لماذا يصرخ مريض الزهايمر و كيف تتعامل معه

هل لديك اقارب لك او لاصدقائك، يعانون من مرض الزهايمر؟ إذا حتما تعلم أن مريض الزهايمر يصرخ احيانا. لكن لماذا قد يصرخ مريض الزهايمر؟

عندما تنتهي من قراءة المقال ستكون قادرا على التعامل مع مريض الزهايمر حين يصرخ بسرعة و فاعلية. كما ستفهم الخلفية العلمية لهذا التصرف.

لماذا يصرخ مريض الزهايمر؟

يصرخ مريض الزهايمر لعدة اسباب اولها اضطرابات السلوك التي تصاحب المرض، حيث ان المريض يهيج بسبب الخوف النفسي، القلق، الألم، تغير الروتين و الاكتئاب، وثانيا التأثيرات الجانبية لبعض أدوية الخرف التي يتناولها المريض.

ماذا نقصد بصراخ المريض؟ 

في كثير من الأحيان يصرخ مريض الزهايمر بعدة طرق و لعدة اسباب، يمكن ان يصرخ طالبا النجدة من خطر حقيقي أو وهمي. قد يصرخ من الألم. أو قد يتفاعل مع ما يراه من هلوسات التي قد تصاحب مرض الزهايمر. قد يصرخ خوفا و يهرب لانه يحس بالخوف مثلا من الناس المحيطين به لأنه لا يتعرف عليهم بسبب مرضه.

بحسب مراحل الزهايمر تطور الزهايمر، قد يكون الصراخ و الهيجان من اهم الاعراض، اكثر حتى من النسيان المعروف لدى مرضى الزهايمر. و قد يسبب ازعاجا ليس للمريض فحسب بل لاقاربه او الاشخاص المكلفين برعايته.

عليك ان تتذكر ان مريض الزهايمر لا يستطيع عادة أن يعبر عن ما يزعجه، وهو ما يسبب إحباطا حادا لديه يترجم على شكل صراخ واحيانا بكاء.

ما هي أسباب هيجان المريض؟

أسباب متعلقة بمرض الزهايمر

في هذه الحالة يعتبر الصراخ من أعراض المرض و مشيرا الى وصول المرض الى مرحلة نسميها “اضطرابات السلوك”، حيث تكون هذه المرحلة أما من البداية أو في مراحل متقدمة من المرض.

أسباب متعلقة بالمحيط.

علاقة مريض الزهايمر بمحيطه ليست عادية، فهو اولا لا يستطيع في كثير من الأحيان التمييز أو التعرف على الأشياء من حوله، او التعرف على الاشخاص او حتى معرفة الزمان والمكان.

اضف الى ذلك انه لا يستطيع التعبير بأسلوب مفهوم عن ما قد يزعجه في المحيط.

بالنسبة للتعرف للأشخاص، فلأن القدرة على معرفة الاشخاص حتى المقربين قد تكون مفقودة لدى مريض الزهايمر، لذلك فهو سيخاف من اي تفاعل بشري لأنه سيعتقد ان من معه غريب و ربما خطير مما قد يسبب نوبة فزع و صراخ لديه.

بالنسبة للمحيط الفيزيائي، خاصة ديكور المنزل، و حاجاته الخاصة، مثل المناشف او المراسي و الملاعق و الأدوات المختلفة التي يستعملها يوميا، لان مريض الزهايمر ليس جيدا في التكيف، فأي تغيير في ديكور المنزل سيسبب له إزعاجا منقطع النظير قد يصل الى نوبات هيجان.

بالنسبة للزمان و المكان، فإن مريض الزهايمر قد يستيقظ في الليل و يتصرف كأنه النهار لأنه لا يميز بين الصباح و المساء.

أسباب متعلقة بأمراض أخرى

لا تنس أن مرضى الزهايمر، لأنهم كبار في السن، عادة لديهم امراض اخرى يعانون منها قد تكون سببا في معاناتهم التي تترجم إلى صراخ، نذكر هنا أهم الأمثلة.

