ساعة جيف بيزوس: عندما يُقاس الزمن بالإرث لا بالدقائق

في عالم تُقاس فيه القيمة بسرعة الإنجاز، وعدد المتابعين، وسرعة التسليم…

وقف جيف بيزوس ليقول شيئًا مختلفًا تمامًا.

شيئًا صامتًا، ضخمًا، مدفونًا في صخر، وسيستمر في العمل لآلاف السنين.

ساعة بقيمة 42 مليون دولار.

لكنها لا تعرض الوقت.

ولا تنبهك لمواعيدك.

ولا يمكنك رؤيتها بسهولة.

إنها ساعة بطول 150 مترًا، مخبّأة داخل جبلٍ ناءٍ في غرب تكساس، ولا تدق إلا مرة واحدة في السنة.

يُحرّكها عقرب القرون كل مئة عام، وتُطلق صوتًا فريدًا كل ألف عام.

تُغذّيها الحرارة الطبيعية بين الليل والنهار.

ويُشترط على من أراد رؤيتها أن يتسلّق جبلًا لمسافة آلاف الأقدام.

لكن، لماذا قد يفعل بيزوس ذلك؟

سؤال لا يبحث عن “الوقت”… بل عن الوعي

بدأت فكرة الساعة مع عالم الحوسبة “داني هيليس” عام 1986.

كان قلقًا من طريقة تفكير البشرية، من تركيزها المفرط على الربح السريع والحلول المؤقتة.

فقال: “أريد بناء آلة تجعل الناس يفكرون على مقياس عشرة آلاف سنة.”

حين سمع بيزوس بذلك، لم يناقش أو يعترض، بل كتب شيكًا ضخمًا على الفور.

ثم قال جملة صادمة:

“الولايات المتحدة لن تكون موجودة عندما تتوقف هذه الساعة عن العمل.”

هذه ليست مبالغة.

إنها نظرة إلى التاريخ: لا إمبراطورية تدوم، لا شركة خالدة، لا لغة محصّنة.

لكن بعض الرموز تستمر… لأنها صُمّمت لتُلهم، لا لتُعجب.

ما الذي يجعل ساعة بيزوس فريدة؟

ليست فقط في هندستها المتقدمة، والتي تتضمن:

  • مكونات مقاومة للزمن: فولاذ من الدرجة البحرية، وسيراميك فائق الجودة.

  • نظام تشغيل حراري يعتمد على حرارة الصخور.

  • إمكانية لفّها يدويًا عند زيارتها، كجزء من تجربة تأملية.

بل الفكرة الأعمق تكمن في الرسالة:

“ما تبنيه اليوم، هل يستحق أن يبقى لألف عام؟”

الرؤية: التفكير الطويل المدى

العالم يسير بسرعة مرعبة.

شركات تُقيّم نجاحها كل ثلاثة أشهر، وسياسيون يفكرون في دورة انتخابية قصيرة، ومديرون يخططون حتى نهاية السنة فقط.

لكن التحديات الكبرى — مثل الذكاء الاصطناعي، تغيّر المناخ، مستقبل الطاقة — لا تُحل بهذه العقلية.

بيزوس فهم أن أخطر ما نواجهه لا يُقاس بالأيام… بل بالقرون.

الساعة، إذن، ليست ساعة.

إنها صرخة هادئة تقول: أوقفوا الركض، وابدأوا التفكير.

إنها تجبرك على الصعود، على بذل الجهد، على التأمل.

وبمجرد أن تصل إليها، تبدأ بسؤال نفسك:

  • ما الذي سيبقى مني بعد أن أرحل؟

  • هل كنت جزءًا من إرث، أم مجرد موجة مؤقتة؟

  • هل فكرت لأبعد من غدي القريب؟

فلسفة الإرث: الأشياء العظيمة لا تصرخ

من السهل أن نخلط بين الضجيج والإنجاز.

لكن الساعة تُذكرنا أن ما يدوم لا يكون بالضرورة الأعلى صوتًا.

  • الحكومات تزول.

  • العملات تتغيّر.

  • الأسواق تنهار وتنهض.

لكن الأفكار العميقة… تبقى.

تتجاوز الزمن لأنها مبنية على نوايا خالدة.

وهذا هو الدرس الأكبر:

“الإرث ليس ما تملكه، بل ما تتركه.”

“ليس ما أنجزته، بل ما ألهمت الآخرين أن ينجزوه من بعدك.”

هل نحن بحاجة إلى ساعة في جبل؟

ربما لا.

لكننا بحاجة ماسة إلى ما تُجسّده الساعة:

  • دعوة للتفكير بعيد المدى.

  • تصميم على ترك أثر لا يُقاس بعدد الإعجابات.

  • رغبة في بناء شيء “يتذكرك” بدل أن “تُذكّر نفسك به.”

ماذا عنّا في السعودية؟

في قلب رؤية 2030، هناك بذور لهذا التفكير.

مشاريع مثل نيوم والقدية ومبادرات الاستدامة لا تُبنى لأجل اليوم، بل لأجل أجيال لم تولد بعد.

لكن التحدي الحقيقي: هل نتبنى هذا الفكر في قراراتنا اليومية؟

هل نبني علاقات، شركات، أفكارًا… تصمد عبر العقود؟

الإجابة ليست عند الحكومات.

بل في عقولنا نحن.

كل إنسان يمكنه بناء إرث

ليست المسألة في امتلاك 42 مليون دولار.

بل في امتلاك رؤية تجعل هذا المال يخدم فكرة تستحق.

فكر في ساعة بيزوس لا كآلة، بل كمرآة.

مرآة تسأل:

ماذا تفعل اليوم ليعيش بعدك؟

ما المشروع الذي سيذكرك به الناس بعد قرن؟

ما الفكرة التي إن بدأت بها، لن تنتهي عندك؟

الزمن لا يرحم. لكنه يخلّد من يستحق.

ابدأ الآن. ولو بخطوة واحدة.

yes
no

لقد ساعد الذكاء الاصطناعي في كتابة هذا المقال

اختار المشارك أن يبقى مجهولًا.

المعلومات المقدمة حول هذا الموضوع ليست بديلاً عن المشورة المهنية ، ويجب عليك استشارة أحد المتخصصين المؤهلين للحصول على مشورة محددة تتناسب مع وضعك. بينما نسعى جاهدين لضمان دقة المعلومات المقدمة وحداثتها ، فإننا لا نقدم أي ضمانات أو إقرارات من أي نوع ، صريحة أو ضمنية ، حول اكتمال أو دقة أو موثوقية أو ملاءمة أو توفر المعلومات أو المنتجات أو الخدمات أو ما يتعلق بها الرسومات الواردة لأي غرض من الأغراض. أي اعتماد تضعه على هذه المعلومات يكون على مسؤوليتك الخاصة. لا يمكن أن نتحمل المسؤولية عن أي عواقب قد تنجم عن استخدام هذه المعلومات. يُنصح دائمًا بالحصول على إرشادات من محترف مؤهل.