أمراض اللثة و ظهور مرض الزهايمر


تعتبر أمراض اللثة من أكثر الأمراض الفموية شيوعًا وهي تتسبب في التهاب الأنسجة التي تحيط بالأسنان، وإذا لم يتم علاجها فإنها يمكن أن تؤدي إلى فقدان الأسنان. ولكن الخطر الأكبر هو أنها يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري، وحتى مرض الزهايمر. في هذا المقال، سنتحدث عن أسباب وأنواع أمراض اللثة وكيفية الوقاية منها.

قالت واتانابي: “كانت هذه مفاجأة كبيرة”. “لم نتوقع أن يكون لمسببات أمراض اللثة هذا التأثير الكبير على الدماغ ، أو أن التأثيرات ستكون مشابهة تمامًا لمرض الزهايمر.”

د. كيكو واتانابي، أستاذة أمراض اللثة في كلية طب الأسنان بجامعة كنتاكي وكانت المشرفة على هذه الدراسة والتجربة

حيث أظهرت هذه الدراسة الجديدة التي تم أجراؤها من خلال باحثون في جامعة إلينوي في شيكاغو، أن التعرض طويل الأمد لبكتيريا أمراض اللثة يسبب التهابًا وتنكسًا في الخلايا العصبية في الدماغ لدى الفئران بشكل مشابه لتأثيرات مرض الزهايمر على البشر.

تشير النتائج، التي نُشرت في PLOS ONE، إلى أن امراض اللثة ، وهي عدوى شائعة ولكن يمكن الوقاية منها، قد تكون سببًا لمرض الزهايمر، والذي لا يوجد له علاج اومحاولات لصنع علاج حاليًا.

وجد الباحثون أن الفئران المعرضة بشكل مزمن للبكتيريا كانت تحتوي على كميات أعلى بشكل ملحوظ من الأميلويد بيتا المتراكمة – وهي عبارة عن مكونات شيخوخة توجد في أنسجة دماغ مرضى الزهايمر. كان لدى مجموعة الدراسة أيضًا المزيد من التهابات الدماغ وعدد أقل من الخلايا العصبية السليمة بسبب التنكس.

تم دعم هذه النتائج بشكل أكبر من خلال تحليل بروتين بيتا أميلويد ، وتحليل الحمض النووي الريبي الذي أظهر تعبيرًا أكبر للجينات المرتبطة بالالتهاب والتنكس في مجموعة الدراسة. كما تم العثور على الحمض النووي من بكتيريا اللثة في أنسجة دماغ الفئران في مجموعة الدراسة، ولوحظ وجود بروتين بكتيري داخل الخلايا العصبية.

وقال واتانابي : “بياناتنا لا توضح فقط حركة البكتيريا من الفم إلى الدماغ ، ولكن أيضًا أن العدوى المزمنة تؤدي إلى تأثيرات عصبية مشابهة لمرض ألزهايمر”.

 

أسباب أمراض اللثة:

تحدث أمراض اللثة عندما يتجمع الترسب الجيري والبلاك على الأسنان وذلك بسبب اهمال النظافة الفموية وتجمع بقايا الطعام وتكلسها فوق الاسنان، وهما عبارة عن خليط من البكتيريا والأحماض والفضلات الغذائية التي تتراكم بين الأسنان. تتغذى هذه البكتيريا على السكريات الموجودة في الفم، وعندما تتغذى هذه البكتيريا تنتج الأحماض التي تتسبب في تآكل المينا والأنسجة المحيطة بالأسنان، وبالتالي يتسبب ذلك في التهابات اللثة.

 

وهناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى تطور أمراض اللثة، مثل العوامل الوراثية وعوامل النظافة الفموية والتدخين وتغذية غير صحية، إضافة إلى بعض الأمراض الأخرى مثل السكري وأمراض المناعة الذاتية.

وعلينا ملاحظة الالتهاب بعدد من المؤشرات أهمها لون اللثة:

لون اللثة الطبيعي يتراوح بين اللون الوردي الفاتح والأحمر الوردي، واللثة الصحية تكون مشدودة ولا تنزف بسهولة عند تفريش الأسنان أو تناول الطعام. ومع ذلك، فإن اللثة الحمراء والمتورمة والمؤلمة والتي تنزف بسهولة هي علامات على وجود التهاب في اللثة.