هشاشة العظام قد يسبب آلاما في العظام، او كسورا تسببها حركات بسيطة حتى بدون السقوط، مع ان الكسور شيء واضح و عادة لا يمكن لمن يهتم بالمرضى أن يغفل عنه، لكن مع الصراخ و انفعال المريض، قد ننسى تفحص رجله او وركه للبحث عن كسر ما تسبب في ألمه و بالتالي صراخه

ضعف النظر، ما علاقة ضعف النظر بالصراخ؟ لا تقلق، فليس هذا رابط عجيب مثل الرابط العجيب لسبيس تون، كل ما في الامر هو ان ضعف النظر يسبب السقوط والتعثر، وهو ما يسبب كسورا، و هو مشكل شائع جدا لدى كبار السن، حتى بدون مرض الزهايمر، وهو سبب شائع للموت في سن متقدمة، لذلك يمكنك مساعدة المريض كثيرا ان صححت نظره.

التقرحات الجلدية، خاصة على الوركين والظهر، وهي تقرحات تكون لدى المريض الذي يبقى مستلقيا مدة طويلة، مما يتسبب في تأكل المنطقة من الجلد التي يتكئ عليها المريض، وهو مشكل شائع جدا خاصة عن مرضى الزهايمر لان الكثير منهم لا يتحركون و يبقون مدة طويلة بنفس الوضعية. هذه نقطة مهمة جدا يجب التنبه إليها لأن كثيرا من مرافقي المرضى ينسونه، و لا ينتبهون على التقرحات، فهي تسبب آلاما حادة خاصة عند محاولة تحريك المريض، لذلك من الضروري تفقدها من حين لآخر خاصة عند ملاحة انزعاج المريض من الحركة.

ماذا يمكن أن تفعل في المنزل عند صراخ المريض؟

ماذا عليك أن تفعل بسرعة؟

البقاء هادئا

هذا هو أول شيء عليك فعله و اتقانه، و هذا لسببين، اولهما ان اضطرابك سيؤثر سلبا عن الشخص المسن، حيث يقلدك بلا وعي و يزيد صراخا و هيجانا، و ثانيا عليك ان تكون هادئا حتى تعرف كيف تتصرف و تنفذ الخطوات القادمة التي سنتحدث عنها.

تنفس بعمق و بهدوء، وتحرك ببطء ونعومة حتى لا تقلق المريض الذي امامك.

تصرف معه بحنية و مراعاة، و قم بلطف بطمأنته كما يحب مثل وضع يدك على كتفه أو المسح على شعره.

تحديد سريع للسبب وراء الصراخ

هذه الخطوة قد تحتاج الى بعض الخبرة لإتمامها سريعا، لأنها تتطلب السرعة، والدقة.

سبب الهيجان يمكن أن يكون كما ذكرنا من قبل، الخوف، الملل، الألم ، الإحباط،.. لذا حاول ان تتذكر لحظات قبل صراخ المريض ماذا حدث : هل جرح نفسه؟ هل لم يجد شيئا معتادا أن يجده؟ هل تكلم معه أحد وازعجه؟

في البدايات قد نبدو نوبات الهيجان هذه عشوائية لكن يمكن أن يكون لها أسباب واضحة، وهنا تأتي فائدة “مذكرة الزهايمر” و هو كراس تسجل فيه أنت او المسؤول الأول عن رعاية المسن كل حالات الصراخ لديه (الوقت، الكيفية و السبب بالتأكيد و كيف سكت المريض ) هكذا يمكنك في المرات القادمة الذهاب مباشرة إلى الأسباب التي اعتدت عليها لان لديك هذه المعلومات مسجلة في المذكرة.

راقب و استمع لإشارات عن سبب الصراخ

هنا نقصد أن تستمع للمريض و تحاول ان تفهم منه سبب المشكلة.

