نستخدم سوى القليل من قدراتنا و نحتفظ بالباقى للجميل ظنا مننا ان الحياة سوف تهبه لنا .. و فى الغالب هو لا يجيئ لانه من صنع خيالنا ..
هل تعلمنا حقا ان الجميل هى تلك اللحظات التى تمر بنا نصارعها فتقوينا .. و نضحك معها فترسم ملامحها على وجوهنا .. نبكى فتسجل الذاكرة كل ما تسبب فى الامنا لترميه فى كهف مهجور .. نجترها عندما يطفو منها شيئا و نعيشها ثم نعاود الحياة لنحياها …….
البداية تستحثك كل يوم هل سيكون اليوم يومك ؟؟ يا إنسان إنك لا تعرف قدر نفسك حقا .. فما خلقت لتعذب و إنما ذلك صنع يديك .. و إنما اليأس و الفرح و الحزن و الضحك و البكاء هى مرادفات تعيشها يوميا و ليست للتتملكك فإنك مفارقها و هى ستزهد منك…
و إنما القرار هو القدرة على أن تتخذ القرار لتعود يوما من نفق مظلم حبست نفسك ظلما فيه …
و استحللت البقاء و لم تناجى ربك .. ربى إنى مسنى الضر و أنت أرحم الراحمين….