 

ويحدث التهاب اللثة عندما يتراكم الجير والبلاك على الأسنان ويؤدي ذلك إلى تهيج اللثة، وبالتالي تتورم وتصبح حمراء وتنزف بسهولة. وإذا لم يعالج التهاب اللثة، فإنه يمكن أن يتطور إلى التهاب اللثة المزمن، وهو مرض يسبب تدمير الأنسجة المحيطة بالأسنان، وفي النهاية يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأسنان.

 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التهاب اللثة المزمن يمكن أن يؤثر على لون اللثة، حيث يمكن أن تتحول اللثة من اللون الوردي الصحي إلى اللون الأحمر الداكن أو الأزرق المسود. ويحدث ذلك عندما يتم تدمير الأنسجة المحيطة بالأسنان وتتراكم البكتيريا والفضلات الغذائية في هذه المناطق، مما يؤدي إلى تغير لون اللثة.

 

لذلك، يجب على الأشخاص الحرص على العناية بصحة اللثة والأسنان من خلال تنظيف الأسنان بشكل دوري والابتعاد عن التدخين وتجنب الأطعمة السكرية والغازية، والتوجه لطبيب الأسنان في حالة وجود أي علامات على التهاب اللثة. ويمكن لطبيب الأسنان تشخيص حالة اللثة وعلاجها وتوجيه الشخص إلى العناية اللازمة للحفاظ على صحة اللثة والأسنان.

 

طرق الوقاية من أمراض اللثة:

 

هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها للوقاية من أمراض اللثة، بما في ذلك:

 

  • النظافة الفموية: يجب تنظيف الأسنان بشكل جيد باستخدام المعجون والفرشاة الصحيحة، ويجب تبديل الفرشاة كل 3-4 أشهر.
  • استخدام المضامض الفموية وأدوات التنظيف المساعدة من اعود الاسنان او الخيط السني او الفراشي بين سنية
  • التغذية الصحية: يجب تجنب الأطعمة السكرية والمشروبات الغازية.
  • الإقلاع عن التدخين: يجب تجنب التدخين بشكل كامل، حيث يزيد التدخين من خطر الإصابة بأمراض اللثة.
  • الفحص الدوري: يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة الخضوع للفحص الدوري لدى طبيب الأسنان.

 

لا يمكن تجاهل أهمية العناية بصحة اللثة، فإذا تم تجاهلها فإنها يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. ولكن يمكن اتباع الطرق السابقة للوقاية من أمراض اللثة والحفاظ على صحة الفم والأسنان. يجب أن يكون الفحص الدوري لدى طبيب الأسنان جزءًا من روتينك الصحي العام، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة البحث عن العلاج المناسب لهم لتجنب مشاكل أكبر في المستقبل.

كما اكدت الدكتورة واتانابي وقالت: “نظافة الفم هي مؤشر مهم للأمراض، بما في ذلك الأمراض التي تحدث خارج الفم”. “يمكن للناس أن يفعلوا الكثير من أجل صحتهم الشخصية من خلال أخذ صحة الفم على محمل الجد.”

 

المعلومات المقدمة حول هذا الموضوع ليست بديلاً عن المشورة المهنية ، ويجب عليك استشارة أحد المتخصصين المؤهلين للحصول على مشورة محددة تتناسب مع وضعك. بينما نسعى جاهدين لضمان دقة المعلومات المقدمة وحداثتها ، فإننا لا نقدم أي ضمانات أو إقرارات من أي نوع ، صريحة أو ضمنية ، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو ما يتعلق بها الرسومات الواردة لأي غرض من الأغراض. أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات يكون على مسؤوليتك الخاصة. لا يمكن أن نتحمل المسؤولية عن أي عواقب قد تنجم عن استخدام هذه المعلومات. يُنصح دائمًا بالحصول على إرشادات من محترف مؤهل.