قد يصرخ المريض طلبا للمساعدة و هو يشير باصبعه الى شيء ما يزعجه، أو يخيفه مثل قط او كلب في الغرفة.

وقد يشير المريض الي شيء ما فقط لأنه يريده ولا يعرف كيف يصل إليه او يستعمله.

قد يمسك لباسه بقوة و يطلب و هذا يعني ان لباسه يزعجه او انه يريد شيء جسديا مثل الذهاب الى الحمام او لباسا جديدا.

قد يصرخ المريض لانه يريد الخروج ليغير الجو خاصة إن كان في مكان واحد لمدة طويلة.

يجدر التنبيه أن المريض قد يصرخ بسبب شيد يعتقد انه موجود، او ما نسميها الهلوسات البصرية، وهي منتشرة عند بعض مرضى الزهايمر، عليك أن تذكر هذا الأمر للطبيب خاصة إن كان شيئا جديدا.

تأكد أن حاجات المريض الجسدية قد تم التكفل بها.

هنا تقوم بالتكفل بما يزعج مريضك.

ان كان شيئا قد اخافه تأكد ان تبعده عنه، او تعطيه شيء الذي يريده، اعطه الماء ليشرب، قم بالباسه اللباس الذي يريده، ارشده الى الحمام لقضاء حاجته، قم بتغطية المرآة إن كانت تزعجه.

ازل العوامل المهيجة للمريض، قم بازالة اي موسيقى مزعجة، اطفئ التلفاز ان كان يزعجه، ثم بتبديل المكان الذي هو فيه لتغيير الجو.

إن كان الألم هو سبب المشكلة، أعطيه دواء الألم الذي وصفه الطبيب.

استغل تقنيات التهدئة. 

الان و قد عرفت سبب المشكلة و قمت بالتكفل بها، قم بتهدئة مريضك بما تعلم أنه يعينه على الاسترخاء عادة.

ان لم تجد السبب، هنا عليك ان تقوم بتقنيات التهدئة الخاصة بمثل هذه الحالات.

أصرف انتباه المريض

مرض الزهايمر، مع الاسف، يقضي على كل قدرات التفكير المنطقي لدى الإنسان، لذا فإن الشخص المسن امامك لا يملك عادة أي قدرة على التفكير المنطقي. لذلك جملة مثل “لقد فعلت ما تريد، اسكت الان!” قد لا تعطي مفعولها مع مريضك، لذلك عليك اللجوء الى صرف الانتباه و التهدئة و استغلال العاطفة التي تكون لازالت سليمة عادة عن المرضى.

مثلا، قم بالتربيت على يده و الضغط عليها بحنان، و قول مثلا “تعال نأكل تلك الأكلة التي تفضلها”. او قم بضمه اليك و وقول” هيا نذهب إلى الحديقة”

اخيرا قم بصرف انتباه مريضك بالقيام بأنشطة تعلم انه يحبها. من بين هذه الأنشطة:

الاستماع الى القرآن إن كان مسلما، او موسيقاه المفضلة.

الذهاب إلى الخارج أمام الطبيعة

وفر الراحة مع حيوان اليف مفضل

امنح الراحة العاطفية، عبر اللمس، الاحضان، والقبل، أو التربيت على الرأس

اشراكهم في أعمال المنزل البسيطة لصرف انتباههم ، و اشعارهم بالانتماء، و تجنب الشعور بالإحباط من خلال النجاح في المهام الموكلة إليهم .

ماذا عليك أن تفعل على المدى البعيد؟

استشارة الطبيب المعالج بخصوص الأدوية

عادة، كبار السن يكونون تحت عدة ادوية، لعدة امراض، ليس الزهايمر و حسب، وكما هو معروف، هناك أعراض جانبية مختلفة لكل دواء، و قد يكون أحدها هو سبب هيجان و انفعال المريض.

لذا قم باستشارة الطبيب بخصوص جميع الادوية التي يتناولها مريضك حتى يحدد سبب الأعراض و يستبدل الدواء ان كان بالامكان استبداله.

التعامل مع الألم الجسدي

بالادوية و غيرها، الألم سبب شائع للصراخ لدى المرضى، لذلك يجب معالجته بفعالية.

تشاور مع الطبيب بخصوص ادوية الألم، و اذا بالامكان تغييرها أو تعديل الجرعات.

البحث عن علامات على الكآبة

كثير من مرضى الزهايمر، أو مرضى الخرف بصفة عامة يعانون من الكآبة، سواء لأنهم يحسون بمرضهم، او فقط لأن ذلك من أعراض بعض مراحل مرض الزهايمر.

ان كنت تلاحظ علامات قد تدل على الكآبة عند مريضك، فسارع إلى الطبيب لتقييم الكآبة و علاجها مبكرا، لأن ذلك سيكون مفيدا جدا في تقليل نوبات الهلع و الصراخ.

خلق روتين يومي

مريض الزهايمر لا يحب تغير الروتين، حتى التغيير الطفيف، لذلك اجتهد لخلق روتين يومي من الصباح الى المساء، في المنزل، حيث يمكن لمريض التأقلم معه.

حدد وقت الاستيقاظ بالضبط كل يوم، اجعل وقت ومكان الفطور دائما في نفس المكان و الزمان، كذلك بالنسبة للغداء و العشاء. اجعل وقتا محددا للنوم و لا تغير مكان نوم المريض. اجعل أوقاتا خاصة و طقوسا متماثلة لحاجات المريض الجسدية المختلفة مثل الذهاب الى الحمام و الاغتسال و تغيير اللباس، و الخروج الى الشارع، وما إلى ذلك.

خلق جو هادئ في المنزل

لأن الفوضى تخلق اضرابا لدى المريض، احرص على تجنب كل مصادر الضوضاء في المنزل.

التقليل من الاحباطات اليومية

كما ذكرنا فإن الإحباط الناجم عن عدم النجاح بالقيام بشيء يسبب ازعاجا شديدا للمريض، مما يتسبب في نوبات الصراخ.

يمكنك التقليل من الاخفاق اليومي للمريض بان تجعل المهام اليومية سهلة و خالية من العقبات التي تبدو لك بسيطة و سهلة لكنها معقدة عند المريض.

مثلا، احرص ان يكون فناء المنزل مرتبا حتى يسمح للشخص المسن أن يتحرك بسهولة.

لا تضع أقفالا معقدة على الأبواب والخزائن، و ان استطعت، أزل الأقفال، و أترك الأبواب مفتوحة.

الخلاصة:

مريض الزهايمر يحتاج رعاية خاصة، و معرفة لماذا يصرخ يعتبر ركيزة هامة في رعايته.

عدة أسباب تجعل المريض يصرخ وينفعل، و لكل واحد منها طريقة للتعامل معه.

الطبيب المعالج ركيزة مهمة في رعاية المريض و ينبغي الرجوع إليه عندما تصعب الأمور.

المعلومات المقدمة حول هذا الموضوع ليست بديلاً عن المشورة المهنية ، ويجب عليك استشارة أحد المتخصصين المؤهلين للحصول على مشورة محددة تتناسب مع وضعك. بينما نسعى جاهدين لضمان دقة المعلومات المقدمة وحداثتها ، فإننا لا نقدم أي ضمانات أو إقرارات من أي نوع ، صريحة أو ضمنية ، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو ما يتعلق بها الرسومات الواردة لأي غرض من الأغراض. أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات يكون على مسؤوليتك الخاصة. لا يمكن أن نتحمل المسؤولية عن أي عواقب قد تنجم عن استخدام هذه المعلومات. يُنصح دائمًا بالحصول على إرشادات من محترف مؤهل.

Choose Your Prefered Language

اختر لغتك المفضلة